بلدي نيوز – (تركي مصطفى)
تمهيد
يناقش هذا الملف الصراع الدائر في غوطة دمشق بين جيش الإسلام من جهة وفيلق الرحمن ومن معه من مجاميع وفصائل مسلحة من جهة أخرى.
ونمهد باستعراض تحليلي لما انتهجه جيش الإسلام منذ تشكيله من طرق مختلفة لفرض وجوده كمتنفذ وحيد على كامل منطقة طوق دمشق من الجهة الشرقية عبر التوسع والانتشار المسلح وإخضاع العديد من فصائل الجيش الحر العاملة في غوطة دمشق بالقوة لسلطانه ومن ثم استئصالها, مستفيدا من حالة تشرذم تلك الفصائل, ومعتمدا خيار العنف ضد كل من يخالفه, سواء من عسكر الثورة أو المؤسسات المدنية المستقلة. ونتناول بالتحليل جوانب هذا الصراع وتفاعلاته وتداعياته الكارثية على أهالي غوطة دمشق المحاصرة منذ خمس سنوات, بعد تحول الفصائل العاملة إلى اقتتال يحمل طابع النفعية الخاصة، والولاء الضيق للقادة أو الفصيل أو الجغرافيا المكانية, خصوصاً بعد ابتلاع بعض الفصائل لبعضها, وتشتيت عناصرها، والعبث في إدارة الغوطة دون الالتفات إلى حاضنة الثورة التي تعتبر أحد أقوى عوامل ثبات المواجهة والنصر, كما نقف على آفاق هذا الاقتتال الدامي, وانعكاساته على "الإخوة المتقاتلين", وما أحدثه من ضغائن وجروح عميقة متبادلة, مقدما لنظام الأسد فرصة لاستثمار ذلك سياسيا وميدانيا في منطقة تشكل الجانب الأكثر حساسية وتأثيرا في مسار الثورة.
ونختم الملف بالتوقف عند معاناة أهالي الغوطة نتيجة الحصار الخانق المستمر, وكيماوي الأسد وآثاره الكارثية وسط صمت المجتمع الدولي الذي اكتفى بتجريد الأسد من ترسانته الكيماوية وأبقى لديه ما يكفي لقتل الشعب السوري الثائر.
مدخل
منذ إعلان لواء الإسلام في غوطة دمشق نفسه جيشا، شرع بانتهاج طرق مختلفة لفرض وجوده كمتنفذ وحيد على كامل منطقة طوق دمشق من الجهة الشرقية عبر التوسع والانتشار المسلح بعدما أخضع العديد من فصائل الجيش الحر العاملة في غوطة دمشق بالقوة لسلطانه واستئصالها, مستفيدا من حالة تشرذم تلك الفصائل, ومعتمدا استراتيجية خيار العنف ضد كل من يخالفه, سواء من عسكر الثورة أو المؤسسات المدنية المستقلة.
وللبحث عما يدور في غوطة دمشق يتوجب علينا عدم الوقوف عند جزئيات الصراع العسكري الملتهب في منطقة تعاني حصارا خانقا فرضه نظام الأسد قبل عدة سنوات, وعدوانا لم يتوقف ضد المدنيين الذي بلغ أوجه في آب عام 2013م في مجزرة الكيماوي الشهيرة, من هنا لابد من الولوج إلى عمق الصراع وجوهره في هذه القضية الحساسة والجوهرية وصولا إلى تفسيرات حقيقية تزيل حالة الالتباس التي يبررها قادة وشرعيون وإعلاميون من كافة فصائل الغوطة.
صراع إخوة السلاح في غوطة دمشق.. مقدمات ونتائج
سرية الإسلام التي نشأت بداية الاحتجاجات السورية في أيلول من عام 2011م اتخذت مركزا لها مدينة دوما التابعة لغوطة دمشق واستلم قيادتها الشيخ محمد زهران علوش, واقتصرت عملياتها على التصدي لقوات نظام الأسد في مداخل مدينة دوما والقيام بأعمال اغتيالات لشخصيات أمنية متنفذة في أجهزة الأسد, ومهاجمة كتائب النظام في الغوطة ومحيط العاصمة دمشق. وبعد تزايد أعمال العنف والجرائم التي ارتكبها جيش الأسد, تزايدت أعداد المقاتلين المناوئين, فأعلن تشكيل لواء الإسلام بتاريخ 1/6/2012م, وبعد انضمام العديد من الكتائب العسكرية في الغوطة, تشكل جيش الإسلام في أيلول من العام 2013م.
رفع جيش الإسلام راية الجيش الحر علنا, لكنه بحسب مؤسسه الشيخ زهران علوش يعتبر نواة لكيان عسكري يحمل فكرا إيديولوجيا سلفيا قائما على تحالف عائلي بين قادة وشرعيين غالبيتهم من دوما مسقط رأس المؤسس الشيخ علوش والقائد الحالي البويضاني إضافة إلى الشرعي الأكبر سمير كعكة, تجمعهم إيديولوجية مشتركة, وتمكنوا خلال ثلاث سنوات من إنهاك جيش الأسد في معارك طاحنة اغتنموا بنتيجتها أسلحة ثقيلة من مدافع ودبابات وعربات مجنزرة ظهرت في عرض عسكري كبير لجيش الإسلام.
ولما شعر الجيش بقوته أعلن ثورته على الجميع نظاما وثوارا, ثم انطلق لتحقيق أهدافه بتوسيع دائرة نفوذه في الغوطة, واحتواء فئات كثيرة داخل منطقته وفق برنامجه, فاصطدم مبكرا مع مجاميع عسكرية تقف موقف المواجهة الفكرية منه, فأهل الشام الذين عملوا على تأصيل الفكر الأشعري ينتمون بأكثريتهم إلى المذهبين الحنفي والشافعي. بينما الفكر السلفي ظهر على نطاق واسع في سورية منذ العدوان الأميركي على العراق في العام 2003م وارتقى بأهدافه ليعلن الجهاد ضد الحكام المتخاذلين.
توافد إلى صفوف فصائل الغوطة مقاتلون كثر بدافع قتال نظام الأسد, إلا أن الانقسام الفكري بات واضحا, فكل فصيل بحسب حجمه يسعى إلى السيطرة والانفراد بالمنطقة أو النأي بالنفس عن الاصطراع الفصائلي الذي لم يسلم منه.
كانت بداية الصراعات الفصائلية في الغوطة قيام جيش الإسلام بمطاردة كتائب المجلس العسكري المنبثق عن الجيش الحر في دمشق وريفها, بعدما استولى على أسلحته وذخائره لينفرط عقده ويندمج ما تبقى من عناصره في فيلق الرحمن وجيش الأمة, وتلا ذلك قيام الجبهة الإسلامية ومن ضمنها جيش الإسلام بمهاجمة مستودعات هيئة أركان الجيش الحر في جبال أطمة على الحدود مع تركيا واعتقال الضباط المسؤولين عن تلك المستودعات وبهذا انتهى مشروع الجيش الحر وأسدل الستار على نواة جيش وطني جامع لكل الفصائل. وفي مرحلة لاحقة اصطدم جيش الإسلام مع لواء شهداء دوما (جيش حر) الذي أسهم بتحرير المدينة المذكورة من قوات نظام الأسد في العام 2012م بقيادة أبو صبحي طه.
هذه الصراعات الفصائلية دفعت كوادر الجيش الحر لإعادة هيكلته وتشكيل تجمع عسكري سُمي جيش الأمة, لإيجاد توازن في منطقة الغوطة مع المجاميع المسلحة الإسلامية. وقبل أن يشتد عود جيش الأمة تلقى ضربة قاصمة من جيش الإسلام, واعتقل أبرز قيادييه وعلى رأسهم أبو علي خبية الذي لقي مصرعه لاحقا.
أمام تنامي خطر قوات نظام الأسد وهجومها المكثف على الغوطة تداعت كافة الفصائل لتشكيل قيادة موحدة جامعة بقيادة الشيخ زهران علوش, فبات جيش الإسلام القوة الضاربة في محيط العاصمة دمشق, ولم يبق من خيار أمام الفصائل المتباينة في الفكر والهدف سوى التجمع من جديد لمواجهة استراتيجية جيش الإسلام في التوسع التي يغذيها شرعيو الجيش بالتحريض العلني والسري ضد بقية الأطراف الأخرى, فاتحدت (هيئة تحرير الشام, النصرة سابقا) مع لواء فجر الأمة, وكتائب متفرقة من بلدات الغوطة في تشكيل جديد أطلقوا عليه جيش الفسطاط, ولم يمض على التشكيل وقت لتدور رحى معركة كبيرة بين جيش الإسلام من جهة, وجيش الفسطاط ومعه فيلق الرحمن من جهة أخرى, كانت هي الأعنف في استخدام الأسلحة الثقيلة وفي عدد القتلى بين الطرفين, وكذلك المعتقلين.
ما يجب أن يشار إليه؛ لفهم ما يدور اليوم، من تحرك وتوسع لجيش الإسلام في الغوطة أن خطأ كبيرا سلكه الجيش وما يزال في مواجهة فصائل الغوطة المسلحة بمختلف تياراتها, وهو استدعاء المناطقية والتجيش والتعبئة ليندفع الشباب في مواجهة تركت آثارا سلبية على مجريات المعارك ضد قوات نظام الأسد والميليشيات الشيعية, وأوهن من عدالة القضية التي يقاتل الثائرون من أجلها. وبعد المعارك الطاحنة قبل سنة بالتمام بين جيش الإسلام والأطراف الأخرى خرج الإخوة المتقاتلون من هذه المعارك بضغائن وجروح عميقة متبادلة استيقظت في الصراع الأخير بين جيش الإسلام و"هيئة تحرير الشام", لينأى فيلق الرحمن بنفسه آخذا وضعية الحياد في بداية الاقتتال الدائر بين جيش الإسلام و"هيئة تحرير الشام", غير أن أخطاء فردية مقصودة أو غير ذلك ارتكبها عناصر جيش الإسلام حيث قام بمهاجمة بعض مقرات الفيلق بعربين ما استدعى الحضور الفوري لشرعيي الفيلق الذين حثوا وحرضوا لمواجهة جيش الإسلام, ويبدي كثيرون من كوادر الفيلق، أن مشاركتهم مع "هيئة تحرير الشام" في المواجهات الدائرة إنما تأتي في إطار خلق شراكة قوية تواجه تغول جيش الإسلام, فتحولت المعركة إلى اقتتال شمل كافة فصائل مناطق الغوطة.
إزاء هذا الاقتتال الدائر والثارات والجروح العميقة المتبادلة، لا يمكن أن تكون فصائل الغوطة مقبولةً أو مأمونة الجانب، خاصة بعد أن استهدف عناصر جيش الإسلام مظاهرة شعبية حاشدة نددت بما يجري في الغوطة, مما أسفر عن استشهاد مدني وإصابة آخرين.
بالنتيجة لا يمكن تحقيق جيش الإسلام لاستراتيجيته القائمة على إخضاع منطقة الغوطة بالقوة لفرض وجوده السياسي والاجتماعي والعسكري في ظل وجود فصيل قوي كفيلق الرحمن ورفض شعبي واسع لسياسته.
كشفت الوقائع والأحداث الجارية في الغوطة والاجتياحات المتبادلة بين الفصائل أن العامل الخارجي يلعب الدور الأكبر في تحريك المكنة الفصائلية في كافة الاتجاهات, ويتجلى للمراقب عن كثب أن أدوارا متبادلة تتقاسمها الفصائل المسلحة في إخضاع مناطق نفوذهم للسيطرة الكاملة, وإن كان جيش الإسلام صاحب الحظ الوافر في الغوطة لما يتمتع به من نفوذ وسيطرة عسكرية .
كما عملت الأحداث الجارية وما رافقها من اقتتال وعمليات اغتيال في العاميين الماضيين على تأجيج روح العداء حتى وصل الأمر إلى اتهام بعضهم البعض بالعمالة, والخيانة, والإرهاب الذي تولى نفثه شرعيو الفصائل من خلال بياناتهم التبريرية, وما تحمله من شتائم للطرف الآخر.
تبين بعد كل المواجهات العسكرية، التي دارت بين الفصائل خلال نحو عامين أنها لم تكن لتحدث، لولا موافقة مراكز قوى الدعم الإقليمي المتناحرة التي جعلت من سورية ساحة بديلة لصراعاتها.
وهكذا بدا المشهد داخل منطقة الغوطة اقتتالاً وتآمراً على الذات, وفي النهاية خسارة الفصائل كل شيء بعدما وصلت إلى وضع مضطرب في منطقة محاصرة منذ أكثر من أربعة أعوام منصرمة, ونيران مشتعلة ستلتهم هشيم الفصائل بمن في ذلك جيش الإسلام إن ظلت الأوضاع على ما هي عليه.
سكان الغوطة وحصار الموت
يحاصر نظام الأسد والميليشيات الشيعية غوطة دمشق وذلك بعد أن عجز عن استعادتها وإخضاعها عسكرياً، متبعاً في حربه على المدن والبلدات الثائرة سياسة الحصار حتى الموت, ومنذ ما قبل أربعة أعوام ونيف باتت جميع المداخل المؤدية إلى غوطة دمشق الشرقية مغلقة، لانتشار الحواجز العسكرية التابعة لنظام الأسد التي تمنع دخول أية مواد غذائية أو طبية، حتى ولا خروج أو دخول المدنيين لتدخل الغوطة في حصار خانق, فالتهبت الأسعار لتصل حدا لا يمكن لأغلب الأهالي الذين يعانون قبل الثورة ظروفا معيشية صعبة إمكانية تحمل ذلك, كما توقفت كل المرافق العامة والخدمات عن العمل, ولم تقتصر أبعاد الحصار على تأمين الحاجات الأساسية بل تعدته إلى تفشي أمراض يعجز الكادر الطبي على معالجتها أو الحد منها.
وعن الوضع المعيشي في الغوطة تجمع الروايات على أن أغلب المواد الغذائية الأساسية شارفت على النفاد, ولم تعد في متناول يد أهالي الغوطة, التي يحتكرها "تجار الحروب" إذ يبلغ سعر كيلو الرز 2100 ل.س, وكيلو السكر 3300 ل.س, أما الطحين المتوفر فهو من قمح الغوطة ويبلغ سعر الكيلو 1200 ل.س, بينما تفتقر الغوطة للمحروقات وإن وجدت فإن سعر ليتر المازوت 2500 ل.س بينما البنزين بلغ سعر اللتر 3200 ل.س. ولم تدخل مساعدات الأمم المتحدة الغذائية منذ منتصف العام المنصرم". فبات الناس تحت رحمة بعض التجار الذين سارعوا إلى إخفاء مخزونهم من المواد الغذائية مستغلين الحصار الخانق على الغوطة، ومتسببين بارتفاع كبير في الأسعار.
وبما أن أغلب سكان الغوطة مزارعون فقد توقفت أعمالهم لعدم توفر الوقود اللازم للزراعة، وخسروا الجزء الأكبر من مدخراتهم، كما خسر بعضهم منازله نتيجة قصف الطيران الروسي وذاك التابع لقوات نظام الأسد.
وللإغراق أكثر في تفاصيل مآسي الحصار, فإن هناك عائلات بأكملها لا تأكل بشكل يومي، ومنها تأكل وجبة واحدة في اليوم وأحيانا يتناولون الوجبة الواحدة في يومين, وطعام الكثير من العائلات اقتصر على ما هو متوفر من زراعة محلية لا تكفي الاستهلاك المحلي, ومن نتائج ذلك ظهور الأعراض المرضية على معظم سكان الغوطة، كنقص التغذية والتهاب الأمعاء، والتهاب الأعصاب وضعف الأسنان بسبب نقص الفيتامينات، فلا وجود للحليب ومشتقاته كما أن اللحوم أصبحت مرتفعة السعر.
المأساة لا تتوقف هنا، فنتيجة ارتفاع أسعار المحروقات اضطرت المشافي الميدانية إلى تعليق خدماتها للمرضى.
وإن الكثير من المصابين بالقصف تعذر علاجهم المناسب وإجراء العمليات الضرورية بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم إمكانية تشغيل مولدات الكهرباء, وعدم توفر كافة المواد الطبية المطلوبة كالمواد المخدرة وغيرها, ما أدى إلى حصول إعاقات دائمة لدى المصابين.
الغوطة.. القتل بصمت
كي تكتمل فصول المعاناة، فإن سكان الغوطة لا يخفون خيبة أملهم بمن يفترض بهم حمايتهم أو العمل على تأمين متطلباتهم، فقد كانوا يترقبون رداً حاسماً يخلصهم من حصارهم, من فصائل الغوطة المسلحة التي باتت تأكل بعضها بعضا, مما أضاف لأهالي الغوطة موتا آخر لا يقل بشاعة عن الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام الأسد باستخدامه الكيماوي ضد المدنيين قبل أربعة أعوام والتي تعتبر مرحلة جديدة في إزهاق أرواح آلاف المدنيين من أهالي الغوطتين الشرقية والغربية وسط صمت المجتمع الدولي وأكاذيبه المفضوحة في محاسبة الجاني حيث اكتفى بتجريده من سلاحه الكيماوي, والعويل على أرواح أطفال الغوطة وإدانة الأمم المتحدة لنظام الأسد وهي أشبه بالمضغ بلا أسنان.
وقد جرت هذه المجزرة في 21/آب / 2013م, وقضى فيها نحو 1500 شخصاً، جلّهم من النساء والأطفال.
بين عام المجزرة واليوم أربع سنوات ابتكر نظام الأسد فيها أساليب مختلفة لقتل أهل الغوطة كالقصف بالقنابل العنقودية والفوسفورية والفراغية "المسموح استخدامها دوليا", وتجويع أهالي الغوطة وحصارهم، لكنهم لم يستسلموا، وقرروا البقاء، محاصرين، وسط الموت الذي يحاصرهم من كل جانب، على أن يخضعوا لإرادة قاتل أبنائهم.
لذا كان حريّاً بالفصائل المسلحة أن تتخذ تدابير شتى للتخفيف من معاناة الأهالي, وكان من واجب المجتمع الدولي أن يتحرك لاجتثاث نظام الأسد الإرهابي من جذوره، سيما وأن التقارير التي قدّمتها الأمم المتحدة والمنظمات العالمية المختصة, أثبتت وبشكل لا يرقى إليه شك أن الأسد هو المسؤول الوحيد عن هذه المجزرة المروّعة، غير أن الروس وبتواطؤ مع المجتمع الدولي، تمكنوا من إيجاد مخرج للنظام المجرم, وتجاوزوا كل القوانين الدولية واتفقوا على تسليم مخزون الأسد من السلاح الكيماوي، لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، لتقوم الولايات المتحدة بدورها بالتخلص منه, وبذلك منح المجتمع الدولي فرصاً جديدة ليقتل الأسد أهالي الغوطة الشرقية بمنع الماء والدواء والغذاء عن أطفالها.
وبالمحصلة, إن بقيت الأوضاع في غوطة دمشق قائمة كما هي, فإننا أمام كوارث عسكرية وسياسية وأخلاقية يتحمل مسؤوليتها كل أطراف الاقتتال.