بلدي نيوز - (خاص)
بحثاً عن لقمة العيش وإعالة أفراد عائلته المكونة من سبعة أفراد، لا يدع "أبو محمد" وهو رب أسرة من ريف درعا، أي عمل لم يزاوله منذ نزوحه هو وعائلته من بلدة الكرك إلى بلدة غصم بريف درعا الشرقي، وعلى الرغم من ذلك تبقى متطلبات الحياة اليومية والغلاء الموجود في مختلف مناحي الحياة عائقا أمامه نحو الوصول إلى حياة كريمة، توفر له أبسط مقومات العيش.
يقول "أبو محمد" في حديثه لبلدي نيوز "أعمل بشكل متواصل ومستمر في كل موسم، فمثلا الآن في فصل الشتاء أعمل في تنظيف المدافئ وأعمل في تعبئة الغاز في الغازات السفرية الصغيرة، كما أنني لا أدع مواسم الزيتون أو الحصاد في الصيف دون أن أكون ضمن إحدى الورشات كي احصل دخل مقداره شهريا 30 ألف ليرة سورية في أحسن الأحوال وهو ما يقارب 60 دولار أمريكي فقط".
ويشكو "أبو محمد" قلة الدعم الواجب تقديمه إلى الأسرة ذات الدخل المتواضع جدا مثله، إذا باتت السلة الغذائية ذات الجودة العادية في أغلب المرات، هي الدعم الوحيد المقدم لهم كأسر تبحث عن كفاف يومها في ريف درعا.
واعتبر أن فصل الشتاء والبرد المرافق له في كل عام يشكل الهاجس الأكبر له ولعائلته، إذ إنه غير قادر على دفع تكاليف التدفئة التي تقتصر على صنفين أحلاهما مر، إحداهما مادة المازوت التي بلغ سعر اللتر الواحد منها 380 ليرة سورية أي ما يقارب 80 ألف ليرة سورية للبرميل الواحد الذي لا يكاد يكفي شهرا واحدا في أيام الشتاء، والصنف الأخر هو الحطب الذي بلغ سعره 90 ألف ليرة سورية للطن الواحد، والذي أحتاج منه إلى طن ونص في أقل التقديرات لأكمل فصل الشتاء.
لا يعد "أبو محمد" الوحيد في همه، إذ أن غيره الكثير من الأسر في ريف درعا تفتقد لأبسط مقومات العيش، وسط غلاء فاحش طال متطلبات الحياة اليومية، التي باتت الشغل الشاغل لغالبية الأسر، وسط افتقار كبير في مؤسسات المجتمع المدني القادرة على تقديم مشاريع بسيطة توفر دخلا لتلك الأسر، أو مبالغ إسعافية تكون سند لهم في هذه الحياة الصعبة.