الجولاني يهاجم "أستانا" ويدعو لمصالحة عامة بين الفصائل - It's Over 9000!

الجولاني يهاجم "أستانا" ويدعو لمصالحة عامة بين الفصائل

بلدي نيوز - (أحمد عبدالحق)
هاجم زعيم "هيئة تحرير الشام" (أبو محمد الجولاني)، في تسجيل صوتي مؤتمر أستانا، وتحدث عن المعارك التي خاضتها الهيئة، إضافة لدعوته إلى مصالحة بين جميع الفصائل، مؤكداً أن الهيئة مستعدة لأي حل يفضي إلى توحيد الصفوف، وفق قوله.
وجاء في التسجيل الصوتي، "إن المرحلة الحالية من عمر الثورة السورية حرجة أعدتها المؤتمرات والمؤامرات، وأن الهيئة حذرت من محاولات اغتيال الثورة مرات ومرات وقاطعت ومنعت ذلك بالكلام والأفعال منعاً لجر الثورة لمستنقع التنازلات، وبيعها في سوق التسويات، التي تبعدها كل البعد عن الأهداف التي ينشدها السوريون وقاموا من أجلها".
وأضاف الجولاني "إن أخطر تلك المسارات كان مسار أستانا الذي رفضته الهيئة قولاً وعملاً"، لافتاً إلى أن هذا المسار نجح في إسباغ الشرعية على المحتل الروسي واعتباره جزءاً من الحل السياسي وجعله الضامن لوقف الجرائم التي يعاون النظام على ارتكابها".
وأكد أن الروس والإيرانيين نجحوا في إرغام الكثير من الفصائل على تجميد الجبهات ترغيباً وترهيباً، ووصل الأمر لشن حملات إعلامية على الهيئة أمام كل عمل عسكري قامت به وبات العمل العسكري ضد النظام جرماً يستهل البعض لكشف خطط المعركة، في الوقت الذي يستمر النظام في العمل العسكري مع حلفائه من الروس والإيرانيين، حسب قوله.
وبيّن زعيم "تحرير الشام"، أن الأيام مضت ورضي كل من حضر المؤتمر منذ جولته الأولى إلى الثامنة بورقة اتفاق نصت على تقسيم منطقة الشمال إلى مناطق ذات نفوذ تركي وأخرى ذات نفوذ روسي، وقد تم التخلي كلياً عن مناطق شرقي السكة واعتبارها خارج مناطق خفض التصعيد، الأمر الذي يمنح النظام وحلفاءه حق الهجوم عليها واستردادها بأي وسيلة لأنها من حقه بحسب أستانا، ويمنع الفصائل المشاركة هناك من القتال والدفاع.
وأوضح الجولاني، أن "هيئة تحرير الشام" رفضت اتفاق التقسيم الموقع في أستانا وأنها أبلغت بذلك الجانب التركي، كذلك الرفض التام لأستانا ونتائجها في الإعلام، لافتاً أنه وبحسب أستانا أن (للنظام الحق في كل ما يرتكبه من جرائم من قصف وقتل شرقي سكة حديد الحجاز، كونه لم يخرق اتفاق خفض التصعيد، وأنهم مرروا كلمة خفض التصعيد على البسطاء، والتي لا تعني بأي شكل من الأشكال وقف القتال، وإنهائه.
وأردف، "أن من وقع على اتفاق أستانا جمع من الممكن أنه حمل السلاح يوماً ليسمح بهذا التوقيع لأعداء الأمة أن يقصفوا ويقتلوا متى أرادوا، وبغطاء قانوني واعتراف لهم بذلك، من قبل من أسبغ الشرعية على اتفاق استانا"، مبيناً أن الهيئة والمدنيين دفعوا لقاء ذلك عشرات الشهداء، ومئات الجرحى ومئتي ألف نازح تركوا ديارهم، دفعوا ثمن طيش من وقع على اتفاق لا يملك من تنفيذه إلا القلم الذي وقع به".
ونوه الجولاني في كلمته إلى أن مسار أستانا شمل كذلك إدخال نقاط مراقبة تركية تنتشر في الشمال المحرر في المنطقة "أ" بحسب الاتفاق، مؤكداً رفض الهيئة لهذا التدخل كونه لا يصب في مصلحة استمرار الجهاد الشامي، بل يضعف الروح الثورية والقتالية لدى الفصائل وكونه لا يحمل ضمانات أن لا تسلم المنطقة لاحقاً للنظام بناء على اتفاقيات جديدة، حسب تعبيره.
وتابع الجولاني، أن الهيئة تمكنت من التوصل لصيغة تجنب المدنيين حرباً لا تصب في صالحهم، الأمر الذي امتعض منه النظام وروسيا اللذين يعولان على الصدام مع الأتراك، ما داعهم للجوء لخطة بعد فشل مسعاهم من خلال السماح في أول تشرين الأول لمجموعات من عناصر تنظيم "الدولة" المرور بسلاحهم وعتادهم إلى ريف حماة الشرقي لتكون معركة جديدة تصدت لها "هيئة تحرير الشام" في قتال قوات النظام وجماعة الدولة دفاعاً عن الشمال المحرر.
وأكد الجولاني "أن عناصر تنظيم الدولة كانوا بمثابة رديف للنظام في هجمته وسبباً مباشراً لسقوط تلك المناطق، وقبل أن تكسر هيئة تحرير الشام شوكتهم آزرهم النظام مرة أخرى بحملته العسكرية على جبهات ريف حماة الشرقي وبتغطية الطيران الروسي"، لافتاً إلى أن المعركة مستمرة منذ ثلاثة أشهر بين كر وفر دافعت الهيئة عن المناطق بكل ما استطاعت وانسحبت من أخرى تبعاً للتكتيكات العسكرية"، على حد قوله.
وأشار الجولاني إلى أن مئة يوم مرت والهيئة تخوض معركة من أشد المعارك تكبد فيها النظام خسائر فادحة بلغت قرابة ألف قتيل ودمرت عشرات الآليات والمجنزرات، كما أسقطت طائرتين للسلاح الجوي، ترافق ذلك مع تكتيم إعلامي ورضا إقليمي مؤكد أن محاولات النظام والسيطرة على شرقي السكة، ما تم الاتفاق عليه، وأن تبيان ما سبق هو جزء من حق الشعب الصابر ليعلم الجميع الحقيقة ويتحمل كلاً مسؤولياته، حسب وصفه.

وأضاف أن المعركة الأخيرة أثبتت أن هناك خطوطاً جغرافية حمراء تمنع بعض الفصائل من تجاوز خطوط الاتفاق، وأن الهيئة تحملت مع من أسماهم الصادقين من بعض الفصائل، التي رفضت الاتفاق، داعياً الفصائل جميعاً للوقوف صفاً واحداً في الميدان، وأبدى استعداد الهيئة لتسوية كل الأمور في الداخل بعيداً عن المشاريع والأجندات الخارجية، والاستعداد لكل ما يصب في مصلحة الساحة الشامية، حسب قوله.
وأضاف الجولاني "إن هيئة تحرير الشام لم تشارك أو توقع على أي مؤتمر من المؤتمرات وترى أنها لا تصب في مصلحة أهل الشام، وأنها ستعمل بكافة الوسائل الشرعية الممكنة لحماية المدنيين حتى إسقاط النظام"، معتبراً أن هيئة تحرير الشام جزء من ثورة أهل الشام وأنها لن تكون عائقاً في وجه مصالح أهل الشام، مبدياً استعدادها للتصالح مع الجميع وفتح صفحة جديدة عبر مصالحة شاملة تبدأ بجلسات الصلح وتنفيذ الاتفاقات والتعهدات.
وختم بالقول، "إن الهيئة تعمل بكل ما أمكنت على كسر قيد الأسرى بما تملك من أوراق عسكرية وسياسية"، مبيناً أن للمهجرين والمشردين حق عليها أن تعيدهم إلى ديارهم، موجها كلمته لمقاتلي "هيئة تحرير الشام" وحيّاهم على ما قدموه من تضحيات، وأشاد بما تقدمه الفصائل في الغوطة الشرقية من انتصارات.

مقالات ذات صلة

الحكومة الإيطالية تقنع الاتحاد الأوربي بتعيين مبعوث له في سوريا

محافظ اللاذقية: بعض الحرائق التي حدثت مفتعلة

النظام يحدد موعد انتخابات لتعويض الأعضاء المفصولين من مجلس الشعب

خسائر لقوات "قسد" بقصف تركي على الحسكة

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي