بلدي نيوز – درعا (خاص)
وقع عدد من عناصر الجيش الحر والمدنيين في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، اتفاق مصالحة مع سلطات النظام، يقضي بعودتهم إلى الخدمة العسكرية ووظائفهم، وهو ما اعتبره الثوار أنه جاء على حساب دماء مئات الشهداء الذين قدمتهم مدينة الصنمين وباقي مدن وبلدات سوريا.
وتظهر تسجيلات مصورة بثها إعلام النظام، كمية من الأسلحة الفردية بالإضافة إلى عدد من الأشخاص بلباس مدني دون التأكد من صحتها، في حين تمكنت بلدي نيوز من الوصول إلى معلومات عن خلفيات ونشاط بعض هؤلاء الأشخاص قبل توقيع المصالحة وخلال الثورة.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها بلدي نيوز، فإن العدد الأكبر ممن ظهروا في الفيديوهات هم بالأساس من المدنيين ممن لم يحمل السلاح، وإنما هم من الموظفين الذين خافوا على أنفسهم من الاعتقال فعمدوا إلى توقيع المصالحات، بينما باقي الأشخاص الذين ظهروا في التسجيلات، فهم ممن يمكن وصفهم بالمتطفلين على الثورة.
وأكد مصدر، رفض الكشف عن اسمه، أن بين الذين ظهروا العقيد "محمد كنعان"، وهو بالأساس لم ينشق من تلقاء نفسه وإنما ألقى عناصر الجيش الحر القبض عليه أثناء ذهابه للعمل وأجبروه على الانشقاق منذ حوالي السنتين، ووصل بعدها إلى الصنمين، ثم ما لبث أن غادر لينضم إلى لواء أبابيل حوران حيث تم فصله بسبب تهم موجهة له بالسرقة ومشاكل أخرى، وبقي في مدينة الصنمين حتى قام بتوقيع المصالحة منذ عدة أيام.
وأشار المصدر إلى أن شخصاً آخر يدعى "بسام الهيمد" كان من تجار الحشيش والمتعاطين كان ممن استغل الثورة وركب موجتها لتحقيق مصالحه الشخصية، فهو بالأساس معروف لدى أهالي المدينة بسوابقه، لاسيما بتجارة الحشيش والخمور، وعندما تم عقد اجتماع المصالحة قدم إلى الاجتماع ووقع على "العودة إلى حضن الوطن" حتى يتمكن من العودة إلى حياته الطبيعية والمرور على حواجز النظام.
وأكمل المصدر أن "باقي العناصر هم من خارج مدينة الصنمين، وقدموا إلى المدينة أثناء توقيع المصالحة، وكان توقيعهم للمصالحة بهدف العودة إلى المدينة والعودة للحياة الطبيعية عداك عن وجود مدنيين قاموا بشراء السلاح على حسابهم الخاص قبل توقيع المصالحة بأيام وتسليمه للنظام بهدف إخراج معتقلين يخصونهم".
ويؤكد المصدر أن فصائل الجيش الحر في المدينة لا تزال على وضعها السابق قبل توقيع المصالحة، ولم تسلم حتى اللحظة أي قطعة سلاح، خاتما حديثه بأن غاية النظام مما حدث في مدينة الصنمين هو تصوير الحدث على أنه "عودة إلى حضن الوطن" على حد تعبيرهم، لا أكثر ولا أقل.