بلدي نيوز- (مصعب الأشقر)
تباينت ردود الفعل لدى السوريين إزاء الاجتماع الأخير في الدوحة بين وزراء خارجية روسيا وقطر وتركيا، وخاصة من جانب ممثلي المعارضة السياسية والهدف من الاجتماع وما يحمله للسوريين في المدى المنظور، في ظل الحديث عن خلاص السوريين وغياب إيران الذي حمل الكثير من المعاني.
وبحسب الدكتور "يحيى العريضي" الناطق باسم هيئة المفاوضات السورية، فإن الاجتماع عبارة عن استمرارية لبهلوانية روسيا تجاه القضية السورية.
وقال "العريضي" في حديث خاص لبلدي نيوز: "اللقاء ليس إلا إضافة عددية من قبل موسكو لمختلف المسارات الموجودة من أجل القضية السورية، هذا إذا استمرت ببهلوانيتها".
وأكد أن المسار واحد وهو مسار جنيف أساسا، والذي يستلزم تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بسوريا، لكن ما شهدناه خلال الخمس سنوات الماضية هو تهرب بين الحين والآخر وكأن روسيا تريد إفراغ القرارات الدولية من مضمونها من خلال خلق مسار أستانا وتسميته باتفاق خفض التصعيد المجهض لمسألة وقف إطلاق النار، في وقت يستمر إطلاق النار، وخلقت من جهة أخرى مسار سوتشي من أجل إفراغ القرار الدولي من البعد السياسي من خلال اقتراح اللجنة الدستورية.
وأضاف العريضي: "إذا كانت المسألة جزء من البهلوانية الروسية باستخدام الدول العربية لإعادة منظومة الاستبداد إلى الجامعة العربية، فهذا أيضا هروب من الحل السياسي الحقيقي في سوريا".
وأشار إلى أن موقف قطر كان واضحا عندما قالت إن الحل السياسي الذي يمثل الطريق الوحيد لعودة سوريا إلى الجامعة العربية وتنفيذ الاستحقاقات،
أما الإمارات لجأت إلى التذرع بقانون قيصر الذي يضغط على سوريا، وينقذها إعادة النظام إلى الجامعة العربية وهنا نحن أمام حصار عربي بمثل هكذا طرح".
وقال العريضي: "إذا كانت الدول المجتمعة تريد استخدام المال الخليجي وبإرادة ونية حقيقة من قبل موسكو لتنفيذ القرارات الدولية، فهذا شيء مرحب به". وبالنسبة لغياب إيران عن الاجتماع قال العريضي: "أعتقد أن روسيا استشعرت أن وجود إيران في أي محاولة لإيجاد حل بسوريا هو عبارة عن تلغيم أي خطوة بوجودها، ولدول الخليج مصلحة بأن تكون إيران غير موجودة"، وأشار إلى أن السوريين الذي عانوا من استبداد النظام أيضا لهم مصلحة بعدم وجود إيران، ورأى أن هذه الخطوة من الجانب الروسي بتغييب روسيا، أشبه بمغازلة أمريكا وإسرائيل وهي خطوة بالاتجاه الصحيح إذ أن لإيران صاحبة مشروع توسعي لتفتيت المنطقة والسيطرة عليها، وهو بشكل أو أخر استخدم قوة الروس لإحباط طموحات شعب تطلع نحو التغيير.
من جهته، قال الدكتور "زكريا ملاحفجي" عضو الائتلاف الوطني السوري في حديث لبلدي نيوز، "بالنسبة لاجتماع الدوحة بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وقطر، من الواضح أنه يأتي بعد انسداد الأفق السياسي في جنيف وأستانا وكل المسارات، ومن جهة أخرى فإن الروس يحاولون الحشد لضخ أموال ومساعدات للنظام الذي يعاني من حالة إرباك وعطالة، إضافة لمحاولات موسكو الحثيثة لتعويم نظام الأسد، إلا أن قطر أكدت أن أسباب خروج النظام من الجامعة لازالت موجودة، وسط تأكيد شديد على ذلك".
وأضاف: "بالعموم يبدو أن هناك مسار جديد؛ الآن الدوحة وبعدها أنقرة ومن ثم موسكو، ما يعني وجود مسار بين الأطراف الثلاثة التي ستحاول موسكو من خلاله تعويم النظام ومساعدته والإفراج عن كثير من الأموال، إلا أن المسار بعيد كل البعد عن إنهاء حكم الأسد وتخليص السوريين بالرغم من حديث المسار المفترض والاجتماع، فروسيا تحدثت عن اللجنة الدستورية ودعمها، وهي الطرف المعطل وستستمر بالتعطيل.
وأكد أن العام الحالي سيشكل خطرا على النظام إذ سيشهد مفاجئة كبرى ويقربه من حافة الهاوية، في ظل الأحداث الراهنة على مختلف الصعد.
وكانت العاصمة القطرية الدوحة شهدت يوم الخميس الماضي اجتماعا على مستوى وزراء خارجية تركيا وروسيا وقطر، تركزت المباحثات على القضية السورية وأكدت الدول الثلاث حرصها على الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وفقا لميثاق الأمم المتحدة.
وأوضحت أن وزراء خارجيتها اجتمعوا في الدوحة وعبروا عن قناعتهم بأنه لا يوجد حل عسكري للنزاع السوري، وأكدت على أهمية دور اللجنة الدستورية، واحترام اختصاصاتها وقواعدها الإجرائية الأساسية كما وضعتها الأطراف السورية.
وأكدت الدول عزمها على محاربة الإرهاب بكل أشكاله، ووقوفها ضد الأجندات الانفصالية التي تقوض السيادة السورية وتهدد الأمن القومي لدول الجوار.
وعبرت عن قلقها العميق بشأن الوضع الإنساني في سوريا، وتأثير انتشار فيروس كورونا والتحدي الكبير الذي يشكله بالنسبة للنظام الصحي في سوريا.