بلدي نيوز - (كنان سلطان)
أنتجت مجزرة الكيماوي؛ التي ارتكبها نظام الأسد في مدينة "دوما"، مساء أمس السبت، العديد من الموقف الدولية والعربية المنددة بهذه الفعلة النكراء، التي قضى فيها أكثر من 180 مدنيا، وأصيب نحو ألف غيرهم بحالات اختناق، جراء استخدام غاز السارين.
فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو غوتيريش"، عن "فزعه جراء استخدام الأسلحة الكيميائية ضد السكان المدنيين في دوما، وقال إنه في حال ثبوتها، فإن ذلك يتطلب إجراء تحقيق شامل بشأنها".
وقال "استيفان دوغريك" المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، في بيان اليوم الأحد "لا يوجد حل عسكري للصراع وإن أي استخدام للأسلحة الكيميائية، إذا ثبتت صحته، هو أمر بغيض، ويتطلب إجراء تحقيق شامل".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة "نظام الأسد" إلى "وقف القتال واستعادة الهدوء والالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن 2401، وضمان احترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، بما في ذلك وصول المساعدات الإنسانية عبر سوريا إلى جميع المحتاجين ، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
وعبر "غوتيريش" عن "القلق العميق إزاء العنف المتجدد والمكثف الذي شهدته دوما في الغوطة الشرقية خلال الساعات الـ 36 الماضية".
وفي ذات السياق، دعت بريطانيا المجتمع الدولي إلى "تحقيق عاجل" في الهجوم الكيماوي المروع الذي تعرضت له مدينة دوما.
وجاء في بيان صادر عن مكتب الخارجية البريطانية أن "هذه التقارير المقلقة للغاية عن هجوم كيماوي ومقتل عدد كبير من الأشخاص، فيما لو صحّت، ستكون دليلًا آخر على وحشية بشار الأسد، ضد المدنيين الأبرياء، وتجاهل داعميه للمعايير الدولية".
وأضاف "هناك حاجة لإجراء تحقيق عاجل، كما يجب على المجتمع الدولي أن يستجيب للتقارير".
وقال "إننا ندعو نظام الأسد وداعميه، روسيا وإيران، إلى وقف العنف ضد المدنيين الأبرياء".
من جهته وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لو دريان" قال اليوم الأحد، إن التقارير التي تحدثت عن تعرض مدينة تسيطر عليها قوات المعارضة في سوريا، لهجوم كيماوي مقلقة للغاية، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى الاجتماع بسرعة لبحث الوضع.
وأشار "لو دريان" إلى أن فرنسا تدين بقوة الهجمات والقصف الذي قامت به قوات النظام، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وأكد أنها تمثل "خرقا خطيرا للقانون الإنساني الدولي".
وبحسب "لودريان" فإن "فرنسا ستعمل مع حلفائها للتحقق من الأنباء التي أشارت إلى استخدام أسلحة كيماوية"، وأن باريس ستضطلع بكل مسؤولياتها لمكافحة انتشار الأسلحة الكيماوية، مشيرا إلى تحذير الرئيس "إيمانويل ماكرون" من أن فرنسا قد تشن هجوما من جانب واحد في حالة وقوع هجوم مميت بأسلحة كيماوية".
الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" قال "ثمن الهجوم الكيماوي في سوريا باهظ"، وأضاف اليوم الأحد إنه سيتم "دفع ثمن باهظ، كثيرون ماتوا من بينهم نساء وأطفال في هجوم كيماوي طائش في سوريا".
وأردف "الرئيس بوتين؛ روسيا وإيران، مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان، وثمن باهظ سيُدفع".
وقال أحد كبار مستشاري "ترامب" للأمن الداخلي إن الولايات المتحدة لا تستبعد شن هجوم صاروخي آخر، ونحن ندرس الهجوم في الوقت الحالي، وأشار إلى أن "صور الحدث مروعة".
"ليندا توم" المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قالت "تلقينا تقريرا عن الكثيرين الذين قتلوا وأصيبوا في دوما خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، نشعر بقلق بالغ على من بقوا في دوما الذين يتعرضون لاعتداءات متزايدة".
وفي السياق؛ قال الاتحاد الأوروبي، اليوم الأحد، إن هناك دلائل على أن "القوات الحكومية السورية" استخدمت أسلحة كيماوية ضد مدينة دوما المحاصرة، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وطالب في الوقت عينه برد دولي.
وأوضح في بيان له أن "الدلائل تشير إلى هجوم كيماوي آخر شنه النظام، ومسألة استمرار استخدام الأسلحة الكيماوية خاصة ضد المدنيين، تبعث على قلق شديد".
وشدد على أن الاتحاد الأوروبي يدين بأشد العبارات استخدام الأسلحة الكيماوية، ويدعو إلى رد فوري من جانب المجتمع الدولي".
ودعا كلاً من "روسيا وإيران" لاستخدام نفوذهما لدى "بشار الأسد" لمنع وقوع مزيد من الهجمات.
من جانب آخر دان "البابا فرنسيس"، بابا الفاتيكان، الهجوم الكيماوي في دوما وقال بأنه "استخدام لا يمكن تبريره لوسائل إبادة".
وتحدث البابا عن أنه "ليس هناك حرب طيبة وحرب سيئة، لا شيء يمكن أن يبرر استخدام وسائل إبادة ضد أشخاص وسكان بلا حول ولا قوة".
وفي الردود العربية حول مجزرة الكيماوي في دوما، قالت الخارجية السعودية "نعبر عن قلقنا البالغ وإدانتنا الشديدة للهجوم الكيماوي المروع، الذي تعرضت له مدينة دوما بالغوطة الشرقية في سوريا، وراح ضحيته عشرات المدنيين من النساء والأطفال".
وطالبت بـ "ضرورة إيقاف هذه المآسي، وانتهاج الحل السلمي القائم على مبادئ إعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن الدولي 2254،" وشددت الخارجية على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه حماية المدنيين في سوريا.
من جهتها أعربت الخارجية القطرية عن "إدانتها واستنكارها الشديدين" للهجوم.
واعتبرت هذا الهجوم أنه "شكل صدمة لدولة قطر، من هول هذه الجريمة المروعة التي هزت ضمير الإنسانية"، وطالبت في بيان لها "بتقديم مجرمي الحرب في سوريا إلى العدالة الدولية".