بلدي نيوز - الرقة (نجم الدين النجم)
وجه أهالي محافظة الرقة، ومجموعة من المؤسسات المدنية والصحافية، رسالة إلى أنتونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، تحت عنوان "#الرقة_جدران_الدم"، يطالبونه فيها بحماية أهالي مدينة الرقة، وتحييدهم عن النزاعات العسكرية، وإلزام الأطراف العسكرية بالقرارات الدولية المتعلقة بحماية المدنيين من أضرار النزاعات.
ووقع على الرسالة، "مجلس محافظة الرقة، وتنسيقية شباب الرقة، وصحفية الحرمل، والجمعية التركمانية"، وعدد كبير من الأطباء والمعلمين والصحافيين والناشطين والعمال والحرفيين والشعراء والفنانين، من أهالي مدينة الرقة في المغترب.
وجاء في الرسالة: "السيد أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة.. تتعرض مدينة الرقة للقصف المتكرر من طيران النظام السوري وطيران التحالف الدولي والطيران الروسي، التي تستخدم جميعها الصواريخ والقنابل المحرمة دولياً، تحت ذريعة محاربة الإرهاب، دون مراعاة مسألة تحييد المدنيين عن النزاعات المسلحة، التي تعتبر إحدى الركائز الرئيسة في بنود حقوق الإنسان، التي تعتبر شرعة دولية لا يجب المساس بها".
وأضاف الموقعون في الرسالة "يقطن مدينة الرقة أكثر من نصف مليون إنسان، هم مواطنون مخطوفون من قبل تنظيم داعش، التنظيم الذي يمارس بحقهم أشد أنواع الظلم والاستبداد بحجة أنه يُطبق عليهم شرع الله، وفي الوقت نفسه لا يملكون أية فرصة للخروج من المدينة نتيجة التضييق عليهم، ومنعهم من السفر إلى دول الجوار أو إلى المناطق الآمنة، وهم بالنتيجة يتعرضون للموت المجاني من قبل جميع الدول التي تحالفت للقضاء على تنظيم الدولة".
واختتمت الرسالة بمطالبة الأهالي بحماية المدنيين، وتجنيبهم شرور الأطراف المتصارعة قدر المستطاع، بالقول "إن أهالي الرقة في الداخل السوري ودول الشتات يناشدون هيئة الأمم المتحدة بإعادة النظر ببنود هدنة وقف إطلاق النار التي استثنت منها المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة "داعش"، وتفعيلها باتجاه تحييد المدنيين عن النزاعات المسلحة، والعمل على المحافظة على حياة أبناء الرقة المدنيين، وفي ذلك انتصار للحق. وتأكيد على بنود اتفاقيات جنيف لعام 1949 التي تقوم على أساس الالتزام بتوفير المعاملة الإنسانية للأشخاص المحميين، وأوجبت أن يحكم هذا المبدأ أطراف النزاع المسلح بوصف ذلك حداً أدنى من جهة قواعد القتال والوسائل المستخدمة فيه، وهذا ما أخذ به البروتوكول الإضافي الأول لعام 1977".
وشهدت المدينة ارتفاعاً حاداً في أسعار المواد التموينية والخضروات والمحروقات، بعد قيام طائرات التحالف، بقطع الطرقات الرئيسية وتدمير الجسور الرئيسية التي تربط الرقة بمحيطها.
يُشار إلى أن الجيش الأمريكي قال الأربعاء الماضي، إنه يتوقع أن تعزل القوات التي تساندها الولايات المتحدة الرقة معقل تنظيم "الدولة" في سوريا بصورة شبه تامة في الأسابيع القليلة المقبلة، مما يمهد الطريق أمام مسعى للسيطرة على المدينة.
وقال الكولونيل بسلاح الجو "جون دوريان" وهو متحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن "ما نتوقعه هو أنه خلال الأسابيع القليلة المقبلة ستُعزل المدينة بصورة شبه تامة ثم ستكون هناك مرحلة اتخاذ قرار بالاقتحام".
في المقابل، قال طلال سلو، الناطق باسم "قسد" إنه إذا استمر التقدم في هذه الوتيرة ستكون الرقة "معزولة تماماً خلال شهر ونصف الشهر أو شهرين.
يذكر أن واشنطن تدعم ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية في معركة "غضب الفرات" التي تسعى للسيطرة على الرقة.