بلدي نيوز - (أحمد عبد الحق)
طالب الوفد العسكري لقوى الثورة في بيان، اليوم الخميس، إنه على روسيا إثبات "حياديتها" قبل أن تدعو لمؤتمر الحوار السوري.
وأضاف الوفد -الذي يشارك في محادثات أستانا التي ترعاها (روسيا وتركيا وإيران)- "من دون رعاية الأمم المتحدة تحت سقف القرارات الدولية وبمشاركة المعارضة وقوى الثورة الحقيقية، لا يمكن لأي مؤتمر أن ينجح".
وأكد الوفد في بيانه تشكيكه ورفضه للطرح الروسي، وعلى عدم مشاركته في مؤتمر سوتشي الذي لا يمثل تطلعات الشعب السوري، ولا يلتزم بتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ولا بأي مؤتمر لا يكون نتاجه الطبيعي رحيل بشار الأسد وأركان نظامه، معلقاً أن استخدام روسيا تعبير "الشعوب السورية" يكشف بعض ما تريده من مخرجات تؤثر على وحدة سورية ونسيجها المجتمعي، ويخالف حقيقة أن السوريين شعب واحد وله مكونات تجمعهم المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات.
وذكر البيان أن روسيا دولة منحازة لنظام الأسد سياسياً في مجلس الامن وعسكريا على الأرض؛ وأن الوفد سجل في محاضر جلسات التفاوض مع الوفد الروسي تعريفها طرفاً ضامنا لنظام الأسد، مؤكدا رفضه الاعتراف بها كدولة راعية للمفاوضات؛ وعليها أن تثبت حياديتها في المواقف وقدرتها في الضغط على النظام الاحترام وقف إطلاق النار والإطلاق سراح المعتقلين تنفيذا لتعهداتها والتزاماتها التي قطعتها للوفد.
وأضاف البيان أنه قد سبق أن رفض الوفد عرضا روسيا لمناقشة الدستور في أستانا، وأوضح خلال ذلك أن الدستور يناقشه الشعب السوري في المرحلة الانتقالية وبعد تهيئة ظروف عودة ملايين المهجرين لكي يستفتون في أجواء حرة ونزيهة على مسودة تضعها جمعية تأسيسية منتخبة من قبلهم، ولا يقبل الشعب السوري بأي حال أن تتدخل روسيا أو غيرها في دستور بلادهم؛ وإن وضع موضوعات الدستور والانتخابات على جدول أعمال سوتشي يزيد من مخاطر انعقاده.
وأوضح البيان أن الوفد سعى من خلال مباحثات استانا على ضرورة ضبط الخروقات التي تحدث يوميا وعلى معظم الجبهات والمناطق، وعلى تخفيف التصعيد، وضم مناطق جديدة للمناطق الموجودة حاليا ومنها (جنوب دمشق والقلمون الشرقي)، وعلى ضرورة أن يكون للجيش الحر دورا أساسيا في تحرير محافظة دير الزور من خلال قطاع "جبهة" يعمل فيها بشكل مستقل.
وذكر البيان أن أوليات الوفد كانت في موضوع المعتقلين وتم التوصل الى ورقة وافقت عليها الأطراف (وفد الثورة - تركيا - الأمم المتــــحدة - روســــيا) وعطلتها ايران، وأنهم ناقشوا هذا الموضوع مع كافة الوفود التي تم اللقاء معها وكانت الاستجابات ممتازة من قبل الجميع، كما قام الوفد بتسليم مذكرات تخص جميع ما ذكر بالإضافة لمجزرة القريتين وحصار الغــوطة وســـجن حمص واستخدام المواد الكيميائية.
وأكد البيان أن الوفد في ثوابته التي لم يخرج عنها في جولاته السبعة يعمـل على تهيئة ظروف نجاح الانتقال السياسي، ويحيل بحث القضايا السياسية إلى مفاوضات جنيف تحت رعـاية الأمم المتحدة وبمرجعية القرارات الدولية ومن خلال الهيـئة العليا للمفــاوضات، ويحثهما بذل جهود إضــــافية لكسر الجمود وانجاز تقدم حقيقي في مفاوضات الحل السياسي.
ونوه إلى أن محاولة روسـيا زج أجسام وأشـخاص محسوبة على نظـام الأسد أو قريبة منه ضمـن صفوف المعارضة مع أشخاص وأجسام لا يتمتعون بثقة الشعب السـوري، يؤكد النـوايا الروسـية في تغيير بيئة المعارضة وأجسامها المعترف بها والتي تعبر عنها وتحافظ على ثوابتها.
وأوضح أن ذلك بعد أن فشلت روسيا في تحقيق أهدافها السياسية في مسار استانا، بسبب صلابة وفد قوى الثورة وبسبب دعم وتأييد تركيا الضامنة له، تــريد أن تنهي كــل من مسـاري استانا وجنيف المكملين لبعضهما البعض والمتوافقين في الرؤى وتوزيع الموضوعات، ولتصنع بذلك مســـارا آخرا لإعادة انتـــاج النظام من خلال حكومة وحدة وطنية، وبما يخالف القرارات الدولـــية الامر الذي يرفضه بشكل قاطع وفد قوى الثورة السورية العسكري.