أحياء حلب الشرقية.. النظام ينتقم من البشر والشجر والحجر - It's Over 9000!

أحياء حلب الشرقية.. النظام ينتقم من البشر والشجر والحجر

بلدي نيوز - (عمر يوسف)
رغم مرور قرابة عام على إعادة احتلال نظام الأسد مدينة حلب، وخروج فصائل الجيش الحر وآلاف المدنيين بشكل قسري نحو الريف الغربي، لازال نظام الأسد يتعمد معاقبة الأحياء الثائرة عليه منذ بدء المظاهرات الشعبية في العام 2012م، عبر سياسة الإهمال الخدمي الممنهج انتقاما لخروج الأهالي ضده في الشوارع.
عشرات الصور القادمة من أحياء "سيف الدولة، والشعار، والزبدية"، والتي تنشرها الصفحات الإخبارية الموالية تكشف هذه السياسة الانتقامية بحق تلك الأحياء التي باتت أشبه بمدن الأشباح جراء غياب مقومات الحياة من ماء وكهربا ونظافة، كأنها خارج نطاق حلب، فيما يقدم نظام الأسد وموظفوه في البلدية الخدمات لباقي الأحياء بشكل اعتيادي دون توقف.
هذه الأحياء طالما أوجعت نظام الأسد وأفقدته صوابه الذي لم يكن ليصدق أن يخرج سكانها بمظاهرات شعبية تطالب بإسقاطه ورحيل رأس السلطة بشار الأسد، الأمر الذي قابله بالرصاص الحي، قبل أن تتحول إلى مناطق محررة تابعة لسلطة الجيش الحر إبان دخوله مدينة حلب صيف عام 2012م.
وطوال سني الثورة السورية، اعتبر نظام الأسد هذه الأحياء مناطق تحت سيطرة "الإرهابيين" وكل من يسكنها هو بيئة حاضنة، حسب زعمه، ورغم خروج الجيش الحر، لم ينس نظام الأسد وأفرعه الأمنية ما حدث. ولأن كل مؤسسات "الدولة" تتبع للمخابرات والشبيحة غابت تلك الخدمات عن تلك الأحياء ولم يتم تقديم الصيانة، وإعادة بناء الأبنية المهدمة رغم كل ما روج لها النظام عن إعادة الإعمار.
يقول الناشط الإعلامي من مناطق سيطرة النظام "صلاح الحلبي" إن حي سيف الدولة الذي شهد التظاهرات الأولى يمثل نموذجا لانتقام نظام الأسد وعصابته، فقد تم إهمال النظافة وانتشرت القمامة في معظم الشوارع، إضافة إلى غياب الماء والكهرباء عن معظم أبنية الحي".
ويضيف الحلبي لبلدي نيوز "رغم أن من يسكن الآن في الحي هم من موالي النظام أو من الرماديين بطبيعة الحال، لكن نظام الأسد لايهمه من يسكن، بل المقصود هو الانتقام والانتقام فحسب، حتى من الشجر والحجر الذي شهد على أصوات المظاهرات الأولى في الحي".
ولعل الأمر المثير للسخرية هو ما يسوغ له نظام الأسد وحاشيته للموالين، فتعمل ماكينته الإعلامية وصفحاته على مواقع التواصل بالحديث ووصف هذا الإهمال بأنه شكل من أشكال الفساد وانعدام المسؤولية لدى الموظفين في البلدية، في أسلوب لا يمكن وصفه إلا بالتهريج الإعلامي.

مقالات ذات صلة

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

الولايات المتحدة ترفض إفلات نظام الأسد من المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية

"الشبكة السورية" تطالب بمحاسبة الأسد في الذكرى الـ11 لهجوم الغوطة الكيميائي