بلدي نيوز – حلب (حسن العبيد)
لم يكن الشاب "عبد الله" من مدينة حلب يدري أن المال لن يشفع له ويخلصه من حقد الشبيحة وتعطشهم للدماء وتصفية المدنيين النازحين من الأحياء الشرقية.
بدأت معاناة "عبدالله أبو محمود" منذ تخرجه من كلية الحقوق في جامعة حلب، منذ أكثر من 15 عاما حين تعرض لحادث أدى إلى كسر في العمود الفقري، فأصبح مشلولا بشكل كامل ولم يعد يستطيع تحريك سوى رأسه.
إصرار عبد الله على الحياة والعمل لم يتوقف هنا، بل دفعه لإدارة الأعمال وأصبح يملك محال وورشات صناعية، ومع دخول حلب بالثورة ظل باقيا فيها على كرسيه المتحرك، وأثناء حصار حلب بذل عبد الله الغالي والنفيس في سبيل تخفيف أزمة الحصار من خلال مساهمته في توزيع الطحين والسكر، وكل شيء يخفف من وطأة الجوع على أهالي حلب المحاصرين.
ومع دخول قوات النظام والميليشيات الشيعية إلى أحياء حلب الشرقية، قرر عبد الله المغادرة باتجاه الأحياء الغربية، لأن إخوته هناك، وذلك بعد ترتيب أمور عدة ودفع رشاوى للحواجز، وبعد وصوله بيوم واحد فقط قامت قوات الأمن باعتقاله هو وإخوته الذين يعتبرون من مؤيدي النظام وتم اقتيادهم إلى فرع المخابرات الجوية سيئ الصيت.
وبعد أقل من 24 ساعة أتى خبر استشهاد عبد الله داخل ذلك الفرع الشهير بإجرامه.
ولم تسلم المخابرات الجوية جثمان الشهيد لأهله، ولم يعرفوا أين تم دفنه، فيما تم الإفراج عن أحد إخوته، فيما لا يزال مصير الآخر مجهولا.
وتعتبر قصة الشهيد عبد الله واحدة من آلاف القصص التي لم تُروَ حول عمليات القتل والتصفية الممنهجة في أفرع الأسد المخابراتية التي تفتك بالمدنيين الذين رفضوا الذل والخنوع.