بلدي نيوز - إدلب (عبد الكريم الحلبي)
أصبحت الملابس المستعملة أو (البالة) كما يسميها السوريون، محل إقبال لافت من قبل الأهالي في المناطق المحررة، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الملابس الجديدة، والتي تفوق قدرة الكثير من العائلات على شرائها، التي تضطر لشراء الملابس المستعملة القادمة من دول عدة لاسيما الأوربية.
وشهدت مدينة إدلب في الآونة الأخيرة رواجا كبيرا لتجارة الملابس المستعملة، وسط إقبال كبير من الأهالي على شرائها، حيث تتميز هذه الملابس بجودة قماشها ودقة صناعتها، بيد أن معظمها تم استعماله لمدة قصيرة أو طويلة.
يقول "أيهم عطار" أحد أصحاب محلات البالة، في مدينة إدلب لبلدي نيوز "افتتحت محلاً لتجارة الملابس المستعملة في مدينة إدلب، كونها فرصة جيدة لي، وللآخرين أيضاً، فهي توفر بديلاً للأهالي عن الملابس الجديدة التي تفوق قدرتهم الشرائية".
وأوضح "عطار" أن "ربّ الأسرة الذي يعيل قرابة خمسة أفراد، يحتاج لمئتي دولار لشراء كسوة لأطفاله، في حين تبلغ قيمة كسوتهم من الملابس الأوربية المستعملة قرابة 50 دولاراً فقط، فضلاً أن الملابس (البالة) تتمتع بجودة أكبر".
من جانبه، يقول "أبو غيث" وهو أحد المدنيين في إدلب لبلدي نيوز "السبب الرئيسي الذي يجعلني أشتري الملابس الأوربية المستعملة هو الجودة العالية، والأنواع الموجودة بمحلات البالة والتي لا توجد في محلات الألبسة الجديدة، وإن وجدت فيكون سعرها غالياً جدا وقليلة الجودة".
"حسين أبو علي"، يقول إن "تشكيلة الألبسة الأوربية أوسع وأسعارها مناسبة، فالملابس الأوربية أفضل بكثير من التي في أسواقنا، حتى وهي مستعملة"، مضيفاً "المبلغ الذي أشتري به قطعة ملابس جديدة من السوق، أشتري به ثلاث قطع من البالة بجودة أفضل".
وتعتبر تجارة الملابس الأوربية المستعملة من التجارات القديمة، منذ ما يزيد عن 100عام، إذ بدأت مع بداية الحرب العالمية الأولى بسبب انتشار الفقر والهجرة من بلد إلى آخر، لتظهر بعدها الملابس المستعملة كتجارة رائجة في كافة أنحاء العالم.