بلدي نيوز – (متابعات)
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إن روسيا شاركت العام الماضي في التوصل إلى سلسلة من الاتفاقات لوقف إطلاق النار في سوريا، أو ما أطلق عليها مناطق خفض التصعيد في البلاد التي تعصف بها الحرب منذ سنوات.
ومن بين مناطق "خفض التصعيد" هذه، واحدة في الزاوية الجنوبية الغربية من سوريا واقعة تحت سيطرة القوات الأميركية، وقال الكرملين، إنه يهدف إلى العمل على إيجاد نهاية لهذه الحرب، ووضع حجر الأساس لاتفاق سلام بين رأس النظام بشار الاسد، وفصائل المعارضة المسلحة المناوئة للنظام.
وقالت الصحيفة إن على إدارة ترمب أن تدرك الآن مدى جدية وعود روسيا عندما يتعلق الأمر بسوريا، وذلك كما أدركته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما من قبل، فها هو نظام الأسد يشن هجمات جديدة ضد منطقتين من مناطق خفض التصعيد الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وذلك بدعم جوي ثقيل من جانب حليفته روسيا، حسب موقع الجزيرة نت"
وتشن قوات النظام هجمات جديدة ضد منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، وضد مناطق في محافظة إدلب شمال سوريا، وكما هو حال فنظام الأسد كما في السابق، يرتكب جرائم ويعود إلى قصف المستشفيات، الأمر الذي جعل أكثر من مئة ألف سوري يفرون من إدلب شمالا باتجاه الحدود التركية، وسط احتجاجات حادة من أنقرة.
لكن إدارة ترمب تبذل قصارى جهدها لتتجاهل إراقة الدماء الجديدة في إدلب، وذلك تحت ذريعة أن هذه المناطق تقع تحت سيطرة جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، وهذا التفسير هو الذي شكل العذر أمام نظام الأسد وروسيا لكسر الالتزامات السابقة، لكن جموع اللاجئين الذين يندفعون تجاه تركيا، وليس لديهم ما يحميهم من الطقس الشتوي البارد؛ ليسوا إرهابيين.
وإذا ما تواصل الهجوم ونجح، فإن النتيجة لن تتمثل في المزيد من ترسيخ القدم الروسية فقط في سوريا، بل أيضا ترسيخ القدم الإيرانية التي تعتبر الحليف الأقرب لنظام الأسد.
وأما الولايات المتحدة فستكون الخاسر مرة أخرى لصالح روسيا في سوريا، فنظام الأسد يسعى بلا هوادة لاستعادة سيطرته على البلاد بأسرها، وأما موسكو فتحرض على هذا الأمر بنشاط.
وحسب الصحيفة فإنه إذا بقيت إدارة ترمب صامتة إزاء ما يجري في سوريا دون أن تبدي أي رفض أو تحد أو حتى احتجاج على هذه الاستراتيجية الوحشية، فإنها ستكشف عن ضعفها.