بلدي نيوز – (منى علي)
بدأ ثوار دمشق والغوطة الشرقية، اليوم الأحد، معركة مفاجئة، في الأحياء الشرقية من دمشق، محققين نتائج غير مسبوقة في وقت قياسي، وسط حالة من الإرباك والتخبط تسود صفوف قوات النظام والميليشيات الطائفية التي تسيطر على معظم أحياء دمشق.
وقالت مصادر ميدانية لبلدي نيوز إن الثوار سيطروا اليوم وخلال ساعات على "كراجات العباسيين والمنطقة الصناعية (معامل الغزل والنسيج والحلو والسادكوب والكهرباء)، ورحبة المرسيدس، مكبدين قوات النظام خسائر فادحة في العدة والعتاد، واغتنموا 9 دبابات وعددا من الآليات وسيطروا على مستودع للذخيرة، وأشارت المصادر إلى أن الثوار دمروا بالكامل غرفة عمليات قوات النظام في حي جوبر، بعد حصولهم على معلومات استخباراتية من ضابط في قوات النظام.
المعركة التي تفاعل معها السوريون بشكل غير مسبوق، وبنوا عليها أحلاماً تتجاوز كل سقف أو حد، كفيلة إذا ما استمرت بالسيطرة على أجزاء واسعة من العاصمة، وبالتالي قلب الموازيين عسكريا وسياسيا، ما يشكل انفراجة تتجاوز كل الخسائر التي مُنيت بها المعارضة في حلب ومناطق أخرى، خاصة أنها مدعومة بمعركة "حي المنشية" في درعا التي ما زالت مستمرة وقابلة للتمدد أكثر في ظل الظرف العسكري الراهن، ولكن تحقيق نجاح ساحق يتطلب مشاركة ضرورية من الثوار في إدارة المعركة ولو "عن بُعد"، حيث يمكن أن يساهموا كلٌّ من موقعه بإنجاح معركة دمشق وإعطائها زخما.
وهو ما ذهب إليه المحلل العسكري، العميد أحمد رحال، إذ قال في منشور على صفحته في موقع فيسبوك: "جبهتان يجب فتحهما الآن، جبهة الساحل وجبهة ريف حماة، حتى لو كانت معارك استنزاف ومشاغلة لتخفيف جهد الطيران الأسدي والروسي عن ثوارنا في دمشق".
ووافقه المقدم المنشق "محمد حمادو"، وزاد موضحاً لبلدي نيوز: "بشكل مفاجئ فتح الثوار جبهة دمشق والمعارك هذه المرة ليست على أطراف العاصمة أو في ريفها.. وإنما في قلب العاصمة وضمن المناطق التي يعتبرها النظام محميته، ولاشك أن التقدم الذي أحرزته كتائب الجيش الحر في قلب العاصمة له أهمية كبيرة على المستوى العسكري، فهي من جهة تمنع النظام من متابعة التغيير الديمغرافي الممنهج الذي يمارسه على الشعب السوري وبدعم من طهران، ومن جهة ثانية تمنع المد الشيعي الذي يستهدف المنطقة برمتها".
وأضاف المقدم "حمادو" عن دور الثوار على الجبهات الأخرى في المحافظات البعيدة: "من وجهة نظري هذه المعركة إن بقيت وحيدة على مستوى سوريا ولم يرافقها ويتزامن معها تحرك واسع للثوار على جبهة الساحل سيكون مصيرها كما سبقها من معارك في حلب والزبداني،
إذاً هنا علينا أن ندرك إن كان الثوار يملكون قرار فتح الجبهات بالتزامن فعليهم دعم معركة دمشق بفتح جبهة الساحل، وإن لم يحصل هذا فمازال القرار بيد الداعم الدولي الذي يريد تحقيق مكاسب سياسية على حساب هذه الجبهة أو تلك".
مصادر سياسية خاصة، أكدت لبلدي نيوز أن المعركة ليست "تحريكية" وأن الجهد العسكري سيستمر لتحقيق مكاسب معينة تخدم الملف السياسي وتقويه، كما تأخذ بعين الاعتبار فك الحصار عن الغوطة الشرقية، بل ومحاولة فرض حصار على النظام والميلشيات في قلب العاصمة، وهذا يحتاج بالضرورة مشاغلة العدو وتشتيت قدراته على أكثر من جبهة وفي بقع جغرافية نائية ومتباعدة.