روسيا تحرس "هُدَنَها" وتدرس مصير إدلب - It's Over 9000!

روسيا تحرس "هُدَنَها" وتدرس مصير إدلب

بلدي نيوز – (منى علي)
بعد نحو عامين على تدخلها العسكري المباشر في سوريا، بدأت موسكو تفرض أجندتها على الأرض السورية، أو القسم الذي يهمها حاليا والذي اصطلح عليه بـ"سوريا المفيدة".
عام وعشرة أشهر من التدخل الوحشي الروسي ضد السوريين، كانت كفيلة بإنجاز قسم كبير من خطط موسكو، قابلها عمل سياسي متعدد المحاور استطاع إقصاء الحلفاء والأعداء من المعادلة السورية، لتبدو روسيا مستأثرة بشكل شبه كامل بمفاصل الأمور من حماة وحمص إلى الساحل فدمشق وصولاً إلى حوران.
السيطرة الروسية، ويأس الجميع من مجاراة عنادها، بدا جليا في اتفاقي "خفض التصعيد" المبرمين في الجنوب السوري والغوطة الشرقية، فبعد أن أوجدت روسيا الأطراف الكفيلة بالجلوس إلى الطاولة والتوقيع على الاتفاق، أهملتهم بشكل كامل وراحت تمارس فرض السيطرة والرقابة والتصرف في تلك المناطق وحدها بغياب الشريك الذي انتهى دوره، فيما يبدو، بعد التوقيع!
ففي الجنوب السوري، نشرت روسيا وحدات من جنودها على طول حدود منطقة "خفض التوتر"، وأنشأت مراكز تفتيش ومراقبة، كما قال رئيس غرفة العمليات في رئاسة الأركان الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي في إفادة صحافية، أمس: "لضمان احترام وقف إطلاق النار، أقامت الشرطة العسكرية الروسية على طول حدود منطقة خفض التصعيد في جنوب غربي سورية مراكز للتفتيش والمراقبة". وزاد أن القوات الروسية انتشرت بالفعل يومي الجمعة والسبت الماضيين في هذه المنطقة، وتمت إقامة نقطتي تفتيش لتسهيل حركة السكان وقوافل المساعدات، إضافة إلى نشر 10 نقاط مراقبة على طول الحدود التي رسمت للمنطقة.
يأتي هذا في ظل غياب كامل لأي وجود لقوات الدول التي رعت ووقعت اتفاق الجنوب مع روسيا، وهما الولايات المتحدة والأردن.
وهو السيناريو نفسه الذي حدث في غوطة دمشق الشرقية، فما أن بدأ سريان اتفاق "خفض التصعيد" فيها، حتى سارعت موسكو إلى نشر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية وأقامت نقطتي تفتيش وأربعة مراكز مراقبة، وفق المسؤول في الأركان الروسية، وبالطبع فإن مصر التي شاركت في رعاية الاتفاق، وتيار أحمد الجربا (الغد السوري) الذي وقعه، لن يكونا حاضرين بأي شكل لمراقبة الاتفاق.
ومع انشغال السوريين بأحداث إدلب وأخبار ونتائج الاقتتال فيها، وما سيؤول إليه الوضع بعد سيطرة "هيئة تحرير الشام" على معظم المحافظة التي تُعد "القلعة الأخيرة" للمعارضة، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن موسكو تخطط لإقامة منطقة جديدة "لعدم التصعيد" في محافظة إدلب، على أن تُعقد بعد ذلك جولة جديدة من مفاوضات أستانا لإقرار الوضع، إلا أن ذلك لا يبدو ممكنا في ظل السيطرة الراهنة لـ"هيئة تحرير الشام" التي تتخذها روسيا ذريعة لقصف وقتل المدنيين في أماكن وجودها، كما حدث ليل أمس في مدينة عربين بغوطة دمشق، حين ارتكبت روسيا مجزرة راح ضحيتها تسعة شهداء على الأقل بينهم خمسة أطفال وسيدتان، على الرغم من دخول المنطقة منذ أيام في اتفاق خفض التصعيد، إلا أن روسيا تتعلل دائماً بذريعة استثناء "الإرهابيين" من تلك الاتفاقات، فتخرقها وتقتل وتحرق وتدمّر، فهي وحدها التي تحرس تلك المناطق، وهي التي تهاجمها أيضاً! ولا تُسجل بحق نفسها أي خرق في الأوراق التي سترفعها للأمم المتحدة وسيدعمها دي مستورا، في ظل البحث العالمي عن أي حل "وهمي" للقضية التي استعصت فانسحب منها الجميع تاركين الساحة لبوتين، يجرب أسلحته بلحم السوريين، ويُسخّر دبلوماسيته لقهر إرادتهم.

مقالات ذات صلة

توثيق اكثر من 200 حالة اعتقال في سوريا خلال نيسان الماضي

القوات التركية تعلن التصدي لهجوم "قسد" بريف حلب

ميليشيات إيران تدخل شحنة أسلحة إلى سوريا

"مفوضية اللاجئين" تنفي وجود أجندات سرية لإبقاء السوريين في لبنان

تصريح أمريكي جديد بخصوص قانون التطبيع مع نظام الأسد

مظاهرات وإضراب لطلاب جامعة إدلب اعتراضا على توظيف خريجي جامعات النظام