بلدي نيوز – (منى علي)
مرت الذكرى الـ71 لذكرى الجلاء (اليوم الوطني لسوريا)، والتي صادفت اليوم الاثنين 17 نيسان/أبريل، بلا أي ذكر أو احتفالات أو احتفاء من قبل السوريين لا في الداخل ولا في بلدان اللجوء والشتات.
وحده الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة، أرسل رسالة لرأس النظام بشار الأسد يهنئه فيها بعيد الاستقلال، متجاهلاً أنه قوة محتلة قتل من السوريين أضعاف ما قتل المحتل الفرنسي.
السويداء، معقل قائد الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي 1925، سلطان باشا الأطرش، وهي أبرز نقاط الاحتفاء بالمناسبة على مر السنين، خيبت ظن الأسد ونظامه حين احتفل أهلها وأهل بلدة المزرعة بالمناسبة رافعين أعلامهم الخاصة (رايات دينية)، ومنادين بسقوط نظام الأسد ومطالبين بالحرية والكرامة للسوريين. مؤكدين فقدان بشار الكيماوي لكل شرعية ومعبرين عن رفضهم لتقسيم سوريا وتحويلها على دويلات طائفية.
الإعلامي السوري الشهير فيصل القاسم، عبر عن المناسبة ببعض التغريدات الساخرة اللاذعة على "تويتر"، قال في إحداها: "النظام السوري بمناسبة عيد الجلاء هذا العام يحتفل بإجلاء نصف الشعب السوري خارج سوريا".
وقال في الأخرى نقل عن "محمود الجابر" قوله: "بمناسبة عيد الجلاء أهنئ الشعب السوري على خروجهم من سوريا".
وختم بتغريدة قال فيها: "بمناسبة عيد الجلاء في سوريا... سيادة الرئيس بشار الأسد يقول في مقابلة صحفية: أنتم أيها السوريون أجليتم الجيش الفرنسي عن أرض سوريا وأنا جلبت كل جيوش العالم إلى سوريا".
والأمر هنا لا يتعلق بـ"نكتة" أو سخرية، فبشار الأسد قد جلب إيران وروسيا وأكثر من خمسين ميليشيا طائفية أجنبية من لبنان والعراق وإيران وأفغانستان وباكستان وغيرها.. لقتل الشعب السوري وتهجيره.
ومع الذكرى الـ71 للجلاء، نجد أن أكثر من نصف الشعب السوري قد جلا عن أرض الوطن أو هو مشرد نازح ينتقل من تشرد إلى آخر بحثا عن ملجأ من أشكال الموت التي يصبها الأسد وحلفاؤه على رأس السوريين.
ومع ذكرى الجلاء، في عهد بشار الأسد، نجد أن روسيا وإيران والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودولاً أوربية أخرى، توجد قوات لها بشكل مباشر على الأرض السورية، ناهيك عن عشرات المنظمات الإرهابية التي استقدمتها إيران والمرتزقة الذين استقدمتهم روسيا.
ويدرك السوريون أن جلاء جميع هذه القوات الأجنبية، والاستقلال الحقيقي، يتعلق برحيل بشار الأسد ونظامه، وعندها ستسقط كل مبررات الوجود الأجنبي والميلشياوي.
ويتذكر السوريون أن جد بشار الأسد، علي الأسد، كان أحد الموقعين على الوثيقة التي أرسلها "وجوه" الطائفة العلوية للفرنسيين يطالبونهم فيها بعدم الخروج من سوريا وإنشاء دولة خاصة بالعلويين، وهو ما تم فعلاً حيث استمرت الدولة العلوية في الساحل السوري من العام 1920-1936م.