بلدي نيوز - درعا (خاص)
غُيبت سنتان في المعتقل دون أن تكن من تلك الفئات التي أضعفت الشعور القومي، أو أهانت كرامة الوطن أو قائده وفق ما اعتدنا عليه من تهم هذا النظام، إنها الشابة "براءة - 24 عاما" من مدينة نوى بريف درعا الغربي، والتي اعتقلها النظام في نهاية عام 2015 لمشاركتها في دروس دعم نفسي لأطفال مرضى بالتوحد في مركز بذرة نماء في مدينة داعل بريف درعا.
خرجت "براءة" بعد عامين كاملين في 26/10/2017 بعد أن انتقلت بين أفرع المخابرات العسكرية لمدة أربعة أشهر، ونقلت إلى سجن عدرا لتكمل هنالك ما تبقى لها من أيام الى حين وصول أهلها الى أحد السماسرة المتعاملين مع النظام، بلغت أكثر من خمسة ملايين ليرة سورية.
وحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان؛ فإن عدد المعتقلين بشكل تعسفي في 2017 بلغ 4796، بينهم 303 طفلا و674 سيدة، أغلبهم في سجون النظام.
وتشدد الشبكة في تقاريرها أنه لا يمر يوم دون تسجيل حادثة اعتقال تعسفي، مشيرة إلى أن النظام يتبع أساليب مافيوية، حيث أن معظم حوادث الاعتقال تحصل دون مذكرة قضائية، ويتعرض المعتقل للتعذيب من اللحظة الأولى لاعتقال ويحرم من التواصل مع عائلته أو محاميه، كما ينكر النظام المسؤولية عن الاعتقال التعسفي حيث يتحول حينها المعتقلين إلى مختفين قسريا.
وتؤكد الشبكة في أخر تقاريرها عن المعتقلين السوريين في سجون النظام، أن نظام الأسد مسؤول عن 87 من الاعتقالات وغالبا لا تتمكن عائلات الضحايا من تحديد الجهة التي قامت بالاعتقال، حيث تمتلك الميليشيات المتحالفة مع النظام مثل الميليشيات الإيرانية وحزب الله وغيرها، صلاحية الاعتقال والتعذيب والإخفاء القسري.
وعن نظرة المجتمع لها بعد خروجها من المعتقل، تقول "براءة" لبلدي نيوز "لقد كانت نظرة المجتمع لي تغمرها فرحة كبيرة لخروج أنثى من أيدي الظلام، إلا أن هناك بعض الاستثناءات كانت موجودة من بعض الأشخاص الذين يعتبرون أن الأنثى بعد خروجها من المعتقل عليها علامات استفهام كبيرة".
وعبرت براءة لبلدي نيوز عن مدى سوء الوضع في المعتقلات، قائلة: "إن أخطر مرحلة مررت بها في الأمن العسكري حيث المعاملة دون الإنسانية مع ندرة في الطعام والشراب المقدم، ناهيك عن الضرب والإهانات والتعذيب الجسدي والأخر النفسي الممارس على باقي المعتقلين".
وتابعت "إن أكثر من أحزنني وفطر قبلي هو ابتعادي عن ابنتي الرضيعة التي حرمت منها لمدة عامين كاملين، لأعود وأرها قد كبرت وحتى بات تتعرف علي وكأنها لأول مرة تراني فيها".
وأضافت "أن أتخطى تلك المرحلة الصعبة من حياتي التي مررت بها في معتقلات النظام، وأن أعود لطموحي بأن أكمل عملي الي بدأته قبل المعتقل في مشروع الدعم النفسي للأطفال، وأن أساعدهم ليتخطوا مرضهم وأكون أكبر داعمة لهم دون ان أدعهم يستسلمون للمرض، على الرغم من أنني وباقي عناصر المركز نزاول عملنا فيها دون أن أي دعم مادي حقيقي يؤمن لنا استمرارية في العمل وقدرة على تحمل بعض أعباء الحياة".
وتعد تجربة الاعتقال في سجون وأقبية النظام من أشد التجارب مرارة التي من الممكن أن يتعرض لها أي سوري، شارك بأي نشاط لا يرق للنظام ولأزلامه فما بالكم بأي نشاط معارض للنظام، حيث لا يزال يقبع داخل سجون النظام عشرات الآلاف من المعتقلين والمغيبين قسريا دون أي معلومات عنهم وسط تعتيم كبير من قبل النظام وأجهزته الأمنية.