بلدي نيوز-(أحمد رحال)
أبت السيدات السوريات أن تنكسر عزيمتهن أو أن يرضخن للحرب وظروف الحياة التي فرضها عليهن النظام، وكانت مقاومتهن الأكبر بالتعلم وتطوير الذات، رغم معوقات فقدان الزوج أو الأهل أو قصف منازلهن والتهجير.
وكانت السيدة (شيرين بيطار) إحدى السيدات السوريات اللواتي يحتذى بهن، حيث اضطرت السيدة شيرين لأن تلجأ إلى تركيا مع زوجها وأطفالها بعد تفاقم المعارك ودخول جيش النظام لمنطقتها، لتواجه في دولة الجوار مشكلة اللغة التركية المختلفة عن لغتها، ما أجبرها على المقاومة وتعلم اللغة، وبعد أن انتهت من تعلمها عادت إلى بلدها إدلب بعد أن حررها الثوار من بطش النظام، وحتى تفيد الأخرين، بدأت بالتحدي الأكبر وهو أن تعلم السيدات في سوريا اللغة التركية بهدف المساهمة في تقوية معارفهن وزيادة حصيلتهن العلمية والمعرفية، وبسبب أهمية اللغة التركية في الكثير من الأعمال التجارية المرتبطة بتركيا.
التقت بلدي نيوز مع (شيرين)، لتروي لنا قصة تحديها وإصرارها وعزيمتها التي أهّلتها لأن تكون معلمة لغة لم تكن تدرّس ضمن المنهاج السوري قبل عودتها، وبدأت شيرين حديثها، بأنها لجأت إلى تركيا بسبب الحرب التي شنها النظام على السوريين، ولم تكن تعلم شيء عن اللغة التركية، فوجدت صعوبة كبيرة جداً بالتفاهم مع المجتمع التركي والتعامل معه، وخصوصاً فيما يخص القطاع الصحي ومعالجة أطفالها، وهذا ما فرض عليها أن تتعلم اللغة التركية.
وتابعت (شيرين) بأنّها لم تكتفي بتعلم مبادئ اللغة التركية فقط، بل استمرت على مدى أكثر من ثلاث سنوات بالخوض في هذه اللغة وتعلم قواعدها ومفرداتها وأصولها حتى اتقنتها بشكل جيد،
واستطردت، ما إن انتهيت من تعلم هذه اللغة حتى تحررت منطقتنا وخرجت منها قوات النظام، فقررنا العودة إلى بلدنا سوريا، وحتى أستمر في ممارسة هذه اللغة، وبسبب الظروف التي تعيشها البلاد من استمرار في الحرب والتهجير والفقر، قررت أن أقوم بتعليم السيدات الراغبات في مركز بصمات النسائي بمدينة إدلب مبادئ هذه اللغة، وكان التنسيق مع مديرة المركز وكانت الاستجابة والتأييد سريعة.
وأكملت (شيرين) قمنا هذا الشهر بافتتاح أول دورة لتعلم مبادئ اللغة التركية وما يلزم السيدات من جمل ومرادفات يحتاجونها، إذا اضطروا للذهاب بأي وقت إلى تركيا لأي سبب كان، كحالة صحية أو للمنح الدراسية أو لم الشمل، ولاقى المركز استجابة وإقبال جيد من السيدات، وسنسعى لإعطائهن في الأيام القادمة مستويات أعلى حتى يتمكنوا من إتقان هذه اللغة ويستطيعوا من خلالها التفاهم والتعامل مع المجتمع التركي في حال لجوئهم.
ويُلاقي مركز بصمات الاجتماعي في مدينة إدلب إقبالاً جيداً من قبل السيدات لتعلم اللغة التركية بالإضافة للغة العربية واللغة الإنكليزية، كما يحوي المركز دورات مختصة بالتمريض والمعالجة الفيزيائية، بالإضافة لدورات مهنية تهدف إلى تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع.