بلدي نيوز - (حسام محمد)
لا يختلف مفهوم السيادة الوطنية لدى نظام الأسد عن تجارة المقاومة والممانعة، فالأخيرة أتاحت لنظامه وأبيه ممارسة الإرهاب المحلي على السوريين لعقود خلت، وعندما ثار السوريون ضد ذلك، استورد لهم إرهابا خارجيا حتى يدفع الشعب الثائر إمكانية القبول بإرهابه.
وتتجه روسيا حليفة نظام الأسد، خلال الأيام المقبلة للتصديق على احتلال الساحل السوري بشكل قانوني، بعد أن بصم لها بشار الأسد بالعشرة لوجود مستمر لا ينتهي في شريط سوريا الساحلي على البحر المتوسط.
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قدم أمس الخميس، برتوكولا وقعه مع الأسد إلى مجلس النواب الروسي "الدوما" للمصادقة عليه، وفي حال التصديق عليه من قبل مجلس الدوما، فإن القوات الروسية حصلت على 49 عاما لاحتلال الساحل السوري، قابلة للتمديد 25 عاما إضافيا.
البروتوكول الذي أرسله "بوتين" لمجلس "الدوما" للمصادقة عليه، كان قد بصم عليه نظام الأسد بـ"العشرة" دون أي مبالة، وذلك في 18 كانون الثاني/يناير الماضي.
ويحمل البروتوكول في طياته بنوداً احتلالية صرفة، وأهمها "انتفاع القوات الجوية الروسية "مجانا" بمطار حميميم ومنشآته وما يوافق النظام على تقديمه من قطع الأرض لروسيا، وشدد نص الوثيقة على أن للقوات الروسية الحق في استخدام القاعدة الواقعة في محافظة اللاذقية السورية، لمدة 49 عاما، مشيرا إلى إمكانية تمديد الاتفاق والبروتوكول لـ25 سنة إضافية، في حال موافقة الجانبين".
اتفاقية توطيد الاحتلال الروسي في سوريا، وقع عليها من الروس، وزير الدفاع "سيرغي شويغو"، ومن جانب نظام الأسد، وزير دفاعه "فهد جاسم الفريج".
الأرض مقابل الحماية
بدوره، عقّب الصحفي السوري "عبادة الأنصاري" على الاتفاقية والمصادقة عليها بالقول "وهم الحماية من المجهول، هذا ما يحاول أن يقنع فيه النظام الروسي مؤيدي النظام واتباعه، حتى لو اضطروا إلى مغادرة مدنهم ومنازلهم وتخلوا عنها للجنود الروس".
وأضاف خلال حديثه لـبلدي نيوز "هذا ليس بجديد على النظام السوري، حيث وافق سابقا على التخلي عن دمشق لأسياده الإيرانيين بقليل من الضمانات".
وتابع الأنصاري "بهذا الاتفاق سوف يتخلى نظام الأسد عما تبقى له من سوريا لروسيا مقابل الحماية من المعارضة، وتعويض النقص الحاد في المقاتلين الذكور من أبناء طائفته وغيرهم من المؤيدين، ولن يكون هذا الاتفاق هو الأخير فالمستقبل حافل بما تبقى من منشآت وثروات ومواقع استراتيجية سيكسبها النظام الروسي".
بدوره، يرى الناشط الإعلامي "محمد الحميد"، أن جميع القواعد العسكرية للدول في سوريا هي قواعد لا يستطيع النظام التحكم بوجودها، وهي ضمن اتفاق دولي هدفه رسم خارطة سوريا بما يتوافق مع بقاء مصالحهم.