بلدي نيوز - (حسام محمد)
لم تمنعها الحرب الطاحنة التي يقودها نظام الأسد وميليشياته المحلية والأجنبية على الغوطة الشرقية، من المضي في بناء مجدها ومجد عائلتها بما استطاعت إلى ذلك سبيلا، فقررت رفع معنويات أطفالها، الذين حولهم الأسد قبل أربع سنوات إلى أيتام.
"أم محمد"، سيدة سورية تبلغ من العمر 33 عاماً، تعيش في غوطة دمشق الشرقية، عاصرت أيام عصيبة من حرب وحصار واقتتال فصائلي، وآلام مستمرة، فقد قتل النظام زوجها بقصف طال أحياء الغوطة قبل أربعة أعوام.
إلا أن "أم محمد"، تقدمت لشهادة التعليم الثانوي، ضمن الفرع الأدبي لعام 2017، واستطاعت رغم قيامها على رعاية أربعة أطفال أيتام، تحقيق إنجاز كبير بتفوقها في الامتحانات النهائية، والتي حصلت فيها درجة 205، من المجموع العام 220.
والنتيجة النهائية للامتحانات جعلت للسيدة "أم محمد" الأعلى ترتيباً على مستوى الغوطة بأكملها، كما نجحت أم محمد مرتين، والمرة الثانية عندما نجح ابنها في شهادة التعليم الأساسي، والتي حصل فيها على مجموع 268.
الناشط الإعلامي "يوسف البستاني" قال لـ "بلدي نيوز": "هذه السنة بالتحديد كانت متعبة جدا على كل من يقطن الغوطة الشرقية المحاصرة والتي تعيش خلافات دامية بين ثوار وأبناء الغوطة والهدف الواحد، وقتال النظام والميليشيات".
وأضاف "البستاني": "حالة الرعب الدائمة عند أهالي الغوطة من أي مجزرة متوقعة أو قصف بالكيماوي وخصوصا فترة مجزرة خان شيخون التي جعلت الرعب لأسابيع داخل قلوب أهالي الغوطة ومن كان لهم نصيب منها قبل عدة سنوات".
وعبر الناشط الإعلامي عن دهشته من حالة الرغبة الكبيرة لاكتساب العلم والحصول على معدلات مرتفعة بين أبناء الغوطة الشرقية، وقصة "أم محمد" الأخيرة خير دليل.