بلدي نيوز – حماة (أحمد العلي)
عادت قوات النظام في الفترة الأخيرة لسحب الشبان في مناطق سيطرته في حماة لأداء الخدمة الاحتياطية في جيش النظام، ليخيم شبح الموت عليهم دون النظر لحالتهم الاجتماعية ويكونوا وقودا يتم الزج بهم على النقاط الساخنة والخطوط الأولى في المعارك.
تأتي هذه الخطوة بسبب قلة عدد العناصر لدى نظام الأسد ومقتل الكثير منهم خلال السنوات الست الماضية في حربه ضد الشعب السوري الثائر حيث يقوم النظام باتباع جميع الأساليب لتعويض النقص من خلال سحب الآلاف منهم عن طريق إغراقهم بالمال والصلاحيات المفتوحة من سرقة ونهب.
المحامي والناشط الحقوقي "عبد الناصر الحوشان" قال لبلدي نيوز بأن "هذه الاعتقالات غالبا ما تكون تحت حماية القانون وخاصة قانون خدمة العلم الذي يبيح اعتقال المكلفين بالخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية والذين يتهربون منها يلاحقون قضائيا بجرمي التخلف عن الخدمة وجرم التهرب من الخدمة".
وأضاف "الحوشان" أن "شبح الاحتياط يلاحق الشباب في كل يوم داخل المدينة وحتى في مناطق سيطرته في الريف، وأن الأهالي دائما يتخوفون من سحب أبنائهم للاحتياط إذ أن كثيراً منهم يكون معيلاً لأهله، كما أن معظمهم يتم الزج بهم في الخطوط الأمامية للجبهات، دون أن يتم تدريبهم ومعظم قتالهم ليس من أجل الوطن وإنما لبقاء الأسد فقط كما أنه من المستحيل البقاء في مدينة حماة مع ملاحقتهم وطلب الكثير منهم للاحتياط، لذلك أصبح الهروب خارج المدينة أكثر صعوبة بسبب كثرة الحواجز على أطراف المدينة وداخلها علاوة عن الحواجز الطيارة أو انتشار الأمن والشبيحة بالزي المدني".
بينما رأى الناشط الإعلامي "أبو يامن الحموي" أن "النظام يعمل على اعتقال الشبان وزجهم في الخطوط الأمامية للمعارك والجبهات المشتعلة مع الثوار وغالبا يكون مصيرهم القتل، أما أبناء طائفته من اللاذقية وطرطوس والميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية المساندة له غالبا ما يتم إرسالهم للمناطق الهادئة وداخل المدن التي تشهد هدوءاً نسبياً.
وبات الخوف يلاحق جميع الشباب في مناطق سيطرة النظام بسبب ملاحقتهم من عناصر المخابرات الجوية والعسكرية التي تنتشر في معظم شوارع المدينة وباتوا يتجنبون المرور على أي حاجز لقوات النظام خوفا من وقوعهم فريسة بين أيديهم.
وكانت عناصر المخابرات الجوية والعسكرية قامت الشهر الفائت باعتقال أكثر من مئة شاب من مدينة حماة وقرى مختلفة تسيطر عليها في الريف كقرية تيزين وخطاب وكرناز تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والأربعين بحجة التخلف عن أداء الخدمة الإلزامية وخدمة الاحتياط.
وكانت قوات النظام أعلنت منذ أشهر عن تشكيل قوة عسكرية جديدة أطلقت عليها "اللواء الخامس" والذي سيضم كل الشبان الذي تتراوح أعمارهم بين 17 إلى 45 عاماً وأيضاً الموظفين الحكوميين، إلا أن عدم إقبال الشبان على الالتحاق باللواء المذكور دفع النظام إلى بدء حملة دهم واعتقال للشبان لزجهم في المعارك الدائرة في البلاد.