بلدي نيوز – حماة (شحود جدوع)
تحتوي المنطقة المحررة من ريف حماة الشرقي 23 مخيماً تتوزع في المنطقة الممتدة من عطشان غرباً إلى أطراف السعن شرقاً، وعلى خط طول 150 كم في عمق البادية السورية، ويقطن هذه المخيمات حوالي 100 ألف نسمة جلهم من النازحين من مناطق سيطرة النظام في منطقتي السلمية وصوران ونواحي السعن والحمرا بريف حماة الشرقي.
ويعاني سكان مخيمات "المكسر والخالدية وتل حلاوة وأبوحية وعبلة وباشكون" وغيرها، من طيلة فترة النزوح التي شارفت على عامها السادس، حيث باتت خيامهم مهترئة لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف، ومع قدوم فصل الشتاء من هذا العام حاول أغلبهم تعديل خيامهم، فمنهم من راح يغطيها ببطانيات إضافية، ومنهم من دعمها بجدران طينية مصنوعة بطريقة بدائية يدوية مع الحفاظ على سقفها البلاستيكي.
"دهام أبو شام"، مدير مخيم الخالدية في الريف الشرقي قال لبلدي نيوز: "نعاني في مخيمات الريف الشرقي من العديد من المشاكل أهمها اهتراء الخيام مع قدوم فصل الشتاء، وقلة الخدمات داخل المخيمات، فالماء حتى اللحظة تأتي عن طريق الصهاريج بكميات لا تكفي الاحتياجات ومعظمها مدفوعة الأجر من قبل المستفيدين".
وأشار "أبو شام" إلى "عدم تخديم هذه المخيمات من دعم التعليم والطبابة والطرق والخبز والكهرباء والتدفئة والمواد التموينية"، مضيفا أن معظم النازحين خرجوا من قراهم منذ فترة طويلة واستهلكوا معظم ما ادخروا حتى باتت حالتهم المادية يرثى لها، ولا يملكون أعمالاً أو مصالح كالتي كانت متاحة لهم في قراهم تساعدهم على مقاومة ظروف الحياة.
وناشد "أبو شام" المنظمات الإنسانية بالالتفات إلى مخيمات الريف الشرقي والتي اعتبرها مخيمات منسية ومظلومة مقارنة بـمخيمات الشمال السوري، لافتاً إلى وجود جمعيات محلية في محافظة حماة تقوم بتقديم بعض المساعدات لمخيمات الريف الشرقي، ولكنها غير قادرة على تغطية المخيمات بشكل كامل.
الناشط "علي الفجر"، أحد أعضاء مجلس "عرفة" المحلي قال لبلدي نيوز: "إن ما يزيد المعاناة والتشرد في المنطقة هو استمرار القصف اليومي سواء كان من الطيران الحربي والمروحي أو القصف المدفعي على المنطقة، لتضاف إلى جملة العوائق والصعوبات التي تواجه المشردين في مخيمات النزوح" .
ولفت "الفجر" إلى "النقطة الأصعب التي يعاني منها ناشطو الريف الشرقي والتي تتمثل بصعوبة نقل الصورة الحقيقية للجهات العاملة في المجال الإنساني والإغاثي، حيث أن شكل مخيمات الريف الشرقي والتباعد بين الخيام والبيوت الطينية المؤقتة توحي للوهلة الأولى أن قاطنيها هم من البدو الرحل وليست تجمعاً للنازحين من قرى محتلة، هجروا منها قسرياً من قبل قوات النظام وشبيحته الموالون في المنطقة".
تجدر الإشارة إلى أن مجلس محافظة حماة والمجالس الفرعية العاملة في المنطقة يعانون ما يعانيه ناشطو الريف الشرقي من صعوبة نقل الصورة الحقيقية لمخيمات الريف الشرقي، في ظل الدعم المحدود الذي يستقدمه مجلس محافظة حماة والذي اقتصر دوره على استجرار كميات من الطحين ومساعدة أفران المنطقة على إنتاج الخبز وبيعه بأسعار مدعومة للمخيمات.