بلدي نيوز – (حسام محمد)
أكدت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري، إقدام الأخير على تسليم مصفاتي حمص وبانياس إلى شركة أجنبية "تعمد عدم ذكر هويتها"، إلا إن مصادر من حمص قالت لـ "بلدي نيوز": "الشركات التي عقدت معها قوات النظام السوري الصفقات النفطية هي شركة روسية تدار عبر قاعدة حميميم الروسية".
ونوهت الوسائل الإعلامية التابعة للأسد إلى إن العقود التي أبرمتها حكومة الأسد حصلت عبر مكتب تسويق النفط، حيث سيتم في المقابل تزويد نظام الأسد بكميات قليلة من النفط يتم الاتفاق عليها.
وتحدّد الكميات ومواصفات النفط الخام وفترة التكرير "بتاريخ مسبق من قبل مصفاتي بانياس وحمص، بالاتفاق مع الشركة المتعاقَد معها بما يتناسب مع جزء من الطاقة التكريرية الفائضة للمكرر وبناءً على موافقته"، بحسب العقد.
كما تم تحديد مدة العقد بسنة ميلادية تبدأ من تاريخ التوقيع عليه، ويمكن تمديدها باتفاق الطرفين، أما مدة التنفيذ حال التوريد بحراً فهي 15 يوماً ابتداءً من بدء التكرير، بحسب المصادر الموالية للنظام.
ونقلت الوسائل الإعلامية الموالية عن مصدر مسؤول في قطاع النفط قوله إن "وزارة النفط تدرس رفع الدعم عن مازوت القطاع الصناعي الخاص، خوفاً من أن يؤدي الفارق بين القطاع الصناعي والقطاعات الأخرى لسوق سوداء".
بنود روسية خفية في اتفاق الوعر
بدوره، قال مدير مركز حمص الإعلامي "أسامة أبو زيد" لـ "بلدي نيوز": "هنالك بنود خفية تم التوقيع عليها بين القوات الروسية ونظام الأسد، وأن هذه البنود لم يتطرق إليها علناً، ومن أهم هذه البنود هو أن القوات الروسية اشترطت على الأسد دخول قواتها إلى الجزيرتين السابعة والثامنة المدمرتين والواقعتين بالقرب من حي الوعر في مدينة حمص، حيث تعتبر هاتان الجزيرتان من أقرب الجزر الرابطة بين الوعر ومصفاة حمص، وذلك كخطوة أمنية من موسكو لوضع يدها على مصفاة حمص النفطية، والتي تعتبر أحد أكبر المصافي في سوريا".
وقال "أبو زيد": "تبعد مصفاة النفط في حمص عن حي الوعر قرابة خمسة كيلومترات، ويحاول الاحتلال الروسي اليوم التمدد في هذه المناطق برياً، وقد استطاع الروس مؤخراً السيطرة على مصفاة بانياس ووضع جنودا روس داخلها".
حرب مصالح
كما قام الروس قبل دخولهم في اتفاق حي الوعر بدراسة خرائط الوعر والمناطق المحيطة به بدقة، ومعرفة المكاسب لهم قبل الدخول إليها ووضعوا نصب أعينهم إبعاد المليشيات الشيعية عن هذه المنطقة.
وأضاف "أبو زيد": "القوات الروسية في سوريا تحاول بشكل دؤوب تحقيق عدة أهداف من خلال اتفاق حي الوعر المبرم، وأولها إخراج المقاتلين وعائلاتهم من حي الوعر، أي ما عجز عنه النظام السوري والمليشيات الأجنبية والموالية له على مدى سنوات، إضافة لفرض هيمنة الروس على هذه المنطقة التي تضم مصفاة نفط حمص والكلية الحربية والكتيبة المدفعية".
وأشار المصدر إلى تعمد القوات الروسية إبعاد النفوذ الإيراني وميليشياته الموالية عن هذه المنطقة الوسطى "النفطية"، التي لم يعد من المفترض تواجدهم بها بعد خروج المقاتلين من حي الوعر إلى جبهات أخرى مشتعلة داخل الأراضي السورية، وأخيراً صناعة نصر إعلامي لعملية مصالحات وهمية تظهر إرساء الأمن والأمان في المناطق والجيوب المحاصرة لكنها في نهاية المطاف "تهجير قسري".