بلدي نيوز-(مالك الحرك)
توفي الطفل (كنان) ذو السبعة شهور بسبب "سرطان الدم الليمفاوي الحاد"، والذي أصابه بعد فترة من ولادته أثناء الحصار المفروض من قبل النظام على غوطة دمشق الشرقية، وفاة (كنان) كانت نتيجة لعجز المنظمات الطبية والإنسانية عن إجلائه من الغوطة للعلاج، أو إدخال الأدوية اللازمة لحالته، فكان الموت بالنسبة لكنان أقرب الأقدار.
(كنان) والذي يعزوا الأطباء في الغوطة إصابته بسرطان الدم الليمفاوي الحاد إلى الآثار البعيدة المدى لاستخدام الكيماوي في مجزرة الغوطة، التي قتلت المدنيين ولوثت المنطقة، توفي بدون دماء، تماماً كما توفي أقرانه من أطفال الغوطة قبل أعوام بالسارين الذي قصفهم الأسد به.
"السرطان" سلاح جديد يستخدمه الأسد، ويفتك بأجساد المحاصرين من أطفال ونساء ورجال، حيث وثق مركز "رحمة" لعلاج مرضى الأورام والدم "الوحيد" في الغوطة الشرقية، وفاة 4 أطفال و4 نساء و5 رجال، جراء انعدام الدواء اللازم وصعوبة اجلائهم خارج الغوطة لتلقي العلاج.
وأكدت الطبيبة (وسام الرز)؛ إخصائية في مركز رحمة لعلاج مرضى الأورام ومرضى الدم الوحيد في الغوطة لبلدي نيوز، إنها استقبلت كنان في بداية مرضه، وعملت جاهدة ضمن الإمكانيات المتاحة في المركز على أن يقاوم كنان مرضه، حال أن يستجيب النظام لدعوات المنظمات الطبية والإنسانية لإجلائه، إلا أن الأدوية الأساسية لمقاومة مثل حالة كنان ممنوعة من الدخول، فتوفي كنان بينما كانت عائلته تنتظر استجابة النظام التي لم تأت.
وأوضحت الطبيبة أن أكثر من 13 شخصاً توفوا في معركتهم مع السرطان في الغوطة المحاصرة من قبل النظام، بينهم 4 أطفال و5 نساء و4 رجال، بينما ينتظر قرابة 1200 مصاباً بمرض السرطان 20% منهم أطفال و57% نساء مصير (كنان) في حال لم يتم الاستجابة بإدخال الأدوية اللازمة للعلاج.
ووجهت الطبيبة نداء استغاثة عاجل وفوري لمنظمة الأمم المتحدة، ولجميع المنظمات الطبية والإنسانية للمسارعة بإنقاذ أرواح هؤلاء المرضى، بإدخال الأدوية لهم وإجلاء الحالات الخطرة منهم.
حالة (كنان) هي مثال على الحالات الإنسانية المأساوية التي تعيشها الغوطة، والتي تتعرض لحصار خانق من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية له منذ أربعة أعوام، حيث يستخدم نظام الأسد سلاح الحصار، هذا السلاح المحرم دوليا وأخلاقيا ودينيا لإخضاع فصائل المعارضة والأهالي على التسليم رغم الاتفاق الأخير بين فيلق الرحمن وروسيا، واتفاق القاهرة بين جيش الإسلام وروسيا أيضا واللذين ينصان على إجلاء المرضى وفتح معابر إنسانية وتجارية، لكن نظام الأسد يؤكد أن جميع اتفاقاته ليست سوى حبر على ورق.