على وقع انهيارات النظام.. هل يستعيد تنظيم "الدولة" مدينة تدمر؟ - It's Over 9000!

على وقع انهيارات النظام.. هل يستعيد تنظيم "الدولة" مدينة تدمر؟

بلدي نيوز - (محمد خضير)
يبدو أن نظام الأسد يعيش أتعس لحظاته منذ قرابة العامين، والتي تتمثل بتساقط المناطق من يده بسرعة غير معهودة، رغم الدعم الروسي الكبير الذي جاء بشكل طلعات جوية وقصف كثيف، نفذته القاذفات الروسية في ريف دمشق وحماة وغيرهما.
لكن توسيع رقعة المعارك تسبب بتخفيض فاعلية الطائرات الروسية، وعدم قدرتها على تركيز ضرباتها على جبهة واحدة مثل عادتها، فالمسافة بين الجبهات تتجاوز 150 إلى 350 كم، ما يجعل من الصعب على الروس القصف المكثف خصوصاً بسبب كثافة الهجوم وتعدد محاوره وسرعة حركته، وتوزع الجبهات، ساهم في ذلك طبيعة الاستراتيجية الروسية، المعتمدة على الذخائر غير الموجهة، التي تحتاج للكثير من الغارات لتحقيق الهدف المرجو، مع استخدام عدد كبير من الذخائر وتدمير كبير للمنطقة المستهدفة بالقصف.
بسبب هذه العمليات المفاجئة، يبدو أن النظام بدأ بسحب عدد مهم من قواته من معركة محيط تدمر، ومعركة شرقي حلب باتجاه حماة ودمشق، حيث يواجه مشكلة حقيقة هناك، يفاقمها أن الهجوم كان متزامناً مع هجوم دمشق وقطع طريق خناصر، وأن الثوار أحرزوا خرقاً مهماً في دمشق وحماة، تسبب بهزة حقيقة للنظام، فالأخير وإيران رغم الدعم الروسي يعجزان عن صد الهجوم، ويستمر تساقط القرى والمناطق بيد الثوار، وصلت لمرحلة أن الروس حددوا مدينة "محردة" المسيحية كخط أحمر، فهم يدركون أن الثوار قادرون على الوصول إليها خلال هذا الهجوم، الذي حصل بينما كان النظام في أوج استعداداته العملية لمعركة الرقة.
إذاً بسبب سحب القوات من منطقة تدمر، وصعوبة حصول إمداد بالعناصر والضربات الجوية، وبسبب تطرفها وبعدها وكونها منطقة غير موالية، فلن يسعى الأسد للدفاع عن المدينة بشكل كافي، ما قد يسمح للتنظيم بالهجوم على المدينة مرة أخرى، الأمر الذي قد يتسبب بسيطرته عليها من جديد، خصوصاً أنه يصعب الدفاع عنها بسبب البيئة المحيطة، والانهيار المعنوي لعناصر النظام، وصعوبة تأمين الضربات الجوية لهم، وانخفاض التغطية النارية، بسبب سحب جزء من المدفعية، وإمكانية قطع خطوط الامدادات عن النظام في المدينة.
ما يجعل تدمر الهدف التالي على ما يبدو للتنظيم، الذي لن يستغرق طويلاً قبل استغلال الفرصة، فهو يدرك أنه بحاجة للسيطرة على مدن لتثبيت سيطرته في المنطقة وتحصيل نصر معنوي، وربما ينفذ كذلك هجمات واسعة في ديرالزور، مستغلاً الروح المعنوية المنهارة لجيش النظام، والتي تمثلت بانشقاق 8 عناصر من قواته في دير الزور باتجاه مناطق التنظيم.
النظام الآن يعيش معركة وجودية لم يخضها منذ سنوات، وسيحتاج لكل جندي ولكل طائرة في حماة ودمشق، ما قد يدفعه لسحب عناصره المهمين من ديرالزور، والتركيز على حماة، وبخاصة أن وضعه في ديرالزور تعيس جداً، ولن يستغرق الأمر سوى عاصفة غبارية واحدة لتسقط المدينة بيد تنظيم "الدولة"، الذي يتهيأ من فترة للمعركة الحاسمة في ديرالزور.
ما يجعل سلسلة المعارك التي يدخلها النظام حالياً بتزامنها وضخامتها مؤشراً على حدث عالمي كبير، قد يكون إعادة رسم خريطة سوريا، وتغيير الجبهات بتغيير الجهات المتحاربة، وهو أمر ستكشفه الأيام والصراع الذي سيحدث "بعد سقوط النظام".

مقالات ذات صلة

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

"رجال الكرامة" تعلن إحباط محاولة لتصفية قاداتها

عقب انفجار عبوة ناسفة انتشار أمني مكثف في العاصمة دمشق

ما الدوافع.. روسيا تعزز قواتها على تخوم الجولان المحتل

ماذا يحدث.. "مجلس الشعب" يرفع حصانته عن عضوين ويلاحقهما

إسرائيل تكشف عن هوية الشخص الذي استهدفته في المزة بدمشق