بلدي نيوز-(خاص)
أغارت عدة طائرات إسرائيلية فجر أمس الجمعة، على قافلة أسلحة كانت متوجهة لميليشيا حزب الله في لبنان من ريف حمص.
فدمرت القافلة بالكامل خلال الغارة (لا يعرف تماماً إن كانت قصفت الطائرات أهدافاً أخرى في المنطقة)، وأطلق النظام 3 صواريخ مضادة للطائرات من نوع (س200)، سقطت في الأردن واعترض أحدها من قبل الدفاع الجوي الإسرائيلي، الذي أسقطه في حادثة غير مسبوقة تاريخاً.
وبعد إطلاقه الصواريخ الثلاثة، وبدون أن يستطيع جلب أي دليل، أعلن النظام أنه أسقط طائرة إسرائيلية وأصاب أخرى!، وأن الطائرات لاذت بالفرار بعد فشلها في قصف أهدافها بعد اعتراضها من قبل دفاعاته الجوية!.
معركة مثالية.. كذبة كبيرة
قد يبدو هذا السيناريو مثالياً لمعركة بين الطائرات والدفاع الجوي، الأمر الذي يسعى النظام لاستخدامه للقول أنه "رد وأسقط طائرات إسرائيلية" وأنه كسر شوكتها، وما إلى هنالك من دعايته التي نعرفها ظهر قلب.
لكن الواقع وتحليل الحادثة، والأمور التي حصلت فيها تثبت، نجاح الطائرات الاسرائيلية في قصف أهدافها، فلا يوجد أي نفي منطقي لعملية القصف، إضافة لتأكيدات اسرائيل عبر الناطق باسمها عن نجاح القصف، وعرضها فيديو عنه.
كذلك أثبتت الغارة فشل منظومة الدفاع الجوي للنظام للمرة الألف، (بسبب إدارتها التعيسة وعدم جدية النظام في تشغيلها)، فما يثبت فشل منظومة النظام للدفاع الجوي، هو أن الاستهداف حصل بعد خروج الطائرات من المجال الجوي السوري (في حين يجب أن تعترض سواء بالطائرات الاعتراضية أو وسائط الدفاع الجوي المختلفة قبل تنفيذها غاراتها)، كذلك عدم مشاركة طائراته في اعتراض هذه الطائرات المغيرة على الرغم من أنها مرت في نطاق عمل أقوى مطاراته الحاوية على طائرات ميغ 29، ما يؤكد عدم جديته أو قدرته في اعتراضها.
من موقع سقوط الصواريخ ونوعيتها، يمكن القول أن الصواريخ لم تطلق على الطائرات ذاتها، بل أطلقت على نفس المسار الذي خرجت فيه الطائرات من الحدود السورية (بعد فترة من خروجها) باتجاه الاردن، وربما بعد مرورها بدقائق (وربما هبوطها).
فالنظام يدرك تماماً أن إسقاطه لأي طائرة، يعني مشكلة حقيقية له مع إسرائيل حامية حماه، لكنها تسمح له بالأعمال الدعائية التي تساهم في تثبت مؤيديه حوله، وإعادة تلميع صورته، التي يحتاجها بشدة، وحادثة مثل هذه تعتبر دعما معنويا للنظام يتغنى به لأشهر.
المثير للسخرية أن إسرائيل تستطيع تدمير أي هدف قد يشكل خطراً عليها لدى النظام، وتعتبر بطارية الصواريخ المستخدمة (س200)من الأنواع السوفيتية المنسقة التي وصلت للنظام عشية حرب 1982 ونشرها غرب سوريا، ويبلغ مداها قرابة 180 إلى 220 كم، لكن النظام لم يسجل له استخدامها منذ تاريخ نشرها (يدعي الروس أنهم أسقطوا طائرة امريكية بها أواسط الثمانينات).
لكن مع ذلك لم تقصف إسرائيل هذه البطارية، الأمر الذي يؤكد عدم تشكيلها أي تهديد عليها، ولو رغبت إسرائيل بمعاقبة النظام بشكل جدي فستقصف هذه البطارية، لكن لا يبدو أنها ستفعل هذا (بطاريات سام 5 هي بطاريات ثابتة، مكونة من 4 منصات إطلاق ورادار توجيه للصواريخ، ويوجد لدى النظام قوام فوجين إلى خمسة أفواج منها).
فإذا لم تقصف اسرائيل هذه البطاريات وتخرجها تماماً من الخدمة، فهنا نتأكد أن ما حدث ليس سوى مسرحية أخرى بين النظام وإسرائيل، والمخزي في الأمر للنظام و"محور الممانعة"، أن الطائرات الاسرائيلية حلقت معظم الوقت ضمن المدى الفعال لصواريخ الدفاع الجوي الروسية في حميميم وطرطوس، ولكن لم تفعل روسيا "العضو الجديد في محور الممانعة" أي شيء لوقف الهجمة "الامبريالية" على المقاومين.
أما بالنسبة لموضوع إسقاط أحد صواريخ الدفاع الجوي التي أطلقها النظام من قبل إسرائيل، فهذا حدث تاريخي، ولا يستبعد أن يكون السماح للنظام بإطلاق صواريخه باتجاه إسرائيل، هو بهدف تجريب هذه التقنية، وإجراء اختبار حي وحقيقي لها، فاعتراض صواريخ الدفاع الجوي التي توصف بالمرنة وعالية المناورة أصعب بكثير من اعتراض الصواريخ الباليستية، التي توصف عادة بالمحدودة المسار والمناورة، والتي تتميز بسرعتها العالية ولكن مناورتها المنخفضة.
ما يعني أن الأسد يستفيد من إسرائيل في تلميع ممانعته ومقاومته، وتستفيد هي منه في تجريب أسلحتها وتقنياتها، للتأكد أنها الدول الأولى في المنطقة تقنياً وعسكرياً.