بلدي نيوز - (متابعات)
قال مسؤولون أمريكيون، إن ما بين 10 و12 مكالمة تتم كل يوم عبر الخط الساخن بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا، مما يسهم في الفصل بين الطائرات الحربية الأمريكية والروسية وهي تحلق لدعم مقاتلين مختلفين على الأرض.
وقالت وكالة "رويترز"، إنها اطلعت على محطة الخط الساخن للقوات الجوية الأمريكية داخل منطقة العمليات الجوية المشتركة في قطر الأسبوع الماضي، والتقت خلال الزيارة بخبيرين لغويين روسيين، كلاهما لغتهما الأم هي اللغة الروسية، يعملان مع القوات الأمريكية لنقل الحوارات مع القادة الروس.
وقال قادة أمريكيون كبار إنه رغم أن هذه الحوارات ليست سهلة فقد استمرت الاتصالات بين الجانبين.
وقال اللفتنانت جنرال جيفري هاريجيان أكبر قادة سلاح الجو الأمريكي في الشرق الأوسط في مقابلة تلفزيونية "الواقع أننا تعاوننا خلال مشاكل غاية في الصعوبة وعموما وجدنا وسيلة للحفاظ على خط عدم التداخل (الفاصل بين مناطق العمليات الأمريكية والروسية)، وتوصلنا إلى وسيلة للاستمرار في مهمتنا".
وأضاف هاريجيان دون التعليق على حجم المكالمات "نضطر للتفاوض وأحيانا تتسم المكالمات الهاتفية بالتوتر، لأن الأمر يتعلق بالنسبة لنا بحماية أنفسنا وشركائنا في التحالف وتدمير العدو".
وتجسدت مخاطر الحسابات الخاطئة في حزيران/يونيو الماضي عندما أسقطت الولايات المتحدة طائرة لنظام الأسد من طراز سو-22 بريف الرقة.
وقال مسؤولون أمريكيون اشترطوا عدم نشر أسمائهم إن تلك لم تكن الطائرة الوحيدة في المنطقة، مشيرين إلى أن مقاتلتين روسيتين تابعتا تطورات الأحداث من ارتفاع أعلى، وإن طائرة ستيلث إف-22 أمريكية راقبت الموقف من على ارتفاع أعلى من الطائرتين الروسيتين.
وبعد الحادث حذرت موسكو علنا من أنها ستعتبر أي طائرات تحلق غربي نهر الفرات أهدافا، غير أن الطائرات العسكرية الأمريكية واصلت التحليق في المنطقة واستمر الجيش الأمريكي في التحاور مع روسيا.
وقال اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند الضابط بالجيش الأمريكي وقائد قوات التحالف الذي تسانده الولايات المتحدة ويعمل انطلاقا من العراق "الروس كانوا يتحلون بالاحترافية والود والانضباط".
ومع السعي الحثيث من الجانبين لوضع اليد على ما تبقى من دولة التنظيم يتزايد خطر حدوث احتكاك غير مقصود، حيث تتعرض المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في البادية السورية وديرالزور لهجوم من النظام تدعمه روسيا، بينما تهاجم ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية مدينة الرقة بدعم أمريكي.
وقال المسؤولون، إن محادثات تجري لمد الخط الفاصل بين المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة وروسيا على الأرض مع توغل الاشتباكات صوب دير الزور المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا.
وأضاف المسؤولون، أن الخط يمتد في قوس غير منتظم من نقطة إلى الجنوب الغربي من مدينة الطبقة شرقا إلى نقطة على نهر الفرات، ثم يسير بمحاذاة النهر في اتجاه مدينة دير الزور.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس خلال زيارة للأردن الأسبوع الماضي، إن الخط مهم لأن المسافات تتقارب بشدة بين القوات المدعومة من كل من الولايات المتحدة وروسيا.
وأضاف ماتيس "نحن لا نفعل ذلك (التواصل) مع النظام (السوري). فالروس هم من نتعامل معهم"، مشيرا إلى استمرار الولايات المتحدة في "التدابير على امتداد وادي نهر الفرات".
وتعد مدينة دير الزور، التي يشطرها نهر الفرات إلى قسمين، ومواردها النفطية ذات أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا والنظام، كما أن المحافظة تدخل ضمن نطاق اهتمام قوات سوريا الديمقراطية التي تساندها الولايات المتحدة.
وفي الأسبوع الماضي، قال طلال سلو المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية" إن القوات ستشن حملة باتجاه دير الزور في المستقبل القريب، لكنها مازالت تتدبر ما إذا كانت سترجئ تلك العملية لحين استعادة الرقة بالكامل من تنظيم "الدولة".