بلدي نيوز- (المحرر العسكري- راني جابر)
العنوان فوق ليس نكتة سمجة أو مقتطفاً من فلم خيالي، لكنه الواقع الذي "سربته" عدة مواقع وصفحات ناطقة بالإنجليزية، لتنقله المواقع الروسية المختلفة، ومنها الناطقة بالعربية، مثل سبوتنيك وغيرها في حالة تشبه التبني والموافقة على الخبر!، فروسيا تحدثت عبر إعلامها الموازي عن وجود حرب بين "الخير والشر" تدور رحاها في سوريا، وأن الفضائيين مشتركون فيها، وأنهم يساندون الإرهابيين وأن الفضائيين "الطيبين" يساندون الروس!، ويمدونهم بالتقنية العسكرية المتفوقة التي تجعل أسلحتهم شديدة التفوق والقوة!.
و أن عناصر تنظيم الدولة "يقصد بهم التنظيم وهيئة تحرير الشام والثوار"، هم عبارة عن مخلوقات "مهجنة" بين البشر والمخلوقات الفضائية الشريرة، التي دخلت روسيا في حرب معها، حسبما نقل موقع سبوتنيك على لسان كاتب أمريكي!.
نزع الصفة البشرية
هذا الكلام لا يمكن اعتباره إلا تمهيداً لجملة من الأمور، التي لا يمكن بمكان القول أنها إيجابية للطرفين الروس والسوريين.
فالروس يحاولون تبرير خسائرهم المختلفة التي أصابتهم، وصعوبة المعارك وبخاصة في حال التحول لعمل بري في سوريا، الأمر الذي هدد به رأس النظام مؤخراً، حيث أن روسيا قد تضطر للدخول برياً في سوريا بشكل أوسع، خاصة بسبب العملية الأردنية المتوقعة، والعملية التركية الضخمة المتوقعة، وهزائم النظام في درعا، وفشل قواته أمام تنظيم الدولة في أكثر من مكان، ورغبة روسيا في الضغط على تركيا، التي تبعد عنها ومحاولة تقوية وضعها في سوريا، للحصول على قسم أكبر من الكعكة السورية، وتحييد إيران نسبياً أكثر (ربما لإرضاء الامريكان وإسرائيل).
كل هذه العوامل التي ستدفع الروس للدخول في معركة برية في سوريا هم مجبرون عليها عاجلاً أو آجلاً سوف يكون لها نتيجتان، الأولى خسائر بشرية ضخمة في صفوف قواتهم، حيث ستنكشف عورة تقنيتهم العسكرية المتخلفة، وتبدأ أسلحتهم في الفشل.
ما دفعهم لاستباق الأمر بالقول أنهم يقاتلون ضد "الفضائيين"، ولتحسين الوضع النفسي لجنودهم ومدنييهم، فهم يروجون لإشاعة أنهم حصلوا على تكنولوجيا عسكرية من الفضائيين، عندما قابلهم بوتين على القمر عام 2015.
القسم الأكثر شيطانية في هذا الطرح، هو أنهم نزعوا الآدمية من أعدائهم، بقولهم أنهم مهجنون مع الفضائيين، ما يعني أنهم ليسوا بشراً، وأن قتلهم لا يعد جريمة فهم (أقرب للحيوانات الشريرة)، وأنهم أشرار "يجب " قتلهم.
هذا الأمر سوف ينعكس سلباً على الوضع في سوريا، فروسيا التي تستخدم في قصفها قنابل متخلفة تعود تصميماتها للحقبة السوفيتية، قد تتحول هذه الأسلحة عبر الدعاية الروسية إلى أسلحة "مصنوعة على القمر"، شديدة الدقة وتصيب فقط الفضائيين الأشرار، حيث ترافق هذا الأمر بسلسة من الفيديوهات والصور التي انتشرت على المواقع الغربية والروسية المهتمة بالظواهر الغامضة والفضائيين، تظهر ما تدعي أنه مركبات فضائية تابعة للفضائيين فوق سوريا، وقد دمج معها أصوات لمتحدثين سوريين يتحدثون عن قصف مروحي لقوات النظام وأصوات إطلاقات للمضادات الجوية.
إذاً فسلسلة المقالات والفيديوهات التي نشرت حول ظهور الفضائيين في سوريا، من صحون طائرة وعربات تسير على الأرض تابعة للفضائيين، إضافة لبعض الدعم من المواقع الأمريكية، التي تهتم بأخبار الغرائب والأمور الخارقة، دفع القضية لتصبح شبه "مؤكدة"، وأن الروس فعلاً بدعم من الفضائيين الأخيار سوف يقضون على الإرهابيين وداعميهم من الفضائيين الأشرار!، وأثناء ذلك لا يوجد مشكلة في سقوط المدنيين من "الفضائيين" الذين يعيشون في سوريا، ولن نستغرب بعد فترة أن يطالب الروس من السوريين بإثبات آدمية القتلى، وأنهم بشر قبل إحصائهم أو اعتبارهم قتلى مجاز النظام وروسيا.
المثير للسخرية في الأمر أن الروس لم يحصلوا من الفضائيين على وسائل دفاع جوية مناسبة، لحماية حليفهم نظام الأسد من الغارات الإسرائيلية والأمريكية، ما يعني أن نظام الأسد سيبقى معرضاً للقصف والإهانة، حتى لو دخل المريخيون في حلف الممانعة والمقاومة!.