بلدي نيوز - أحمد رحال
تواصل قوات النظام المدعومة من الميليشيات الأجنبية والمحلية، وبغطاء جوي ودعم من ضامنها الروسي، حملتها الهمجية الشرسة والتي دخلت أسبوعها الثالث، على إدلب وحماة، مرتكبة العديد من المجازر بحق المدنيين في هذه المناطق والتي لم يكن آخرها مجازر "تل الطوكان ومعرشورين وجرجناز" التي خلّفت عشرات الشهداء والجرحى بين المدنيين.
كما أجبرت هذه الحملة آلاف العائلات على النزوح من قراها وبلداتها في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي وريف حماة الشرقي، ولا سيما تزامناً مع قيام الميليشيات الشيعية الإيرانية وتلك التابعة للأسد بهجوم بري على المناطق المحررة الخاضعة لـ"خفض التصعيد"، مسنودة بالطيران الجوي الروسي.
وفي الوقت الذي تواصل روسيا دعم النظام وتقديم الغطاء الجوي له في مناطق عدة، تتجهز روسيا لإطلاق مؤتمر الدم "سوتشي"، والذي من المفترض انعقاده أواخر الشهر الجاري، حيث تمهد له روسيا عبر قتل الأطفال والنساء وتدمير المدن والقرى والتوسع في مناطق لم تكن خاضعة للأسد، كمؤشر واضح على وضع روسيا خيار الحسم العسكري موضع التنفيذ في حال رفض مشروعها السياسي العلني في إبقاء الأسد على رأس سلطة الأمر الواقع، وبالتالي المزيد من الدماء والتهجير بحق السوريين.
فبدل أن تكون "أستانا" خطوة لتخفيف آلام السوريين، باتت منصةً للقفز إلى "سوتشي" لتكرِّس الاحتلال والدكتاتورية؛ ولا سيما أن مؤتمر "سوتشي" هو إلغاء لقرارات دولية تحمي حق السوريين في تغيير سياسي نحو الحرية والخلاص من الدكتاتورية، وحماية مجرمي الحرب من نيل عقابهم، حيث أبدى الروس موقفهم من "سوتشي" بأجندتهم العلنية في مصادرة واضحة لمضامين القرارات الدولية، ومنها بيان جنيف1، وقرارا مجلس الأمن 2118 و 2254.
وفي الحديث عن التصعيد الجوي والعسكري في إدلب وحماة ودمشق، قال العميد أحمد بري رئيس هيئة أركان الجيش الحر، لبلدي نيوز، إن "ما يجري جنوب إدلب وريف حماة الشرقي، هو نقض روسي لاتفاق أستانا الذي ينص على أن تكون المنطقة غرب سكة الحديد، والتي تشمل جزءاً من ريف حماة الشمالي وريف حلب الجنوبي ومنطقة إدلب إلى ريف اللاذقية، تحت الحماية التركية، وأما المناطق الواقعة شرق السكة وصولاً إلى بلدة الرهجان بريف حماة الشرقي، هي منطقة منزوعة السلاح، تدار من قبل المجالس المحلية لأهالي المنطقة".
من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم هيئة التفاوض السورية المعارضة، يحيى العريضي، إنّ روسيا في أفعالها الإجرامية في إدلب وحماة ومؤخراً في ريف دمشق، تبعث برسالتين عسكرية وسياسية ولكنهما من الطبيعة ذاتها.
وتابع "العريضي" في حديثه لبلدي نيوز "إن روسيا تحتاج أن تستمر في التدليس والافتراء والكذب بأنّ الإرهاب ما زال موجوداً وأنها تحارب الإرهاب، ولكن من يذهب ضحيّة هذا الإجرام - والذي يعتبر إرهاباً من قبلها- هم أطفال ونساء وشيوخ سوريا، وهذا واضح بالصور ولا يحتاج لدليل، وهي تعرف تماماً أنّ كل يوم قتل وحصار وتدمير في سوريا هو يوم إضافي في عمر النظام لأنه يعيش على ذلك".
وتابع العريضي "أمّا في الرسالة السياسية من هذا التصعيد وهذه الأفعال الإجرامية، فتسعى روسيا لإيصال رسالة أيضاً بالأدوات البلطجية والإجرامية ذاتها، تقول فيها إنّها تريد من السوريين أن يذهبوا إلى سوتشي بالقوة ليوقّعوا على الشيء الذي تريده والشيء الذي يريده نظام الاستبداد، ومن هنا حقيقة يأتي تصعيدها واستمرار إجرامها".
واستطرد: "نحن نقول من جانبنا لا بد لهذا المد الإجرامي من أن يقاوم ولا بد للعالم أن يعي ما يتعرض له الشعب السوري على يد الاحتلال الروسي والإيراني وبقايا منظومة الاستبداد،
ومن جانب آخر إذا أرادت روسيا حلاً، فلا يكون إلّا عبر تطبيق القرارات الدولية الخاصة بالقضية السورية وفي المسار الذي حددته الأمم المتحدة".
وختم "يحيى العريضي" حديثه بالقول: "إن كانت روسيا وإيران مهزومتين فهذه ليست مشكلة الشعب السوري وإنما مشكلتهما وابتلاؤهما بنظام يعيش على الدم السوري وابتلاؤهما بأنظمتهما الدكتاتورية إن كان في موسكو أو طهران، والآن نشهد ما يحصل في طهران ونأمل وربما تكون موسكو هي الثانية".
وكان مسؤول العلاقات الإعلامية لحركة أحرار الشام "عمران أبو الحارث"، قال في تصريح سابق لبلدي نيوز، حول مشاركة روسيا قوات الأسد في العمليات العسكرية بغوطة دمشق: "الذئب الروسي الماكر هو الضامن والخارق دوماً لاتفاقيات مناطق خفض التصعيد في جميع المناطق في سوريا المحررة، ودخول روسيا في مرحلة تصعيد القصف على أحياء الغوطة الشرقية ما هو إلا مساندة لقوات الأسد والتي أثبتت فشلها في الساعات الماضية بالتقدم على جبهة إدارة المركبات رغم التحشد الهائل للأخير للمضي خطوة واحدة داخل المبنى".
ووصف "أبو الحارث" أن ما تقوم به روسيا هو "قمة الابتذال السياسي والمهزلة الأخلاقية والإنسانية"، مشيراً إلى أن ما يدعى "الضامن الروسي" نقض اتفاق خفض التصعيد في وقت سابق وذلك عند مساندته لقوات النظام بخرق اتفاقية خفض التصعيد في الغوطة الشرقية آنذاك ومحاولاته المتكررة للاقتحام على محاور المنطقة.