بلدي نيوز – (تركي مصطفى)
تعاظمت الأحداث بعد الهجوم بالأسلحة الكيماوية المحظورة دوليا الذي استهدف مدينة "دوما" بالغوطة الشرقية يوم 7 نيسان 2018، والذي خلّف عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وأثار القصف الكيميائي في "دوما" تنديدات دولية واسعة، وجاء الرد الأقوى من الولايات المتحدة على لسان رئيسها دونالد ترمب الذي غرّد على حسابه في تويتر يوم 8 نيسان 2018 واصفا الأسد بـ"الحيوان". وأعلن أنه سيتم اتخاذ "قرار قوي" للرد على الهجوم الكيميائي لنظام الأسد على مدينة دوما، ودعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى محاسبة نظام الأسد وداعميه وفي طليعتهم روسيا، إذا ثبت وقوع هجوم كيميائي في دوما.
وفي هذا السياق عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة يوم 9 نيسان 2018 لبحث الهجوم على دوما، شهدت سجالا بين واشنطن وموسكو، حيث أشار المندوب الروسي في هذا السياق إلى أن ما تصفه بعض الجهات بالهجوم الكيميائي في دوما يحمل طابعا مفبركا سافرا.
وأوضح المندوب الروسي نيبينزيا "أن صحفيا معارضا يدعى أسعد حنا ويقيم في إسطنبول نشر على حسابه في موقع (تويتر) شريط فيديو يظهر ما يعتبر موقعا للهجوم في دوما ويوثق رجلا مجهولا يقف أمام قنبلة يدوية الصنع قيل إنها سقطت في غرفة نوم لأحد مباني مدينة دوما".
وتابع القول: "لا شك في أن هذه العملية مفبركة، لأن المسار المرجح للقنبلة غير طبيعي على الإطلاق، حيث يفترض أنها اخترقت سقف المبنى ووقعت على الفراش..، ومن الواضح أنها وضعت مسبقا هناك خلال الإعداد لتصوير الفيديو".
وبالعودة للفيديوهات التي نشرها الصحفي أسعد حنّا تبين أن الفيديوهات هي ليست عن التحضير للضربة, وإنما هي لما حصل بعد ضربة الكيماوي وبالتالي هي لشيء آخر, والواضح أن المندوب الروسي نيبيزيا قام بنفي أشياء لا يعرف ما هي وهذا دليل جديد على الكذب الروسي.
وفي تصريح لبلدي نيوز قال الصحفي أسعد حنا: "إن نشطاء يعملون في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة - هي الجهة التي استقيت منها وثائق جريمة كيماوي دوما والتي أكدت أن الهجوم وقع باستخدام "غازات أعصاب سامة"، وأسفر - حسب منظمات الإغاثة والرعاية الطبية السوري، وهي منظمة إنسانية مستقلة- عن استشهاد أكثر من 60 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين في أماكن عدة بمدينة دوما".
وأضاف حنا: "تتبع روسيا نهجا عدوانيا ضد سورية منذ تدخلها السافر عام 2015م استخدمت فيه كافة الأسلحة المحرمة دوليا دون التفكير بتبعات ذلك, لحماية نظام الأسد الذي شرعن احتلالها, لذلك تلجأ دائما إلى طيف واسع من الأساليب والافتراءات والعقوبات والخطابات العدوانية مقترنة باستخدامها القوة المفرطة ضد شعب أعزل كان أبرزها الهجوم الكيماوي ضد المدنيين في دوما".
وختم حنا: "لا شك أن كل ما يقوم به الروس في مجلس الأمن للدفاع عن نظام الأسد وتبرئته هو عمليات مفبركة، وادعاءات باطلة لا ترقى لسلوك دولة عظمى تدعي محاربة الإرهاب والدفاع عن حقوق المدنيين وفق القوانين والأعراف الدولية, لذلك هي شريك أساسي في الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري".
وأسعد حنا صحفي سوري معارض لنظام الأسد يعمل مع عدة وكالات عالمية منها Al Monitor الأمريكي ومركز البحوث الملكي البريطاني Chatham House.