شائعات موت بشار.. من المُروِّج ومن المستفيد؟ - It's Over 9000!

شائعات موت بشار.. من المُروِّج ومن المستفيد؟

بلدي نيوز – (منى علي)

بدأت شائعات موت بشار الأسد مقتولاً تلاقي رواجاً واسعاً منذ الشهر الخامس عام 2012، لتظهر فيما بعد بشكل متقطع، كان أشهرها تحدي الشخصية الإشكالية "أبو علي خبية" (قائد كتيبة في الجيش الحر بريف دمشق) لبشار أن يظهر علناً زاعماً موته، ليظهر الأخير بعد أقل من 12 ساعة على شاشات تلفزته. كما راحت "صحف صفراء" تروج لمقتل رأس النظام السوري على يد حارسه الشخصي الإيراني، منذ الشهر الرابع عام 2013، وتم اجترار هذه الشائعة بشكل متكرر على مدى أكثر من عامين، لتأتي الشائعات الأخيرة حول مرض بشار واحتمال موته، لتغطي على ما سبقها وتأخذ حيزاً أوسع في شارع السياسة والصحافة.

الشائعات الأخيرة بدأت منذ نحو 10 أيام مضت، تسربت أولاً مفيدة بإصابة بشار بعينه، ووجوده في مشفى الشامي بدمشق، ليعطي اتصال المعارضة السورية (ميسون بيرقدار) الشهيرة بـ"وسام الحرة" مع مشفى الشامي وعدم نفيهم وجود بشار، دليلاً كافياً لمروجي الأخبار ومتلقفي السبق ليغزلوا الأخبار، حيث تعاطت الصحافة الروسية ومن ثم اللبنانية مع الخبر، واشتغلت على تطويره، فقالت صحيفة "الديار" اللبنانية المقربة من "حزب الله" ونظام الأسد، إن بشار يتعافى من جلطة دماغية أصيب بها، قبل أن تحذف الخبر من موقعها الإلكتروني، كما دخلت الصحافة الإسرائيلية على الخط، حيث نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر إسرائيلية قولها إن "الشائعات عن مرض الأسد لم تولد من فراغ، فالأسد يعيش منذ ست سنوات ضغوطا شديدة بسبب الحرب في سوريا"، مضيفة أنه "إذا كان الأسد قادرا، فليظهر على الملأ وليبدد الشائعات".

وهو ما تم بالفعل، حيث رد رأس النظام بشار الأسد على الشائعات بظهوره قبل يومين فيما قيل إنه اجتماع مع تجار وصناعيين من دمشق، ولم يعرف تاريخ الصورة الحقيقي أو من هم الحضور، فاستغل البعض الصور للتشكيك مجدداً، علماً أن ظهوره قد أدى لإحباط في صفوف كثير المعارضين والثوار الذين تفاءلوا مع تنامي الشائعات وصدقوها معتبرين نهايته بداية حل حقيقي للقضية السورية.

 الصحفي "أيمن محمد"، رئيس تحرير بلدي نيوز علق على الشائعات بالقول: "للأسف نحن ننجر وراء الشائعات التي يهدف النظام من ورائها إلى إلحاق الهزيمة النفسية بنا وخاصة بعد سيطرته على حلب وكذلك عقد مؤتمر أستانا الذي كان لصالحه أكثر من كونه لصالح المعارضة بشقيها السياسي والعسكري".
وأضاف "ليست المرة الأولى التي نأكل فيها طعم النظام، خلال السنوات الست الماضية، ومن يدقق في إشاعة مرض بشار يجد أن الإعلام الروسي أول من روج لها، تلاه شبه تأكيد من جريدة الديار التابعة لحزب الله، ومن ثم تلقفنا الخبر على أساس أنه حقيقة وأن الأمور تتجه ربما نحو تدبير انقلاب ناعم ضد بشار الأسد واستبداله بشخص أخر .
وبعد خمسة أيام من تداول الإشاعة حول تدهور حالته الصحية بدأت وسائل إعلام النظام بتكذيب الخبر عبر بيان صادر عن قصره الجمهوري، ففتح هذا التكذيب شهية وسائل الإعلام وبعض الشخصيات الإعلامية البارزة للتأكيد على أن هذا البيان يدل على أن هناك شيء يريد إعلام النظام إخفاءه، وبدأت التساؤلات لماذا لم يظهر بالصوت والصورة ليكذب الخبر ويثبت العكس، إلى أن ظهر بلقاء مع وفد من (الصناعيين) وتصويره من أكثر من جهة لنفي الإشاعة بالكامل".
وعن استخدام الشائعات وأساليبها قال "محمد": "الإشاعات هي أبرز وسائل الحرب النفسية التي لجأ إليها النظام عبر مجموعة من الخبراء والأكاديميين، وكانت في بعض الأحيان سببا في سقوط مناطق بيد النظام أو إبرام مصالحات مع الأسد."
واستطرد: "النظام جند آلاف العناصر لبث سمومه عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت المتنفس الوحيد للسوريين للتعبير عن أفكارهم، ومعظم السوريين وبعد سلسلة الانتكاسات (سقوط حلب، اقتتال الفصائل) وغياب أي أفق لحل سياسي وجدوا في هذه الإشاعة متنفسا لهم واعتبارها نصرا للهروب من الواقع المؤلم على الصعيدين السياسي والعسكري".
إلا أن الأمر ليس سلبيا بالكامل، فللشائعة فوائد حصرها الصحفي "محمد" بالتالي: "إذا نظرنا للجوانب الإيجابية للشائعة فنجد أنها كثيرة وتدين النظام أكثر مما تحقق له نصرا وهميا، حيث أثبتت أن النظام ديكتاتوري وقائم على حكم الفرد، الموالون أصبحوا في حالة ضياع، بعد الإشاعة، حيث روجت صفحات موالية لعودة رفعت الأسد أو تسليم زمام الأمور لشقيقه ماهر الأسد، كما أثبتت عزلة بشار الأسد حتى عن أبرز مسؤوليه، لدرجة أن إعلام الأسد قطع بثه لنقل لقاء بشار الأسد لوفد من الصناعيين، وإيراد خبر عاجل".
ورأى "محمد" أن الأمر يحمل رسالة قوية للمؤيدين والشبيحة مفادها: "ما هو مصيركم في حال توفي بشار الأسد -بغض النظر عن الثورة- هل يوجد لديكم بديل للصنم الذي تقدسونه؟".

ويبدو أن الجدل لن ينتهي بظهور زعيم الإرهاب وسادن القتل في صور عابرة، فبعد ظهور الصور يتم التركيز على وجه بشار المتعب والذي يُبدي –حسب المشككين- مرضاً وإنهاكاً، ما يدل على أن الخبر لم يكن شائعة بالمطلق، وفق رأيهم، وما يفتح أبواباً جديدة للتكهنات التي لن تنتهي إلا بنهايته فعلياً.

مقالات ذات صلة

إطلاق خدمة الفيزا الإلكترونية .... واقع أم بالون إعلامي؟

كيف يواجه أهالي السويداء احتمالات تصعيد النظام العسكري عليهم؟

فاقت السبعين.. إحصائية بعدد القتلى في درعا خلال نيسان

بمليارات الدولارات.. إيران تضغط على "الأسد" لاسترداد ديونها

خسائر لميليشيا عراقية بهجوم شرقي سوريا

خسائر لميليشيات إيران بهجوم في دير الزور