من المستفيد من تفجيرات الأفرع الأمنية في حمص؟ - It's Over 9000!

من المستفيد من تفجيرات الأفرع الأمنية في حمص؟

بلدي نيوز- (صالح الضحيك) 
شهد يوم السبت، تفجير فرعي أمن الدولة والأمن العسكري التابعين لنظام الأسد في حمص بوقت متزامن، ما أدى لمقتل 42 عنصراً على رأسهم رئيسا الفرعين المجرمان (حسن دعبول) و(إبراهيم درويش)، وقد تبنت هذه العملية هيئة تحرير الشام.
وعلى الفور استغل مندوب نظام الأسد في الأمم المتحدة، ورئيس وفده في مفاوضات جنيف (بشار الجعفري) الحدث قائلاً: إن "الرسالة وصلت من الإرهابيين، وأن الجريمة لن تمر مرور الكرام".
فرع أمن الدولة الذي يقع في حي الغوطة بحمص، يعتبر من أكثر حصون النظام تحصيناً ودعماً بالدشم والمتاريس والحواجز المحيطة به، ويأتي في المرتبة الثانية بعد فرع الجوية بقمع للمظاهرات، واعتقال المدنيين وتشبيح عناصره.
في حين، يقع فرع الأمن العسكري في حي المحطة، في الجهة المقابلة لمحطة القطار، حيث أن طريق دمشق مقطوع في منطقة مديرية التربية إلى جسر الجامعة، بسبب وجود هذا الفرع على الطريق، وقد لاقى هذا التفجير ردود فعل شديدة لدى المؤيدين والمعارضين.
يقول العقيد (بشار سعد الدين) "يصعب لأي شخص الوصول لداخل الفرعين، دون استجوابه على الحواجز المنتشرة قرب هذه الأفرع، والنظام هو المسؤول الأول عن هذه الهجمات، فقد حقق من هذه العملية أكثر من هدف".
وأضاف سعد الدين لبلدي نيوز "وجه النظام بهذه التفجيرات رسالة للمجتمعين في جنيف، بأن الإرهابيين لم يتوقفوا عن مهاجمة النظام، وإعطاء قواته شرعية لقصف المدنيين، كما حدث في حي الوعر اليوم، حيث تم استهداف الحي بقرابة خمسين غارة جوية عدا القصف المدفعي، والتخلص من العميد (حسن دعبول) المتهم بارتكاب مجازر بحق المعتقلين في فرع 215، الذي كان يرأس سرية المداهمة، بعد فتح الإدارة الأمريكية تحقيقاً في ملفات سجن صيدنايا والأفرع الأمنية، وتصفية (حسن دعبول) ما هو إلا لإخفاء جرائم تخص أشخاصاً من كبار المسؤولين في النظام".
ورأى (سعد الدين)، أن استهداف العميد (ابراهيم درويش) ما هو إلا "تصفية خلافات بين روسيا وإيران، بعد إقالة العقيد (عقاب عباس) وتعين العميد (ابراهيم درويش)، بعد التدخل الروسي المباشر، بمسألة حي الوعر في مدينة حمص، في بداية شهر كانون من العام الماضي، والمعروف عنه عدم تعامله مع مليشيات الدفاع الوطني".
وتابع العقيد المنشق "قامت قوات تابعة لفرع الأمن العسكري وأمن الدولة بمحاصرة قرية الزرزورية المسيطر عليها من قبل لواء الرضا المحسوب على إيران، غرب مدينة حمص، يوم الأربعاء الماضي بسبع دبابات وعشرات الجنود لأسباب مجهولة، وعلى الأغلب أنه تم تصفية رئيسي الفرعين لهذه الأسباب".
فيما يرى موالون للنظام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن هناك من سهل دخول الفاعلين، أو أن هناك من ساعدهم داخل هذه الأفرع، وقد قال آخرون أن الفاعلين من حي الوعر والريف الشمالي، وطالبوا بقصف المناطق المدنية وإبادتها عن بكرة أبيها لأنها "بؤرة الإرهاب" في حمص حسب زعمهم.
عملية دقيقة
يؤكد عدد من المتخصصين بالشأن العسكري والأمني أنه يسهل ملاحظة أن عملية حمص تشبه إلى حد كبير عمليتي كفرسوسة شديدة التحصين بدمشق قبل نحو شهرين، والتي استهدفت -حسب فتح الشام- اجتماعا لضباط روس، وكذلك عملية الأمويين التي استهدفت مبنى قيادة الأركان الأشد تحصينا في عام 2012، فمن حيث الإعداد والتنفيذ والهدف.
حيث تؤكد حالة التطابق أن الجهة المنفذة ذاتها، حيث اعتمدت على -من 3 إلى 5 عناصر- أحدهم ينفذ تفجيرا ليهاجم بقية العناصر الأهداف المحددة في العملية.
الضربة التي تلقاها النظام موجعة جداً، وهي تضعف من هيبته أمام مؤيديه، وتضعف احتمال أن يكون النظام على علم بهذه العمليات، وخاصة عندما تستهدف مراكز أمنية أو عسكرية تعتبر حساسة جدا، على عكس العمليات التي تستهدف مراكز مدنية، والتي يتاجر بها في المحافل الدولية، كما حدث في جنيف1 وجنيف2 وجنيف3، حينما استغل النظام تفجيرات السيدة زينب بدمشق وحي الزهراء بحمص.
توقيت العملية بالتزامن مع مفاوضات جنيف بين النظام والمعارضة السورية، يعتبر رسالة من هيئة تحرير الشام لكافة الأطراف المجتمعة، أنها قادرة على عرقلة أي اتفاق سياسي قد يكون على حسابها.
أما من حيث المكان فالنظام هش من الناحيتين الأمنية والعسكرية وخاصة داخل المناطق التي يعتبرها آمنة نسبيا وبعيدة عن خطوط المواجهات العسكرية، وهذا ما يسهل إحداث شرخ أمني داخل هذه المناطق.
فحالة الارتخاء النسبي لعناصره في مناطقهم، خصوصاً أنهم لا يتوقعون مثل هذه العمليات الضخمة، إضافة إلى سهولة رشوتهم واختراقهم بسبب فسادهم الكبير، وسهولة الحصول على الذخائر والمتفجرات منهم، تسهل حدوث مثل هذه العمليات، خصوصاً أن الانتشار الكبير للسلاح في مناطق النظام تخفض قدرة النظام على ملاحقة أي مجموعات انغماسية تستهدف القيام بأعمال مشابهة، ما يجعل مناطق النظام هدفاً سهلا لأي جهة تنوي القيام بعمليات مشابهة، بتوفر الإرادة والتخطط الجيد، وسد الثغرات الأمنية التي تتسب بفشل العمليات المشابهة في مناطق النظام.

مقالات ذات صلة

"داخلية تصريف الأعمال" تفتتح باب الانتساب للشرطة والأمن

إيران تعلن تواصلها مع قادة "العمليات العسكرية" في سوريا

آخر تطورات عملية "ردع العدوان" في سوريا

هجوم مسلح على حاجز عسكري للنظام في ريف حمص الشمالي

ماذا فعلت.. قوات النظام تتهيأ لهجوم "ردع العدوان" في مدينة حمص

نظام الأسد يدين دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا بالصواريخ البالستية

//