بلدي نيوز – (منى علي)
تذهب الأطراف المفاوضة والضامنة إلى الجولة الرابعة من مفاوضات أستانا، التي تنطلق في العاصمة الكازاخية غدا الأربعاء، لتناقش هذه المرة ملفات جديدة من حيث الشكل والطرح، مع أن مضمونها وغرضها ما زال مجهولا بشكل كامل.
ومع تسريب خطة روسية تتحدث عن أربع مناطق عازلة أشبه بالمناطق الآمنة، إلا أن آليات ذلك والثمن المطلوب من المعارضة لم يتم طرحه أو الحديث حوله بعد.
ومع تسريب الخطة الروسية، تساءل سوريون عن جدواها وغرض روسيا منها، في الوقت الذي يشهد تقاسم سيطرة أجنبية كاملة على الأرض السورية، فروسيا تحتل فعليا غرب سوريا وجميع سواحلها، إضافة إلى وجود فاعل في مدينة حلب وتدمر، وتحكم إيران وميليشياتها السيطرة على معظم مناطق دمشق وريفها، إضافة إلى مدينة حمص وريفها المتاخم للبنان، مع تثبيت وجود في أرياف حماة وحلب، فيما تسيطر قوات "قسد" الانفصالية على معظم محافظات الرقة والحسكة ودير الزور، وتدين بولاء كبير للولايات المتحدة، وبدرجة أقل لروسيا.
فهل المناطق الروسية الآمنة المُفترضة تمهيد لحل سياسي أم لفرض واقع احتلال روسي - إيراني في مناطق معينة ومناطق نفوذ إسرائيلية أمريكية مختلطة في مناطق أخرى؟..
وهل انتهجت روسيا حرب إبادة لإنهاك السوريين وجعلهم يقبلون بأي حل، خاصة مع خيبة أملهم بالمعارضة السياسية والمسلحة على حد سواء؟.
المقدم المنشق "محمد حمادو" رأى أنه "مازال الموقف الروسي الواضح والجلي والذي صرح به بوتين ووزير خارجيته لافروف كما هو لم ولن يتغير، ألا وهو لا تفاوض على مصير الأسد"، مشيراً – في حديث خاص لبلدي نيوز- إلى أن روسيا مازالت تدعم النظام عسكريا وسياسيا، وقال مفصلاً: "أما عسكريا فإن روسيا تشارك الأسد في قتل الشعب السوري، وأما سياسيا فمن خلال إخضاع وفد المعارضة في أستانا لشرط مكافحة الإرهاب، وهذا الأمر في حال قبل به وفد المعارضة في أستانا سيؤدي إلى مايلي: تفرغ ما يسمى بالفصائل المعتدلة لقتال (داعش) و(هيئة تحرير الشام)، وإعطاء قوات النظام والميليشيات الداعمة لها فرصة لا تعوض في تنفس الصعداء الأمر الذي سيجعل تلك القوات تستعيد قوتها وتضع خططها للقضاء على ما تبقى من الطرفين المتقاتلين (المعارضة المعتدلة - تنظيم القاعدة)، وأخيراً الانشغال عن الشمال السوري وبالتالي زيادة تكريس سيطرة الأكراد الانفصاليين على مزيد من الأراضي".
جدير بالذكر أن النظام الذي تدافع عنه روسيا في أستانا، قصف قبل شهر تماما من موعد انطلاق جولة أستانا الرابعة، مدينة خان شيخون بغاز السارين وقتل ما لا يقل عن 92 مدنيا، وأن روسيا –الضامنة- لأستانا منعت اتخاذا قرار في مجلس الأمن لإدانة تلك الجريمة.