بلدي نيوز - (عمر حاج حسين)
أنهت قوات النظام وروسيا، اليوم الجمعة، مسلسل تهجير أحياء العاصمة دمشق، إلى الشمال السوري، بعد إعلانها انتهاء عملية تهجير أهالي أحياء "ببيلا ويلدا وبيت سحم"، آخر جيوب المعارضة السورية جنوبي دمشق.
وزادت حصيلة المهجرين بعد تهجير 8500 شخص، بين مدني وعسكري، من أحياء دمشق الجنوبية، ليصل العدد إلى 74 ألف نسمة من مناطق "عربين ودوما وعين ترما وزملكا والقلمون الشرقي والضمير"، بحسب منظمات حقوقية.
وقال "مصطفى سيجري" الناطق الرسمي باسم المكتب السياسي للواء المعتصم التابع للجيش الحر، تعقيبا على خلو العاصمة دمشق من الثوار واحتلالها من قبل روسيا وإيران وقوات النظام، "من الواضح أن دمشق ستدخل حقبة جديدة عنوانها "الاحتلال الصفوي"، بدعمٍ من المحتل الروسي".
وأضاف في حديث لبلدي نيوز، "نظام الأسد كان واجهةً لهذا الاحتلال، ولكن التاريخ يثبت بأن الشعوب ترفض وتقاوم الاحتلال، ويبدو أن قدرنا كسوريين هو النضال في سبيل تحرير أرضنا".
وقال سيجري "سنستمر في نضالنا حتى ننال شرف طرد الاحتلال الإيراني والاحتلال الروسي، وميليشيات بشار الأسد، فالتاريخ يعيد نفسه".
من جهته الناشط "أنس الدمشقي"، قال لبلدي نيوز، "ما وصل إليه سكان دمشق من التهجير القسري، مرتبط بتطور الأوضاع في سوريا، إذ إن التهجير نتيجة وليس سبباً".
وأضاف "نتيجة لتغييب دور الشعب السوري في صياغة قراره السياسي وتنفيذه، وهو مرتبط باستمرار الحرب القذرة على الشعب السوري، لقد طالبنا كناشطين وثوريين في الأيام الماضية، بالإسراع في وقف إطلاق النار، والشروع في حل سياسي يفسح في المجال لعودة المهجرين كافة، سواء بالقسر أو بالإكراه، كما حدث لملايين السوريين، ويفضي إلى نظام ديمقراطي، وإخراج القوى الأجنبية التي تدخلت في الشأن السوري كافة".
ويرى "الناشط أن ما يجري في سوريا اليوم، هو مقدمة للتقسيم، أو على أقل تقدير "مناطق نفوذ" على شكل انتداب، أو ما يسمى اليوم بإشراف هذه الدولة الكبرى من الدول المتدخلة أو تلك.
وأشار المتحدث أن نجاح التقسيم وعدمه، متوقف على نجاح الحل السلمي، وعلى عودة السوريين إلى ديارهم وامتلاكهم قرارهم السياسي، وللأسف فإن ما نراه الآن لا يبشر بخير، فما يجري هو نوع من صراع "الضواري" على سوريا وما حولها.
ودخلت قوات النظام وميليشياته، اليوم الجمعة إلى بلدات "ببيلا وبيت سحم ويلدا" جنوب العاصمة دمشق، بعد الانتهاء من عملية تهجير المدنيين ومقاتلي الفصائل".
ونشرت وسائل إعلام موالية صوراً، قالت إنها لدخول عناصر من "الأمن الداخلي" إلى البلدات الثلاث، ورفع علم نظام الأسد على بناء المجلس المحلي في بلدة "ببيلا"، كما أظهرت صوراً أخرى رايات تعود لميليشيا "الدفاع الوطني" وسط البلدة.
وقضى اتفاق التهجير المبرم بين "اللجنة المفاوضة في جنوبي دمشق" وروسيا، بضمان الشرطة العسكرية الروسية، حماية البلدات مع تشكيل ميليشيا تضم شبانا من أبناء "يلدا وببييلا وبيت سحم" تابعة للنظام تحت مسمى "اللجان الشعبية".
يشار إلى أن بداية عمليات التهجير القسري المنظمة، بدأت من "القصير" عام 2013، ثم حمص القديمة 2014، وتبعتها كل من "داريا ومعضمية الشام"، وحلب 2016، ثم "وادي بردى وحي الوعر"، وغيرها من المناطق.