بلدي نيوز – (خاص)
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة المقبلة على تقوية اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، والذي تشرف عليه محادثات أستانا برعاية روسية–تركية، على اعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد لدفع العملية السياسية إلى الأمام حتى إنجاز الحل السياسي وفق القرار ٢٢٥٤ وبيان جنيف.
وبدأ ممثلو روسيا وتركيا وإيران مشاورات في طهران أمس الثلاثاء ينتظر أن تختتم اليوم، وتهدف إلى التحضير لجولة محادثات جديدة في أستانا مطلع شهر أيار/مايو المقبل.
وأوضح مصدر غربي خاص أن الولايات المتحدة الأمريكية مرتاحة لمحادثات أستانا، مضيفاً في تصريح لبلدي نيوز أن واشنطن تعتبر أولويتها هي إيجاد اتفاق وقف إطلاق نار حقيقي في كامل الأراضي السورية، مشيراً إلى أن ذلك هو السبيل الوحيد لزرع الثقة بين الأطراف المتحاربة والخوض في العملية السياسية بشكل جدي.
وأشار المصدر إلى أن واشنطن تريد إدخال أطراف أخرى إلى المحادثات بحيث تشمل جميع الأطراف التي تملك نفوذ داخل الملف السوري، وذلك لضمان عدم حدوث أي انتهاكات في المستقبل.
وبيّن وزير الخارجية الكازاخي خيرت عبد الرحمنوف أن بلاده تنوي توسيع دائرة الدول المراقبة في مفاوضات أستانا. وقال عبد الرحمنوف إنه "من المهم الآن توسيع دائرة المراقبين، والجانب الكازاخي يعمل على هذه المسألة مع البلدان الضامنة لكي يكون في إمكان الدول المعنية كافة تعزيز نظام وقف النار ومراقبة عملية أستانا".
وأضاف أن بلاده "طرحت على الدول الضامنة، وبخاصة على روسيا، مسألة إمكان مشاركة دول عربية مثل السعودية وقطر، ونحن نهتم كذلك بأن يكون الاتحاد الأوروبي على اطّلاع بمجريات مسار أستانا".
وكشف مصدر مطلع من داخل المعارضة السورية أن روسيا سلمت وفد المعارضة السورية في أنقرة وثائق تحضيرية للقاء أستانا القادم، وذلك بهدف تثبيت وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الوثائق تتضمن اقتراح لتشكيل أربع لجان تكلّف بـ"كتابة الدستور، ومناقشة إدارة المناطق التي لا يوجد فيها معارك، وملف تبادل الأسرى ونزع الألغام"، وأكد على أن المعارضة تتحفظ على بعض تلك النقاط وعلى رأسها صوغ الدستور.
وأضاف المصدر أن روسيا تحاول إقحام الدستور في أي اجتماع دولي حول سوريا، لافتاً إلى أنها تريد من ذلك إحداث تغيير اجتماعي وتغيير في بنية الدولة السورية للحفاظ على مصالحها في المستقبل.
ونقل موقع الائتلاف الوطني السوري المعارض عن عضو الهيئة السياسية ياسر الفرحان قوله إن "موسكو ما زالت تغطي على جرائم النظام ولا تلتزم بالاتفاق كطرف ضامن"، داعياً إلى إعادة إحياء الاتفاق ووضع حد لخروقات قوات النظام والميليشيات الإيرانية.
وشدد الفرحان على ضرورة ألا تقف موسكو عائقاً أمام محاسبة النظام بعد استخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين في خان شيخون، مؤكداً أن الطريقة الوحيدة في تفعيل العملية السياسية وإيجاد حل سياسي هي عبر إيجاد وقف إطلاق نار شامل في كافة أنحاء البلاد.
كما دعا الفرحان إلى الإفراج عن كافة المعتقلين في كافة السجون في الوقت نفسه وفق القرارات الدولية ولا سيما القرار ٢٢٥٤، مشيراً إلى أن النظام يحاول الاعتماد على مبدأ تبادل الأسرى للالتفاف على تلك القرارات.