سوريا 2018.. نهاية الحرب بالوكالة وبداية صراع إقليمي ودولي مباشر - It's Over 9000!

سوريا 2018.. نهاية الحرب بالوكالة وبداية صراع إقليمي ودولي مباشر

بلدي نيوز – (تركي المصطفى)

تتسارع وتيرة الأحداث العسكرية والسياسية على المسرح السوري، بهدف اقتسام مناطق النفوذ بين المتحاربين، وإعادة تشكيل الخارطة من جديد، والدفع بالصراع إلى وجهات مفتوحة مع تقدم الكبار إلى الواجهة، وطي البحث عن تسوية سياسية جدية إلى حين.

مقدمة

يشهد الصراع الجاري في سوريا تطورات دراماتيكية متعاظمة زجت بالكبار إلى الميدان الملتهب، تجسدها نقلة نوعية للمواجهات الدامية مع اختلاف ملحوظ في أدوات الاشتباك على مسرح العمليات الجوية، وما سبقه من تعاظم الصدام البري، لتتسع وتيرة الأحداث وتأخذ اتجاها تصاعديا بعد أن أعلنت الولايات المتحدة، إحباطها، هجوما لقوات النظام والميليشيات الإيرانية على قوات سورية الديمقراطية "قسد" حليفة الولايات المتحدة شرقي نهر الفرات.

وبين هذا وذاك، تتسع فجوة التفاهمات الهشة بين الحلفاء الأعداء، كنتيجة منطقية لميدان ملتهب يسعره تهاوي "الدبابة الروسية الطائرة"، وإف 16 الإسرائيلية، بالإضافة إلى الحوامة التركية، والطائرة الإيرانية المسيرة.  ثمة زحام في الأجندات والمؤشرات وفق سياق هذا التطور العسكري على المسرح السوري، والذي ينطوي على الكثير من الأضواء الخضراء والحمراء، تتقاطع في نقاط حرجة سياسيا وعسكريا وتقود إلى سلسلة من الاستنتاجات التي توحي بأن كل طرف يعيد ترتيب نفسه استعدادا لجولة أخرى.

تستعرض هذه الورقة التطورات الميدانية والعسكرية الأبرز والأكثر تأثيرا في المسرح العملياتي السوري، على ضفاف الفرات، والشمال والجنوب السوري، وتناقش بالتحليل المعمق صيرورة تفاعل أطراف الصراع وتجاذباتها.

كما تحاول الورقة وفقا لاحتدام التطورات الناشئة الإقليمية والدولية، تصور آفاقها المستقبلية وتأثيرها على مسار الحرب الدائرة.

صراع إقليمي دولي

لا ريب، أن التطورات العسكرية التي تعاظمت في مسرح العمليات الجوي والبري بين أطراف الصراع في الحرب السورية الدائرة، أحدثت تحولات ميدانية متصلة بتفاعلات سياسية، تفرض تشكيل وترتيب وتمركز القوى المختلفة، نتيجة الهزات العنيفة، التي تعرضت لها كل من "روسيا وإيران وإسرائيل، وتركيا". وما شكلته تلك الهزات الصادمة من أثر بالغ على كل طرف.

يمكن اتخاذ العمليات العسكرية التي شهدها شهر شباط/فبراير الجاري، منطلقًا لاستعراض التطورات العسكرية بين المتحاربين، بوصفها نقطة مفصلية، كشفت جوهر الحرب السورية التي تحولت إلى ساحة صراع إقليمي ودولي، قرَّبت المسافة بين الحلفاء، واتسعت معها فجوة الخلاف بين الفرقاء، ويمكن إجمال أكثر هذه التطورات أهمية وتأثيرا بالتالي:

نكبة إيرانية في وادي الفرات

مثَّلَ التصعيد العسكري في دير الزور على ضفة الفرات الشرقية، أبرز تطور للتصادم العسكري بين الولايات المتحدة وايران، حيث أظهرت واشنطن حزما في منع أي وصول لقوات حليفة لنظام الأسد شرق نهر الفرات، فوجهت الطائرات الأميركية، ضربة لمليشيات إيران الشيعية، ومعهم مرتزقة "واغنر الروسية"، بعد أن شنت هجوما على مواقع لـ"قسد" بين قريتي خشام والطابية بريف دير الزور الشمالي الشرقي التي تقع تحت حماية واشنطن شرقي سوريا، وأشارت المصادر الأميركية أن عدد القوات المهاجمة بلغ نحو 500 مقاتل مدعومين بالمدفعية والدبابات، وأنظمة صواريخ متعددة الفوهات وقذائف مورتر، ليسفر القصف الأميركي عن مصرع ما يقارب 235 عنصرا، يتوزع غالبيتهم بين الجنسيات الايرانية والروسية، وكان من بين القتلى قادة من الحرس الثوري الإيراني، وكذلك من مرتزقة الروس الذين لقوا مصرعهم إثر غارات الطيران الأميركي، ومنهم قائد في مجموعة واغنر يدعى (أليكسي لاديغن)، بالإضافة إلى تدمير كل الآليات المستخدمة في الهجوم، الذي أثار لغطاً حول اتخاذ قراره، بعد أن تبرأت روسيا منه، عملا بالمحاذير الأميركية، ليتضح فيما بعد أن القرار إيراني بموافقة ضمنية من روسيا، لجس نبض واشنطن في حماية مناطق نفوذها شرق سوريا، ومحاولة إحداث توازن في وادي الفرات، وتغيير في قواعد الاشتباك، بعد الحديث الأميركي عن إعادة النظر بالاتفاق النووي مع إيران، والعمل على طرد ميليشياتها من سوريا.

وقد مثَّلت واقعة هجوم الطيران الأميركي على حملة "الحشد الشيعي الايراني" في دير الزور، نكبة عسكرية غير مسبوقة في هذه الحرب، قصمت، بلا هوادة، ظهر ايران والموالين لها، فتوسعت معها فجوة الخلاف عبر تراشق إعلامي، تبادل فيها الطرفان اتهامات مختلفة، كمؤشر على اتساع الحرب في سوريا، والتأسيس لنزاع أوسع بين القوى العظمى، وبالتالي؛ فالولايات المتحدة أرسلت من خلال طائراتها رسالة مؤلمة إلى المحور الروسي، مفادها عدم التعرض لقوات قسد، أو تغيير قواعد الاشتباك في هذه المنطقة الواقعة تحت حمايتها.

موسكو، من جانبها، اكتفت كعادتها بالتنصل من مسؤولية الهجوم، وأدانت على استحياء النكبة التي قضى فيها أكتر من مئتي مرتزق، بينهم روس.

"الدبابة الطائرة" الروسية تتهاوى

ضاعف إسقاط الطائرة الروسية " su25" الموسومة بالدبابة الطائرة في سماء ريف ادلب الشرقي، العدوان على الشعب السوري، والتصعيد واستمرار الحرب الإقليمية والدولية على الساحة السورية.

بشيء من التفصيل يمكن بيان حادثة إسقاط الطائرة الحربية الروسية، التي كانت تستهدف المدنيين الفارين من قراهم بعد أن اجتاحتها الميليشيات الشيعية الإيرانية، حيث لم تغادر الطائرات الروسية، أوتستراد حلب-دمشق، والطرق الفرعية الواصلة بين القرى والبلدات، فقتلت عشرات المدنيين الفارين من الموت، إلى أن تمكنت قوات المعارضة من إسقاط الطائرة سوخوي 25 بصاروخ مضاد للطائرات يحمل على الكتف، وقتل قائدها بالقرب من بلدة معصران في ريف ادلب الشرقي. 

ضاعف الروس بعد إسقاط الطائرة من عدوانهم على محافظة ادلب، حيث قضى عشرات المدنيين بالطائرات الروسية وتلك التابعة للأسد، وكذلك بالصواريخ البالستية من البوارج الروسية التي استهدفت بلدة خان السِبِل في ريف إدلب الجنوبي.

ما يثير الازدراء أن دولة تقاس بالدول العظمى، تؤكد عبر معرفاتها الرئيسية أن ما تقوم به من قتل للشعب السوري، وتدمير للقرى والبلدات يندرج تحت ذريعة الثأر لطيارها.

إسقاط إف16

بعد نكبتها في دير الزور، جاء القرار الإيراني بالتحرش بإسرائيل، عبر إرسالها طائرة بلا طيار إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، مذخرة بصاروخ، بهدف تحريك المسار السياسي من خلال افتعال تحولات على المستوى الميداني والسياسي في سوريا، إثر تصاعد الإصرار الأميركي على وضع حد للعبث الإيراني في المنطقة العربية بعد أن أدت مهامها في تمزيق سوريا وإضعافها وانهيار بناها التحتية، والوصول بها إلى دولة فاشلة، فوجدت إيران نفسها خارج إطار اللعبة السورية في سياق تقاسم الحصص.  

وإذا كان قرار "إسرائيل" التصدي للتحرش الإيراني بإسقاط طائرة الاستطلاع المذخرة، فإن رد الفعل الايراني جاء هذه المرة وفق خططها وغاياتها بإسقاط طائرة إف 16 الإسرائيلية، محاولة وضع نفسها سياسيا في السلة الروسية، وتوجيه إعلامها لتشجيع الروس والتذكير الدائم بازدياد وزن موسكو الدولي، وكسر احتكار الولايات المتحدة لإدارة الصراع في المنطقة، كل ذلك يصب في تغذية عودة الصراعات بين القوى الكبرى.

المنعطف الآخر، يرتبط بالرد الإسرائيلي المحدود والمنحصر في الجغرافية السورية، إذ استهدف مرابض منصات الصواريخ، ومناطق انطلاق الطائرات الإيرانية المسيرة.

فكانت حصيلة الغارات الإسرائيلية فاجعة للإيرانيين بعد تدمير غالبية مراكزهم العسكرية في النصف الجنوبي من سوريا، مع ذلك اكتفت إسرائيل بتوصيف عملها العسكري على أنه ما دون الحرب، وتركت لإيران وأحلافها التغني على طريقة محور الممانعة بخداع جمهورهم.

الحوامة التركية رسالة أميركية لأنقرة

لم يكن إسقاط الحوامة التركية، مجرد حادثة استهدفتها ميليشيا الوحدات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"، بل تنطوي على رسالة أميركية وصلت لمكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تستقبل بلاده وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر.

تحمل الرسالة في طياتها، تحديد توغل قواته في سوريا وحصرها في منطقة عفرين، وإعادة النظر في علاقاته مع واشنطن.

ما يثير الانتباه توجه واشنطن لأنقرة في هذا التوقيت تحديدا، فالمعطيات السياسية تشير إلى نوايا واشنطن في إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع حليفها التقليدي، فالمصالح المشتركة بينهما كبيرة، وباتت تميل إلى التوافق على نقاط مفصلية يحملها المسؤولون الأميركيون، ويأتي على رأسها المسألة الكردية، بحيث تضمن واشنطن عدم قيام حلفائها من قوات سورية الديمقراطية بأي نزعة انفصالية وحصر مهامهم لحراسة منطقة النفوذ الأميركي في الجزيرة السورية، مقابل توقف العمليات العسكرية في عفرين عند حدود معينة يتم من خلالها التخلص من ميليشيا "ب ي د" بتوافق أميركي-تركي، وبالأخص بعد تعالي أصوات كردية تدعو الى تسليم مواقع "ب ي د" في عفرين إلى نظام الأسد والإيرانيين وبالتالي تعاظم النفوذ الإيراني الذي يشكل خطرا يهدد المصالح الأميركية والمجال الأمني التركي. 

 العودة إلى ضبط موازين الصراع

بعدما شهد الأسبوع الأول من شهر شباط/فبراير الجاري انفجارا مدويا بين أطراف الصراع المتخمة بمصالح متعارضة، لا شك في أن التطورات العسكرية الأخيرة، نقلت الصراع من القوى الثانوية، إلى القوى الرئيسية، وأحدثت ترتيبا جديدا وفق سياق كل طرف، وسيجري بيان ذلك في إطار تداعيات الانفجار الأخير على نحو ما يأتي:

صراع داخل الحلف الهش

تشي مجمل التصريحات الروسية الأخيرة في تبرئة ساحتها من التحرش الإيراني المزدوج ضد قوات "قسد" في وادي الفرات، وفي حادثة إسقاط الطائرة الإسرائيلية، وتبرئة تركيا -حليفة فصائل المعارضة- من إسقاط طائرة السوخوي، والالتفات إلى تقوية قواعدها العسكرية في كل من حميميم وطرطوس، لإدراكها، أنها وقعت بين متضادين هما: تركيا وايران، إذ تواجه تهديدا في انفراط عقد الشراكة المبني على تفاهمات هشة جسدها اشتباك عسكري وتراشق إعلامي عند تنفيذ بنود اتفاق آستانة في توزيع نقاط المراقبة في تلة العيس، وما تلاها من تسهيل إيران لميليشيات كردية العبور إلى عفرين عبر مناطق نفوذها، والزج بميليشيات شيعية من نبل والزهراء للقتال إلى جانب "ب ي د" في مواجهة عملية غصن الزيتون.

 كما حاولت روسيا إقناع العالم من خلال مسرحية "سوتشي الهزلية" بأنها تساهم في التمهيد لإيجاد تسوية سياسية، ولكن الأسد ونظامه رفضوا مخرجات سوتشي الروسية بدعم من إيران.

أمام هذا التباين في وجهات نظر الحلف الروسي الهش، أعلنت موسكو براءة ذمتها من التحرش الإيراني الأخير، وراحت تراجع استراتيجيتها المتغطرسة، بعد أن وجدت الساحة السورية متخمة بقوى دولية وإقليمية ومحلية متعارضة ومتناحرة لا يمكن تجاهلها  أو اللعب في تغيير آلية الصراع وقواعد الاشتباك، إلى حين اتضاح الرؤية الأميركية وانتظار مستحقاتها المهددة بعد ارتفاع  الصوت الأوربي المساند لواشنطن التي بدورها تجاوزت الآثار الكارثية لسياسة إدارة أوباما المنصرفة.

من هنا، فالحلف الذي تقوده موسكو قابل للانفراط في حال قيام أي تحولات عنيفة في الصراع الدائر، لذلك سارعت موسكو إلى المساهمة بإعادة ضبط موازين القوى.

واشنطن ترسم حدود نفوذها

لا تزال الولايات المتحدة، القوة المهيمنة على منطقة الجزيرة السورية، فهي من تسيطر على حقول النفط، وتدير الحرب، وتتحكم بالملف السياسي، كما استطاعت الحفاظ على ذلك، علاوة على قوتها الدولية، من خلال شبكة من المصالح المشتركة مع الأوربيين المساندين لها، وتوظيف كيان عسكري تستأثر به المناطقية والعرقية يتمثل بقوات قسد ذراعها العسكري في المنطقة.

في الفضاء الأوسع لهذا الصراع، تبرز القوة الأميركية في التحرش الإيراني، فمع محاولة هجوم الميليشيات الايرانية على مراكزها العسكرية شرق الفرات، تجلى المشهد أكثر، وازداد شراسة فبعد استهداف رتل الميليشيات الشيعية الذي جاء ردًّا على تلك المحاولة من خلال قتل أكثر من مئتي عنصر هاجموا مناطق سيطرة الأمريكيين، وفيما كان الجدل الروسي يدور حول تلك الحادثة، بينت واشنطن أن وجودها شرقي الفرات مشروط بثلاث قضايا، الأولى التخلص من بقايا تنظيم الدولة "داعش"، وطرد الميليشيات الإيرانية من سوريا، والتوصل الى عملية انتقال سياسي في سورية.

وبالتالي فإن الولايات المتحدة سورت حصتها الواقعة شرق الفرات، وكانت رسالتها واضحة في منع اقتراب أي قوة من المساس بها.

المسارات المحتملة للصراع

يمكن ملاحظة التداعيات والتأثيرات المحتملة للتطورات أعلاه على الصراع المحموم، في ضوء ما تُشكِّله قدرات أطراف الصراع الكبرى والقوى الأخرى المساعدة من تهديد واستطالة للصراع، والقدرة على إدارة تفاعلات الحرب.

في هذا الصدد، تمثِّل إيران بميليشياتها الطائفية القوة المساندة لنظام الأسد، ومع تطور الصراع على سوريا وجدت نفسها بحاجة الى معرفة مستحقاتها من الغنيمة السورية إثر تعالي أصوات تطالب بطردها من سوريا، فافتعلت هجوما يائسا ضد "قسد" حلفاء الولايات المتحدة، وتبنت عبر حليفها الأسد إسقاط المقاتلة الاسرائيلية، وتغنت مع محورها بما فعلته، بينما كان نتنياهو يؤكد على أن قواعد الاشتباك لم ولن تتغير.

وتتضمن بحسب نتنياهو: "شريطا حدوديا خالٍ تماماً من الميليشيات الشيعية بعمق 40 كيلومتر داخل الأراضي السورية، يُضاف إليه الحق في ضرب شحنات الأسلحة الإيرانية التي ترى فيها إسرائيل خطراً على أمنها"، بينما تعول إيران على عقد صفقة مع الاسرائيليين على غرار الخط الأممي الأزرق بين لبنان وفلسطين المحتلة، وإطلاق يدها في دمشق كما هو الحال في هيمنتها على لبنان.

فسارعت واشنطن إلى تأييد المطلب الاسرائيلي وتبنيه، ورفعت من سقف تهديدها لإيران بإعادة النظر في اتفاق الملف النووي، وإدانتها في زعزعة الاستقرار في المنطقة، لذلك عمدت إيران إلى خلط الأوراق سواء مع اسرائيل أو تحرشها بالأمريكان، وكذلك تسهيلها عبور المقاتلين الأكراد إلى عفرين عبر مناطق نفوذها مع حليفها الأسد مما وتر العلاقة بينها وبين تركيا.

أما روسيا التي لا يمكن لها اختزال تواجدها في المنطقة بتحالفها مع طهران، فستغدو وحيدة معها، وبالتالي أسيرة متطلباتها.

من هنا فإن التكهن بمسار هذه المرحلة من الصراع قد يكون الأشد ضراوة بعد تقدُّم القوى الدولية إلى الواجهة لخوض المعركة الأخيرة، لذلك ستجد إيران نفسها في العراء خارج حلبة الصراع، فيما سيبقى منها ذكرى دورها القذر في العدوان على الشعب السوري.

خلاصة

بالنظر إلى وضع أطراف الصراع في سوريا في المرحلة الأخيرة من الصدام العسكري، تبدو الصورة واضحة، فهناك تفوق وسيطرة أمريكية في منطقة شرق الفرات، وكذلك تفوق جوي روسي في مناطق نفوذ المعارضة السورية والتحكم بقرار نظام الأسد، يقابله مصالح متعارضة بين اللاعبين الاقليميين تركيا وإيران، فيما بقية أطراف الحرب (فصائل المعارضة السورية، وميليشيات الأسد و"ب ي د") تعمل في سياق مصالح الدول الكبرى والإقليمية ولذلك ستتوقف المعارك ثم تُستأَنَف، إلى أن تتوصل مختلف القوى الإقليمية والدولية إلى حد أدنى من التوافق على شكل الصيغة السياسية للنظام الجديد في سوريا بعد تقاسم الحصص وترسيم مناطق النفوذ بين الكبار، وهذا يستغرق وقتا طويلا، ما دام قتلى المتحاربين مجرد مرتزقة بلا حقوق.

 

مقالات ذات صلة

ما المواقع التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية في حلب؟

مظلوم عبدي: نتعرض لهجوم من ثلاث جهات

بخصوص الركبان.. رسالة من الائتلاف الوطني إلى الأمم المتحدة

شركة“روساتوم آر دي إس” (Rusatom RDS) الروسية ستبدأ توريد معدات غسيل الكلى إلى سوريا

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

الإعلام العبري يكشف هوي منفذالغارات على دير الزور