بلدي نيوز - حمص (صالح الضحيك)
يصادف اليوم الخميس الذكرى السنوية السابعة للثورة السورية التي خرج بها السوريين ضد نظام بشار الأسد، ومع مرور السبع سنوات طرأت تغيرات كثيرة على جميع المناطق السورية من حيثُ السيطرة والتغير الديموغرافي، منها محافظة حمص.
وقد شهدت حمص عاصمة الثورة، خلال العام السابع من الثورة تهجير أهالي حي الوعر آخر الأحياء الثائر ضد نظام الأسد بعد اتفاقية عقدت مع قوات النظام بإشراف روسي بعد عملية عسكرية دامت حوالي 20 استخدمت فيها قوات النظام جميع أنواع الأسلحة بما فيها النابالم والطيران الحربي، حيث استشهد على أثرها 39 مدنياً بينهم أطفال ونساء.
وخرج أهالي حي الوعر خلال 11 دفعة، سبع دفعات إلى ريف حلب الشرقي وبالتحديد لمدينة جرابلس، وثلاث دفعات إلى محافظة إدلب، فيما توجهت دفعة واحدة إلى ريف حمص الشمالي، وكانت أولى الدفعات التي انطلقت خارج الحي، في 18 آذار الماضي إلى مدينة جرابلس شرق حلب، وتوالت بالخروج بشكل أسبوعي تقريبًا، في ظل اتفاقية تقضي بخروج مقاتلي المعارضة ومن يرغب من المدنيين.
وخرج من الحي قرابة 25 ألف مدني من الحي، لتكون حمص عاصمة الثورة خالية من الثوار والمعارضين لنظام الأسد، ولم يبق إلا الريف الشمالي لحمص بيد الثوار الخارج عن سيطرة قوات النظام في الريف الشمالي لحمص والذي لم تتغير خارطة السيطرة نهائياً وغاب عنه التصعيد العسكري إلا بفترات لم تتجاوز الساعات، حيثُ كان العام السابع من الثورة شبه سياسي بعد اتفاق خفض التصعيد في أستانا الذي خرج بقرارته في 4/5/2017 والذي يضم ريف حمص الشمالي.
وبعد اتفاق أستانا تم توقيع اتفاق القاهرة من قبل جيش التوحيد مع الجانب الروسي الذي تضمن عدة بنود على رأسهم الإفراج عن المعتقلين، وإيقاف جميع أنواع القصف وفتح ممرات إنسانية، إلا أن هذا الاتفاق رفض من بعض الفعاليات المدنية والعسكرية في ريف حمص الشمالي وتم تشكيل هيئة العشرين المتوافق عليها من جميع الفعاليات للاجتماع مع الجانب الروسي وتعديل بعض النقاط في اتفاق القاهرة، إلا أن هذه اللجنة لم يكتب لها النجاح وتم تشكيل لجنة أخرى للاجتماع مع الجانب الروسي.
وبعد أن عقدت العديد من الاجتماعات تم الاتفاق على عدة بنود وهي فتح الطريق الدولي الذي يقطعه الجيش الحر مقابل الإفراج عن المعتقلين، وتم ربط الملفين ببعضهما وفتح ستة معبر إنسانية لريف حمص الشمالي وإيقاف جميع أنواع القصف، إلا أن هذه الاتفاقيات لم تكن إلا على الورق ولم يطبق منها شيء على الأرض إلى يومنا هذا في الريف الشرقي لحمص.
وفي سياق آخر، استطاعت قوات النظام طرد تنظيم "الدولة" من أطراف مطار التيفور العسكري والسيطرة على مفرق حيان وصولاً للكتيبة الروسية قرب مدينة تدمر في شهر آذار الماضي بدعم جوي مكثف من الطيران الحربي الروسي، كما تمت السيطرة على مدينة تدمر من قبضة تنظيم "الدولة" بعد خسارة التنظيم لجبل الطار أهم موقع استراتيجي حيث أنه يكشف المدخل الغربي للمدينة.
وبدأ التنظيم يتراجع يوماً بعد يوم إلى حدود مدينة السخنة مع متابعة قوات النظام تقدمها بريف حمص الشرقي بدعم من ميليشيات حزب الله ودرع القلمون والدفاع الوطني، حتى وصلت إلى مشارف مدينة السخنة في تموز رغم الخسائر الكبيرة التي منيت بها لتتابع قوات النظام عملياتها وتسيطر على جبل الطنطور والضاحك قرب مدينة السخنة وتمت السيطرة على المدينة في شهر أب وفتح طريق دمشق دير الزور بعد إغلاقها قرابة أربع سنوات.
ولم يبق لتنظيم "الدولة" في ريف حمص الشرقي إلا السيطرة على بعض المناطق قرب منطقة حميمة والمحطة الثانية على الحدود الإدارية لمحافظتي حمص دير الزور ليعود التنظيم في معركة أبو محمد العدناني في أواخر شهر أيلول ليشن هجمات قوية على مواقع قوات النظام استطاع من السيطرة على جبلي "الطنطور والضاحك" وقرية شنهص غرب مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، وقصر الحير والطيبة شمال مدينة السخنة، بالإضافة إلى حقل (القليع) وشركة غاز (القليع) شرق مدينة السخنة، ومفرق (البغالة) وخمسة حواجز لقوات النظام.
واستطاع التنظيم من فرض سيطرته على مدينة القريتين بعملية مباغتة لقوات التنظيم أثر تحرك خلايا نائمة من داخل المدينة لتحاصرها قوات النظام لمدة 21 يوما، واستطاع إعادة السيطرة عليها في 21/10/2017 واستعادة جميع المواقع التي خسرها في معركة أبو محمد العدناني بعد انسحاب عناصر التنظيم منها وبقي التنظيم محاصراً قرب المحطة الثانية على الحدود الإدارية لمحافظتي حمص ديرالزور.