بلدي نيوز – حمص (صالح الضحيك)
شهدت محافظة حمص خلال عام 2016 استمرار الحملة الهمجية لقوات النظام وحلفائه بقصف المناطق المحررة بجميع أنواع الأسلحة من قبل الثكنات العسكرية وحواجز النظام المحيطة بالريف الشمالي والطائرات الحربية، فيما تركزت الأحداث الميدانية بشكل رئيسي في حي الوعر المحاصر بمدينة حمص، ومنطقة تدمر في الريف الشرقي للمحافظة.
أزمة حي الوعر
وشهد حي الوعر المحاصر بداية العام نوعاً من الهدوء النسبي بعد اتفاق قوات النظام ولجنة من الحي على التهدئة، لكن هذه التهدئة لم تدم طويلاً، حيث قامت قوات النظام بداية الشهر الرابع بتجاهل أهم بنود الاتفاق وهي الإفراج عن المعتقلين بعد خروج الثوار الرافضين للاتفاق إلى الشمال السوري، فبدأ النظام بقصف الحي بالمدفعية والأسطوانات المتفجرة مدة أربعة أشهر ليصعّد في الشهر الثامن من قصفه، مما أدى لتوصل الطرفين لاتفاق جديد يقضي بخروج الثوار على دفعات من حي الوعر وإطلاق سراح المعتقلين وعودة مؤسسات الدولة للحي، لكن النظام لم يفِ بوعده بعد خروج دفعة من الثوار من حي الوعر إلى ريف حمص الشمالي.
وقد قدم حي الوعر خلال العام الماضي 66 شهيداً بينهم أطفال ونساء، كما أدى القصف لخروج مركز الدفاع المدني عن العمل بشكل جزئي وخروج مشافي "الوليد والبر" عن العمل بسبب القصف ونقص الدواء في الحي.
تبادل السيطرة على تدمر
وفي الريف الشرقي ومنطقة تدمر وما حولها تحديداً، استطاعت قوات النظام استعادة بلدة القريتين ومدينة تدمر من يد تنظيم "الدولة" في شهر آذار الماضي، بدعم جوي من الطيران الحربي الروسي، بينما استطاع تنظيم "الدولة" المحافظة على بلدة السخنة تحت سيطرته مع شن هجمات على مواقع قوات النظام من حين إلى آخر، واستمر هذا الحال في ريف حمص الشرقي لبداية شهر كانون الأول/ديسمبر من هذا العام، حيث شن تنظيم "الدولة" هجوماً واسعاً على مدينة تدمر واستطاع استعادة السيطرة على مدينة تدمر وصوامع الحبوب والكتيبة الروسية قرب مدينة تدمر .
وتابع التنظيم تقدمه باتجاه مطار "تي فور" العسكري واستطاع السيطرة على قرية مرهطان والمشتل وقصر الحير وبرج السيريتل والمواقع المحيطة به قرب منطقة الباردة جنوب مطار "تي فور" العسكري، كما استطاع مقاتلو التنظيم بسط سيطرتهم على سلسلة جبال الدفاع شمال المطار، وبدء قصف مطار "تي فور" العسكري بالمدفعية والصواريخ مما أدى لتدمير ثلاثة طائرات، وتمكن التنظيم من إسقاط مروحية هجومية فوق المطار كما أسقط التنظيم طائرة حربية من طراز ميغ 23 بعد استهدافها بالمضادات الأرضية.
11 طائرة خسائر النظام وروسيا بحمص
أيضا استطاع التنظيم إسقاط طائرة روسية في منطقة حويسيس بعد استهدافها بصاروخ حراري في الشهر الخامس من هذا العام واستطاع تدمير 4 طائرات في مطار "تي فور" بعد استهداف المطار بالمدفعية وراجمات الصواريخ في الشهر الخامس أيضاً وأسقط طائرة مروحية بنفس الطريقة في شهر نوفمبر من هذا العام أيضاً ليكون التنظيم قد دمر سبع طائرات داخل مطار "تي فور" وثلاث مروحيات واحدة فوق المطار واثنتين في منطقة حويسيس، وطائرة حربية قرب مدينة تدمر ليرتفع عدد الطائرات التي دمرها التنظيم إلى 11 طائرة.
وتكبدت قوات النظام في معارك تدمر الأخيرة مع تنظيم "الدولة" حوالي 400 عنصر من قوات النظام، في حين استشهد في مدينة تدمر 86 من المدنيين وفي القريتين 43 شهيداً نتيجة المعارك هناك.
جمود في الريف الشمالي
في الريف الشمالي، لم تتغير خارطة السيطرة في ريف حمص الشمالي فاستطاع الثوار المحافظة على مناطق سيطرتهم بمدينتي تلبيسة والرستن بالإضافة لمدينة الحولة وقراها، واعتمدت قوات النظام على قصف مدن وبلدات وقرى الريف الشمالي بالطيران الحربي مع مساندة للطيران الحربي الروسي والقصف المدفعي والصاروخي، كما استخدمت الطائرات الروسية أسلحة جديدة تنوعت بين القنابل العنقودية والفوسفورية وقنابل النابالم الحارق وتعتبر هذه الأسلحة محرمة دوليا وقد استشهد على أثر القصف شبه اليومي في مدينة تلبيسة 184 شهيداً بينهم 21 أثنى بالغة و20 طفل من الذكور و8 أطفال من الإناث، واستشهد في مدينة الرستن 170 شهيداً بينهم 109 من الذكور البالغين و 23 أنثى بالغة و28 طفل من الذكور و10 أطفال من الإناث واستشهد في قرية الغنطو 71 شهيداَ، وفي مدينة الحولة 131 شهيداً بينهم أطفال ونساء خلال العام الحالي، وتوزع باقي شهداء المحافظة على قرى ريف حمص الشمالي كـ "تيرمعلة وديرفول وغرناطة وعز الدين".
1300 شهيد
وقدمت محافظة حمص خلال العام 2016، "978" شهيداً من الذكور بينهم 279 بقصف الطيران الحربي و130 بالقصف المدفعي و569 بظروف مختلفة، ومن الإناث 147 شهيدة بينهن 106 قضوا بقصف الطيران الحربي و30 امرأة بقصف مدفعي و12 بظروف مختلفة، أما من الأطفال الذكور فاستشهد115 بينهم 82 بقصف الطيران الحربي و24 بقصف مدفعي و9 أطفال بظروف مختلفة، فيما استشهد من الأطفال الإناث 63 طفلة بينهم 49 بقصف الطيران و11 بالقصف المدفعي و3 بظروف غامضة.