بلدي نيوز - (أحمد عبد الحق)
قرر المخرج السوري "سامر عجوري" مخرج فيلم التحريك القصير "الولد والبحر"، الانسحاب من مهرجان "أيّام قرطاج السينمائيّة"، احتجاجًا على مشاركة الفيلم الروائيّ الطويل "مطر حمص" للمخرج جود سعيد الموالي للنظام في سوريا، والذي يروج لفكرة "المؤامرة الخارجيّة" واتهام جهات إسلاميّة بقتل أبناء حمص وتشريدهم وتدمير بيوتهم وحرقها وتبرئة نظام الأسد واعتباره بطلا ومقاوماً.
وقال المخرج "سامر عجوري" في بيان له نشرته مؤسسة بدايات: "منذ حوالي الشهر، تمّت دعوتي للمشاركة بمهرجان قرطاج ضمن فعاليّة الأفلام القصيرة خارج المسابقة، وقمنا بالفعل أنا ومؤسّسة بدايات - منتجة الفيلم - بإرسال الفيلم، ظنًّا منّا بأنّ اختيار الفيلم كان بناءً على محتواه أو قيمته الفنيّة أو السرديّة ودون أي سؤال عن سياق المهرجان السياسيّ ولا عن أيّ أجندة سياسيّة، حينها قامت لجنة المهرجان بإرسال دعوة شخصيّة لي كمخرج وصانع للفيلم للمشاركة في المهرجان في تونس".
وأوضح "عجوري" في بيانه أنه منذ عدّة أيّام، صدرت قائمة بالأفلام المشاركة في المهرجان بكل فعاليّاته، ومن ضمن الأفلام الروائيّة المشاركة فيلم (مطر حمص) لمخرج النظام الموالية و"غوبلز" القصر الرئاسي جود سعيد، حسب تعبيره.
ويقول عجوري عن هذا الفلم بأنه عمل يستغلّ فيه بشكل سافر حطام مدينة كاملة دمّرت تحت قصف طائرات جيش النظام ونيران دباباته لتكون خلفيّات سينمائيّة، بطريقة لا يمكن وصفها إلّا بأنّها تمثيل وتشنيع بجثة حمص.
وأردف "عجوري" في بيانه: "ممّا لا يخفى عن إدارة مهرجان قرطاج واللجنة التي اختارت مطر حمص أنّ الفيلم، وبكلّ وضوح، هو بروباغندا مخابراتيّة أسديّة، منتجة من قبل النظام السوريّ تروّج عن طريقه لفكرة المؤامرة الخارجيّة، وتتهمّ جهات إسلاميّة مختلفة أو غيرها، بقتل أبناء حمص وتشريدهم وتدمير بيوتهم وحرقها، بل إنّ وجود الفيلم على قائمة أفلام المهرجان هو تصريح من إدارة مهرجان قرطاج بدعمهم لرواية النظام السوريّ المجرم، وعرض الفيلم في صالات المهرجان هو مشاركة حقيقيّة في ترويج تلك البروباغندا".
وختم عجوري بإعلان انسحابه قائلاً: "نظراً لرفضي القاطع لسياسة المهرجان تلك، فإنّني أنسحب من قائمة المشاركين فيه والمدعوين إليه كوني رافضاً أن يتمّ إدراج عملي في سياق واحد تحت مسمّى الفن السينمائي مع عمل للنظام السوريّ من جهة، ومن جهة أخرى أعتذر عن المشاركة بمهرجان يستغلّ الفن بهدف التطبيع السياسيّ مع المسؤول المباشر عن "دمّ حمص".
مؤسسة "بدايات"، بصفتها الجهة المنتجة للفيلم، تضامنت مع سامر عجوري وثمنت موقفه الأخلاقيّ والسينمائيّ الشجاع، حيث دعت السينمائيّين للتضامن مع هذا الموقف، وعدم السماح في أن يكون فنّهم مطيةً لبروباغندا الأنظمة الديكتاتوريّة، وقامت بجعل فيلم "الولد والبحر" مفتوحا للمشاهدة على الإنترنت، حتّى يستطيع الجمهور التونسيّ والعالميّ مشاهدته بدون أيّ عائق.
وأشارت المؤسسة إلى أنها لا يمكن لها كمؤسسة تدعم إنتاج السينمائيّين الشباب، إلا أن تتضامن وتقف إلى جانب سامر عجوري دفاعا عن حريّة السينمائيّين واستقلاليّة السينما العربيّة في وجه السلطات الديكتاتوريّة التي لا تتوانى عن استخدام السينما كأداة سياسيّة في التغطية على الجريمة وفي التعمية عن القاتل.