بلدي نيوز – (صالح العبدالله)
صعّدت السعودية من لهجتها السياسية والإعلامية ضد إيران وميليشيا حزب الله الإرهابي، خلال الأيام القليلة الماضية، وألمحت لإمكانية شن حرب عسكرية ضد إيران وأذرعها في سوريا ولبنان، في إشارة إلى ميليشيا الحزب؛ فما هي السيناريوهات المتوقعة في قادم الأيام في ضوء التطورات الجديدة؟
وكشفت صحيفة اسرائيلية أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب" سيعلن في شهر كانون الأول / ديسمبر من عام 2017، التحالف الإقليمي ضد إيران، وسيضم عدة دول عربية إلى جانب إسرائيل.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه لبنان ملامح أزمة سياسية كبيرة على خلفية إعلان رئيس الحكومة "سعد الحريري" استقالته، في حين دعت الرياض والكويت رعاياهما إلى مغادرة لبنان بشكل فوري، في خطوات يُعتقد أنها تصعيدية ضد ميليشيا حزب الله الإرهابي أحد أهمّ أذرع إيران في المنطقة، قد تنذر بعمل عسكري، ضد الحزب في لبنان، أو ربما في سوريا.
وعلّق الباحث والصحفي اللبناني عبد الرحمن صلاح الدين على الموضوع، قائلاً: "مسألة استقالة الحريري وتبعاتها هي مسألة إقليمية ودولية، لذلك علينا أن ننظر إلى القرار الأمريكي فيها، وحقيقة تتنازع القرار الأمريكي وجهتا نظر، الأولى يمثلها جارد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، تقوم وجهة النظر هذه على ضرب حزب الله في معقله في لبنان، باعتبار أنه المرتكز الأساسي لنفوذ إيران في المنطقة العربية، أما وجهة النظر الثانية فتمثلها وزارة الدفاع الأمريكية التي تنتهج سياسة أكثر تعقيداً تجاه إيران، تقضي بمنح إيران مكاسب إقليمية لكن بشروط محددة، ومن ذلك منح النظام السوري ومن خلفه الإيرانيين نقطة حدودية على الحدود مع العراق في البوكمال".
ويرى صلاح الدين أن مسار الأزمة –حتى الآن- يفيد بتقدم وجهة نظر البنتاغون، القاضية بتعليق الأزمة بعد أن فتحها رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري والسعودية، من دون تقدم كبير فيها إلى حين تسوية عدد من الملفات في سوريا والعراق، وهذا ما دفع الجبير -على الأغلب- ليقول قبل يومين إن بلاده تتشاور مع حلفائها لاتخاذ أي إجراءات ضد حزب الله، بعد أن كان التصعيد الإعلامي يوحي بإمكانية قيام حرب ضد حزب الله في أمد قريب، وفق قوله.
وأضاف، "يبدو أن الأمور تتجه إلى "تأجيل" فكرة الضربة العسكرية والذهاب إلى الضغط السياسي والاقتصادي الذي قد يجري بتنسيق سعودي أمريكي، في سبيل دفع الأحزاب اللبنانية وخصوصا حلفاء حزب الله إلى تهيئة الأجواء أمام حزب الله لتقديم أي تنازلات من الممكن أن يقدمها".
غير أن صلاح الدين لم يستبعد العمل العسكري كلياً، حيث قال: "الأمر مرتبط بردود فعل حزب الله وإيران، وما إذا كانا سيغتنمان الفرصة الأمريكية بإعطاء طهران مكاسب في سوريا مقابل دعمها للعملية السياسية التي يتم التحضير لها. وفي حال حدوث أي ضربة عسكرية ضد حزب الله، سواء أكانت ضربة إسرائيلية أو عمليات لتحالف إقليمي ضد حزب الله يتم الإعداد له، فهذه الضربة ستشمل الأراضي السورية واللبنانية، بعد أن أصبحت مناطق من الجنوب السوري والقلمون تحوي على قواعد لحزب الله لا تقل أهمية عن قواعده العسكرية في لبنان".
عندما كلفت إيران حزب الله في التدخل العسكري في سوريا، تمكن من اجتياح مناطق سورية متعددة على الحدود مع لبنان، وفرض حصاراً خانقاً على مدن وبلدات القلمون الغربي ووادي بردى، وبالتدريج المنظم سيطر على أغلب المراكز العسكرية الخاضعة للأسد حول دمشق والمدن السورية الثائرة، وزجت به إيران في رمال الصحراء السورية ليستكمل دوره المحدد بتنفيذ الأجندات الإيرانية بعدما أشاح عن وجهه الحقيقي تدريجيا من حركة "مقاومة" ضد إسرائيل إلى "ميليشيا طائفية" شرعت بانتهاج طرق أخرى لفرض وجودها على أكبر مساحة من سورية ولبنان عبر التوسع العسكري بمساندة مجاميع طائفية شيعية تدعمها إيران، فأخضع مدن وبلدات ومعسكرات تتبع لقوات الأسد مستفيدا من حالة انهيار أجهزة الأسد بكافة أنواعها، ومن الصراع الدولي والإقليمي، وهذا ما دفعه إلى خيار العنف ضد المدنيين السوريين بغطاء جوي روسي، ومؤازرة الميليشيات الشيعية المماثلة له تحت مدعى "محاربة الإرهاب".