بلدي نيوز
تدخلت إيران لدعم نظام الأسد في وقت مبكر ونشرت بعض قواتها النظامية هناك تحت ذريعة محاربة إرهاب تنظيم داعش، لكن هذه القوات المشكّلة أساسا من مشاة المدفعية والمظليين لم تعد اليوم موجودة في سوريا، حسب صحيفة لوباريزيان الفرنسية.
الصحيفة نقلت في هذا الإطار عن مدير الأبحاث في معهد البحوث الإستراتيجية التابع للمدرسة العسكرية "إيرسم" بيير رازو قوله "لم يعد هدف إيران من الوجود في سوريا المشاركة بالمعارك وإنما الردع، وفي هذه الحالة لا ترسل طهران جنود الجيش النظامي لتنفيذ أجندتها".
بل إن إيران -حسب رازو- تعتمد بدلا من ذلك على من تسميهم مجازا "المستشارين العسكريين" الذين هم في واقع أمرهم جزء من قوات "الباسدران" أي حراس الثورة، ويعرف عنهم تحركهم بموازاة الجيش الإيراني النظامي، وبالتحديد ميليشيا لواء قوات القدس المنضوي تحت مظلتهم والمختص في العمليات الخارجية.
ويستطرد رازو -وهو مؤلف كتاب "الحرب الإيرانية-العراقية" (تمبوس 2017)- قائلا "يتوزع عناصر هذه القوات في الوقت الحالي ما بين خبراء صواريخ بالستية وخبراء قيادة واتصالات واستخبارات، فهم من يتحكمون فيما له علاقة بالقوة الرادعة".
أما عن عددهم، يتحدث "رازو" عن حوالي ألف عنصر قبل أن يستدرك قائلا "لا أحد يستطيع تقديم أرقام دقيقة لأن إيران تعتمد أيضا على المليشيات الشيعية الموجودة في سوريا وكذلك على ميليشيا حزب الله اللبناني".
ويرى الباحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية (IRIS) المتخصص في شؤون الشرق الأوسط كريم باكساد أن إيران تدرك أنها "لا يمكن أن تحافظ على قوات لها في هذه المنطقة الواقعة على الحدود مع (إسرائيل) بشكل دائم".
وعليه، فإن هدفها على المستوى المتوسط هو البقاء في سوريا وقتا كافيا لضمان إرساء نظام حكم مناسب لها لا تتضرر معه مصالحها في هذا البلد، حسب باكساد، أما على المدى المستوى الإستراتيجي البعيد فإن هم طهران هو "تأمين ممر بري يربط إيران بلبنان والبحر المتوسط لتصدير غازها ونفطها إلى أوروبا".
وإذا لم تخف حدة التوتر فإن باسكاد لا يستبعد أن تتورط قوات أخرى مؤيدة لإيران وموجودة في الساحة السورية مثل قوات النظام وحزب الله والمليشيات العراقية، مما ينذر بإشعال المنطقة، على حد تعبيره.