بلدي نيوز – (خاص)
أرسلت الطفلة السورية المشهورة على تويتر، (بانا العابد) رسالة توسلت فيها لرئيس أمريكا الجديد دونالد ترمب، أن يفعل شيئا ما لإنقاذ أطفال سوريا، ووعدته خلال تغريدتها بأنها سوف تكون "أفضل أصدقائه" في حال فعل شيئاً لمساعدة الأطفال السوريين.
رد ترامب جاء سريعاً وعلى أعلى المستويات، والذي بدأه بمنع السوريين المسلمين، إضافة لعدة جنسيات أخرى من الدخول لأمريكا، ولا يعرف أحد فعلياً كيف سينهيه، ولا إلى أي حدود سيصل في رده، فهناك بعض التسريبات عن نيته إنشاء "مناطق عازلة" شمالاً وجنوبا، تهدف لحماية "الأقليات السورية المضطهدة" حسب ما صرح البنتاغون، وربما التحالف مع الأسد لضرب "الإرهابيين المسلمين" الذين كانوا السبب الرئيسي لتدمير مدينة حلب وثلاثة أرباع سوريا.
فلولا هؤلاء "الإرهابيين" لما كان طيران الروس والأسد قصف حلب بمئات القنابل يوميا، ولما كان قتل قرابة المليون مدني، وشرد أكثر من عشرة ملايين داخليا وخمسة ملايين خارجيا.
(ترمب) منع السوريين سواء من اللاجئين، أو حملة الإقامات الدائمة من الدخول لأمريكا، ولا يعرف وضع الموجودين حاليا فيها، إن كانوا سيخضعون للطرد أو وضعهم في معسكرات اعتقال، فالحجة التي سيقت لمنع السوريين هي الموضوع الأمني أولا وكونهم "إرهابيين" محتملين، على الرغم من أن أي شخص من أصول سورية يتعرض لتحريات أمنية دقيقة، قبل السماح له بالوصول للسفارة الأمريكية في أي بلد، فضلا عن الوصول لأمريكا ذاتها.
الغريب في الأمر، ولعله الأمر الأكثر وضوحا، أن الأشخاص ذوي التأشيرات الديبلوماسية لن يتعرضوا للمنع من دخول أمريكا، هذا الأمر لوحده كفيل بإظهار وجهة نظر (ترمب) للوضع في سوريا، فهو سيسمح للجعفري وأشباهه –وربما حتى لحافظ الأسد جونيور- بالدخول لأمريكا بدون معوقات فهم من حملة الجوازات الديبلوماسية، ما يعني أننا لن نعاني من غياب الجعفري عن جلسات مجلس الأمن والأمم المتحدة، وقد يدخل حافظ الأسد هناك للحصول على عضوية فخرية في وكالة ناسا للفضاء ليضاف لاسمه لقب "رائد الفضاء"، تيمنا بعمه " الشهيد الرائد الركن المهندس المظلي الدونجوان ولي العهد باسل الأسد"، أو ربما تذهب أسماء الأسد للتسوق وشراء بعض الأثاث الفاخر المصنوع خصيصا "للسيدة الثانية"، فلقب السيدة الأولى محجوز دائما لحماتها (أنيسة مخلوف).
الخيارات أمام (بانا) للدخول لأمريكا محدودة جداً، تشمل الذهاب للتعمد في الكنيسة، وإظهار شهادة أنها أصبحت "مسيحية صالحة"، أو إجراء مصالحة مع النظام، والحصول على جواز سفر ديبلوماسي مثل الذي يملكه حافظ الأسد جونيور (لا يعرف إذا كان جوازه بريطانيا بحكم أن "السيدة الثانية" بريطانية الجنسية).
يبدو أن (بانا) ستحلم كثيراً بالوصول للعالم الجديد، وأخذ صور تذكارية بجانب تمثال الحرية، لكن كل ما يمكن التأكد منه أن (ترمب) لن يكون في جعبته المزيد من الأمور ليفعلها بالسوريين، فقد أدى سلفه الديموقراطي (أوباما) المهمة كاملة، أما بالنسبة للسوريين فلسان حالهم يقول (لا يؤلم السلخ الشاة بعد الذبح).