بلدي نيوز – (غيث الأحمد)
تتوسع مناطق "خفض التصعيد" على حساب الاتفاقات السياسية التي باتت تقتصر على اللقاءات الفنية والتشاورية مع الأمم المتحدة، لمناقشة الدستور والانتخابات، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح اليوم عن توقيع اتفاق يخص ريف حمص الشمالي، وأوضحت أن الاتفاق يبدأ تطبيقه منذ منتصف ليلة اليوم الخميس الساعة ١٢.
وعلى الرغم من مطالبتها الدائمة بوقف إطلاق النار ووقف القصف على المناطق المدنية إلى أن اتفاقات خفض التوتر التي ابتكرتها روسيا؛ كان لها أثر كبير على المعارضة السياسية السورية، حيث خسرت بذلك تكافؤ ميزان القوى على الأرض لصالح النظام الذي تزداد رقعة سيطرته على حساب تنظيم "الدولة" في دير الزور.
من المؤكد أن ذلك الوضع يضعف موقف المعارضة السورية على طاولة المفاوضات مع النظام، بالتزامن مع تسريبات حول نية المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إجراء لقاءات مباشرة بين الأطراف السورية في جولة جنيف القادمة.
وأوضح مصدر سوري معارض لبلدي نيوز أن الهيئة العليا للمفاوضات ستنهي اجتماعاتها في العاصمة السعودية الرياض اليوم الخميس، مبيناً أن الهدف من هذه الاجتماعات هو وضع هيكلية جديدة تتناسب مع الوضع الجديد للمفاوضات.
وكشف المصدر أن الجولة القادمة من جنيف قد تعقد في العاشر من شهر أيلول القادم، مشيراً إلى أن دي ميستورا لديه نوايا بعقد مفاوضات مباشرة بين الطرفين.
وحول تأثير اتفاقات خفض التوتر على العملية السياسية، قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني عقاب يحيى لبلدي نيوز إن تلك الاتفاقات هي "أرضية لحل سياسي قادم"، وأضاف أن ذلك الحل "قامت أمريكا فيه بتفويض روسيا لإدارته سياسياً وميدانياً"، وتابع حديثه قائلاً: "روسيا هي اللاعب الأكبر في الملف السوري وإضعاف المعارضة كان مخطط له".
ولفت يحيى إلى أن إضعاف المعارضة السورية ليس وليد اليوم وإنما منذ "إبعاد الحل العسكري عن الطرفين"، معتبراً أن هذا الأمر انعكس على المعارضة بشكل أكبر.
ورفض يحيى أن يكون ترجيح كفة النظام عسكرياً، سيجعله متقدم على المعارضة السورية، وقال إن "النظام يعاني على الصعيد الداخلي والروس يتخذون القرار بدلاً عنه"، مضيفاً: أنه "لا يوجد حل سياسي في سوريا من دون المعارضة السورية".
والتقى نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، رمزي عز الدين رمزي نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن "غاتيلوف ورمزي تبادلا الآراء بشأن المسائل المتعلقة بالتسوية السياسية للأزمة في سوريا مع التركيز على نتائج الجولة الأخيرة من محادثات جنيف والعمل المتواصل على تطبيق الاتفاقات حول مناطق تخفيف التوتر".
واعتبر غاتيلوف أن "إنشاء مناطق كهذه.. تؤدي إلى خلق ظروف مواتية لدفع عملية التسوية السياسية إلى الأمام"، داعياً إلى الحفاظ على دينامية محادثات جنيف وتعزيزها مع ضمان طابعها الشامل والجامع وتشكيل وفد واحد للمعارضة السورية، و"الانتقال إلى الاتصالات المباشرة في الجولة المقبلة في أيلول القادم".
وبعد إنجاز اتفاق خفض التوتر في ريف حمص الشمالي، تبقى منطقة إدلب هي الوحيدة غير المشمولة في اتفاق خفض التصعيد، وقال عقاب يحيى في هذا الشأن إن "إدلب مقبلة على حرب"، وكان الموفد الخاص لدول التحالف الدولي بريت ماكغورك، قد اعتبر أن مدينة إدلب تعد "حصناً" لتنظيم القاعدة الذي يقوده أيمن الظواهري ومقره أفغانستان.