بلدي نيوز – (عبدالعزيز الخليفة)
أعلن نائب الأمين العام لميليشيا "حزب الله" اللبناني نعيم قاسم في مقابلة مع قناة "الميادين" الموالية لنظام الأسد، أن ميليشيات الحزب لن تنسحب من سوريا إلا بعد ضمان بقاء الأسد، ورفض بذات الوقت التعليق على غارات الطائرات "الإسرائيلية" على مواقع الحزب في سوريا.
في الوقت الذي تشهد فيه لبنان سجالا بين رئيس وزرائها سعد الحريري، الذي يرفض تسلح الحزب ويطالب بانسحابه من سوريا وحصر السلاح بالدولة اللبنانية، ورئيس لبنان ميشيل عون الحليف للحزب، كما أن دور حزب الله في سوريا يناقش الان على أعلى المستويات في واشنطن التي تعتبره جزء من المد الإيراني الذي لابد من وقفه.
وقال قاسم الذي كان يحضر مؤتمر في العاصمة الإيرانية طهران، إن "حزب الله يحدّد متى يخرج من سوريا"، وبما اسماه "عودة سوريا إلى شعبها". وقال في إشارة إلى بقاء نظام الأسد إنه "عندما نضمن بقاء سوريا المقاومة، عندها ننسحب" من سوريا.
وأكد أن قوات النظام والقوات الروسية وميليشيا "حزب الله"، يقاتلون في سوريا" وفق صيغة تعاون تجمعهم بشكل ما"، مشيرا إلى أن "روسيا تقترب من مواقف حزب الله بشكل كبير، لكن العلاقة لم تتطور إلى حلف يتجاوز الوضع اللبناني والسوري".
من جهة ثانية رفض قاسم التعليق على الأنباء التي تحدثت عن غارات "إسرائيلية" على مواقع لحزب الله عند الحدود اللبنانية السورية، قائلاً في هذا السياق "لا موقف لدينا لنعلنه بشأن الغارات التي تتحدث عنها إسرائيل وحدها".
وزعم "قاسم" بأن "حزب الله حدّد بوصلته منذ اليوم الأول لانطلاقته باتجاه فلسطين"، مؤكداً أن "إسرائيل ليست قدراً لازماً في المنطقة ويمكن هزيمتها"، رغم أن الحزب يقاتل في سوريا ضد الشعب السوري وجبهته في جنوب لبنان هادئة بشكل تام، لا بل أن زعيمه حسن نصر الله قال في خطاب سابق له، برر تدخله لصالح النظام بادعائه إن طريق القدس يمر من المدن السورية التي قاتل فيها!، كاشفا أن "إيران ستستمر في ضخ المال والسلاح دعما لمحور المقاومة".
وشهدت لبنان سجالا بين رئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس ميشال عون، حول شرعية سلاح "حزب الله"، وتجاوز السجال لبنان، حيث تحاول موسكو إقناع إدارة ترمب بأن الحزب يحارب تنظيم "الدولة"، بينما تصر إدارة ترمب على انسحابه من سوريا وتغيير سلوكه لرفع صفة الإرهاب عنه.. مقابل انكفاء الحزب ولو قليلاً في سوريا تزامناً مع تهدئة إيرانية فرضتها التحالفات السياسية الجديدة والضغط الأمريكي على نظام إيران.
إدارة ترمب ردت على الطلب الروسي بتغيير الموقف من "حزب الله"، بالقول على لسان وليد فارس مستشار ترمب للشؤون الخارجية ومكافحة الإرهاب إن "التغيير في الموقف الأمريكي من حزب الله لن يحدث حتى لو كان الحزب يحارب (الدولة)، فعدو عدوي ليس بالضرورة حليفي، وما يمكن أن يغير في المعادلة هو تغير في سلوك الحزب، الذي يبدأ ولا ينتهي بانسحاب قواته العسكرية من مناطق الاشتباك في سوريا كمرحلة أولى، ومن ثم انسحاب القوات والمليشيات الغريبة من الأراضي السورية كافة لاحقا، وهذا أمر سيجري الكلام حوله مع القيادة الروسية".
وقد نقلت صحيفة "الحياة اللندنية" عن مسؤول فرنسي رفيع أجرى محادثات مع مسؤولين في الأمن القومي الأميركي بإدارة ترمب في العاصمة واشنطن قوله، إن الأولوية لدى واشنطن في سوريا هي إزالة تنظيم "الدولة" وإخراج إيران وميليشيا حزب الله اللبناني من سوريا.
يشار إلى أن "حزب الله" روج في بداية تدخله لصالح نظام الأسد، أن يتواجد بقصد حماية المراقد الشيعية في المدن السورية والشيعة في القرى المتاخمة للحدود السورية اللبنانية، إلا أنه اعترف فيما بعد أن تدخله لصالح بشار الأسد بقصد الحيلولة دون سقوطه باعتباره صلة الوصل بينه وبين طهران والطرف الضامن لوجدوه كميليشيا مسلحة داخل الدولة اللبنانية.