بلدي نيوز – (متابعات)
يصف "محمد سامر" طالب الطب والمقيم سابقا في الغوطة الشرقية الأيام المؤلمة الأخيرة بعد أن التحق بقسم الطوارئ في أحد المستشفيات، ويشرح كيف كان يشاهد أثر مختلف أنواع الأسلحة على جسم الإنسان، وذلك في ظل قصف النظام السوري للمنطقة التي كانت تقع تحت سيطرة المعارضة.
ويروي محمد لصحيفة "ديلي تلغراف" قائلا "كنت أشاهد أثر الأسلحة من الرصاص إلى القنابل إلى الهجمات الكيميائية على جسم الإنسان، وكان بعض المصابين والجرحى من ضحايا القناصة يتوافدون الواحد تلو الآخر أحيانا، أو يحضرون على شكل أسرة أو أحياء بأكملها في أحيان أخرى".
ويضيف "كان هناك العشرات ينزفون على الأرض، وينتظرون المساعدة، وكنا نتراكض في ما بينهم محاولين إنقاذ من يمكننا إنقاذه، وعندما كان يتم إحضار الأطفال الجرحى والمصابين، كانت أجواء الحزن تخيم على غرفة الطوارئ أكثر ما يكون".
ويكمل قائلا "كان في بعض الأحيان يصل إلى غرفة الطوارئ طفل رضيع يتشبث بحياة بالكاد قد بدأها، وكان قد فقد بالقصف منزلا لن يتذكره مرة أخرى، وكان لا يفهم سببا لوجوده في هذا المكان الجديد، ولا كان يعرف سببا لعدم توقف الألم، ولا يعرف لماذا لم تكن والدته تجلس إلى جواره".
ويمضي بالقول "كنت أرى أطفالا في مثل هذه الحال كل يوم، وإنني أتذكرهم جميعهم وأعرفهم بالاسم، فكان هناك (نور) الذي اقتضت حالته بتر كلتي ساقيه، وكان ينظر إلى حيث كانتا في جسمه ويبكي، وكان هناك (عبدو) الذي فقد ذراعه وعمره (18 شهرا)، هذه الحالات كسرت قلبي".
ويضيف: "لقد شاهدت أمهات يبكين لفقدانهن أطفالهن الرضع، وشاهدت آباء ينهارون عند أقدام أطفالهم الباردة، وأطفالا يرفضون ترك أيدي أشقائهم، وشاهدت أناسا ماتوا دون أن نعرف هوياتهم ودون من يحزن عليهم من ذويهم في لحظاتهم الأخيرة".
ويختم "ومع ذلك، فقد تركني صمود بعض الأطفال عاجزا عن الكلام، فقد كان بعض الأطفال في عمر السابعة يطالبون بمغادرة المستشفى، وذلك حتى يتمكنوا من العثور على الطعام لأسرهم، فقد كانوا قلقين من أن إخوتهم سيعانون من الجوع".