بلدي نيوز – (خاص)
جاءت محادثات أستانا4 بعد عدد من الأحداث الهامة التي وضعت قواعد جديدة للملف السوري، وعلى رأسها الضربة الصاروخية الأمريكية لقاعدة الشعيرات العسكرية، والتي أربكت الحسابات الروسية والإيرانية، والزيارة الأولى لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى موسكو، كما تزامنت المحادثات مع وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى منتجع سوتشي للقاء بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، واتصال هاتفي، قبيل زيارة أردوغان، بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
جميع هذه الأحداث تؤكد على وجود حركة إقليمية ودولية غير مسبوقة للاتفاق على صيغة جديدة للتعاون في بحث الملف السوري، وعلى الأخص في مسألة وقف إطلاق النار، والتي أكدت عليها واشنطن كأولوية لدفع العملية السياسية نحو الأمام، ويأتي ذلك بعد فشل موسكو في لجم قوات النظام والميليشيات الإيرانية عن ارتكاب الانتهاكات، وأهمها استخدام الكيماوي في خان شيحون بريف إدلب.
والإصرار الروسي على تقديم شيء من خلال المحادثات الجديدة تجلى في طرح مشروع لإقامة أربع مناطق "خفض توتر"، انتهت بتوقيع الدول الضامنة لمفاوضات أستانا وهي (روسيا وتركيا وإيران)، أمس الخميس، على مذكرة خاصة بإنشاء مناطق "تخفيض التوتر"، لكن وفد المعارضة السورية المسلحة رفضت أي دور لإيران كطرف ضامن، وهو ما أكد عليه الطرف الأمريكي، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نورت "لا تزال لدينا بواعث قلق بشأن الاتفاق، بما في ذلك مشاركة إيران تحت مسمى (طرف ضامن)"، مضيفة أن "أنشطة إيران في سوريا ساهمت في العنف، ولم توقفه، ودعم إيران المطلق لنظام الأسد أطال أمد معاناة العامة من الشعب السوري".
واعتبر معارضون سوريون أن الاتفاق يخلق مرجعيات جديدة من قبل الدول الضامنة بعيداً عن المرجعيات والقرارات الدولية، مضيفين أن ذلك الاتفاق هو "شكل متدرج للمصالحة مع النظام".
ودعا وزير الخارجية الكازاخستاني، قيرات عبد الرحمنوف، لمشاركة دولية وإقليمية فاعلة في مساعي حل الأزمة السورية، كما طالب بإدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة من النزاع في سوريا، موضحاً أن جلسة المحادثات المقبلة في أستانا ستعقد في منتصف تموز/يوليو المقبل.