بلدي نيوز- إدلب (محمد وليد جبس)
شهدت محافظة إدلب خلال الأسبوع الفائت وحتى اليوم بجميع قراها وبلداتها ومدنها، وصول الآلاف من المدنيين المهجرين من الغوطة الشرقية، ضمن اتفاق التهجير القسري الذي فرض عليهم من قبل النظام وروسيا، بعد صمود لسبع سنوات في وجه الجوع والموت الذي لاحقهم طيلة هذه السنوات.
واستقبل أهالي وفعاليات إدلب العائلات الوافدة استقبال الأبطال، بحفاوة كبيرة وسعي حثيث لتأمين كل مستلزمات العائلات الوافدة من مسكن ومأكل، حيث تتشارك جل العائلات مسكنها مع عائلة وافدة، لما لأهالي الغوطة الشرقية من تقدير واحترام في قلوب الشعب الثائر في محافظة إدلب.
ورصدت بلدي نيوز مراحل الاستقبال من لحظة وصول المهجرين إلى النقطة صفر في قلعة المضيق في كل دفعة تصل وعددها بالآلاف، حيث يتم نقل المهجرين عبر حافلات تقدمها المنظمات الإنسانية والصحية والدفاع المدني، إلى مدن وبلدات ريف إدلب.
تتوافد العائلات إلى المساجد ومراكز الاستقبال المؤقتة المخصصة في كل منطقة أو بلدة، ومن ثم تتوافد العائلات من أبناء الريف الأدلبي والفعاليات المدنية والمجالس المحلية وتقوم باستضافة ما أمكنها من عائلات ونقلها إما لمساكن أو مدارس أو مراكز مخصصة لاستقبالهم جهزت على عجل بأهم الاحتياجات للإقامة فيها.
ولمس أهالي الغوطة الشرقية حجم التفاعل والتعاطف الكبير معهم من خلال المواقف التي صادفتهم خلال الفترة القصيرة من تواجدهم في موطنهم الجديد، من خلال عمل بعض المنظمات التي تقوم بالوقوف على احتياجاتهم وتأمين وجبات الطعام والملبس لهم، أو من خلال العديد من المحال التجارية كالخضراوات والمطاعم وحتى محلات الحلاقة التي أبرزت لوحات كتب عليها عبارات ترحب بأهالي الغوطة، معلنة عروضها المجانية لخدمة المهجرين.
"أبو محمد" وهو صاحب محل خضراوات، قال في حديث لبلدي نيوز: إن حجم المعاناة والصبر الذي قدمه أهالي الغوطة الشرقية يستحق من كل أبناء الشعب السوري الوقوف معهم، ولذلك فهو سيقوم بتقديم كل ما يريد ويحتاج أبناء الغوطة من خضراوات من محله بالمجان، كذلك فعل "أبو راغب" وهو صاحب محل حلاقة متعهداً بأن يحلق لكل من يدخل محله من أبناء الغوطة الشرقية بالمجان.
بدوره؛ قال "أبو محمود" أحد أبناء بلدة "الغدفة" بريف إدلب الجنوبي، إن أبناء بلدة الغدفة عملوا على إنشاء مركز إيواء يجمعون به عشرات العوائل من مهجري الغوطة لمدة مؤقتة ريثما يتم تأمين سكن مناسب لهم وجميع ما يلزم من احتياجات، مشيراً إلى أن العديد من أصحاب معامل الإسفنج والسجاد تقدموا بكميات كبيرة من المواد بشكل مجاني للأهالي القادمين من الغوطة.
وعلى الرغم من ضعف الإمكانيات المتوفرة للمدنيين في إدلب وتكرار عمليات التهجير التي أرهقتهم، إلا أن التفاعل برز بشكل كبير في استقبال الوافدين من الغوطة الشرقية، في بادرة لتخفيف عبء التهجير ووقعه على نفوسهم ليشعروا أنهم بين أهلهم وفي وطنهم، وبين ذويهم بحسب ما يقول أبناء الريف الإدلبي.