"الأسد الضعيف".. ضرورة إيرانية وورقة بيد روسيا - It's Over 9000!

"الأسد الضعيف".. ضرورة إيرانية وورقة بيد روسيا

بلدي نيوز – (منى علي)

صار الخلاف الروسي الإيراني في سوريا واضحا للعيان، وأخذ يتصاعد ويصل حد الصدام العسكري مع الاختلافات السياسية على إدارة المناطق المحتلة من الطرفين في سوريا.

فوجود محتلين اثنين على تراب واحد، والتقاء المصالح ومن ثم افتراقها، سيخلق ولا بد منافسة على المناطق الأكثر فائدة واستراتيجية، وهو ما حصل في حلب ومرشح أن يحصل في الساحل السوري بقوة أكبر، وحتى الآن لم يخرج أحد بتوضيح للقصف "المجهول" على مواقع للميلشيات الإيرانية في بلدة "الزهراء" الشيعية الموالية بريف حلب، وكذلك لاستهداف ميلشيات عطلت تنفيذ اتفاق إجلاء المحاصرين بحلب.

المراحل القادمة التي ستشهد "مفاوضات" سياسية حول مصير سوريا، والتي لا تخلو من تدخل وحضور روسي إيراني، ربما تشهد تصاعدا في هذا الاختلاف حد الفراق بين القوتين المحتلتين، فالدوافع ليست واحدة لديهما، فبينما تدافع روسيا عن مصالح سياسية وعسكرية واقتصادية، تنهج إيران نهجا طائفيا بحتا وتقاتل باسم "الثارات" الحسينية والزينبية!.

الكاتب الصحفي السوري نجم الدين سمان، يرى أن الخلاف لا يمكن أن يصل حد القطيعة مع وجود خلافات على التفاصيل، ويضيف لبلدي نيوز: "لا أعتقد بأنّ هناك خلافاً جوهرياً بين روسيا وإيران حيال سوريا وحيال الأسد الصغير؛ ربما هناك خلاف على بعض التفاصيل؛ كلاهما سيقتسمان الأرض الخراب ويحافظان على مختار حيّ المهاجرين بدمشق الذي صار رهينةً لديهما؛ وكلاهما الذئب الفارسيّ والدبّ الروسي سيستمرّان بنهش أجساد السوريين وأحلامهم بوطن حرّ؛ وسيبرران ذلك على الدوام بوجود داعش وأيضاً بدولة سورياستان".

ويشير "سمان" إلى ذرائع يستند إليها الحلف الروسي الإيراني ويناور بها دوليا، حيث أن  "المقاتلون ضد الأسد؛ وبخاصة المجاهدين منهم سينقسمون إلى ثلاث فئات: المتطرفون منهم إلى داعش؛ والأقل تطرفاً إلى دولة الجولاني؛ والمعتدلون إلى درع الفرات برعاية تركية – قطرية". وهذا ما "سيُبقي السياسة الروسية على حالها؛ حتى لو مات آلاف الزينبيين وسواهم؛ أو قتل سفير لروسيا وبضع ضباط." وفق الكاتب نجم الدين سمان.

إلا أن القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، كشف في وقت سابق عن خلاف إيراني روسي بشأن رأس النظام بشار الأسد، وأن روسيا غير سعيدة بـ"المقاومة الإسلامية" في سوريا، في إشارة واضحة إلى "حزب الله" والمليشيات الإيرانية هناك.
موضحاً أن "روسيا تقدم المساعدة في سوريا على أساس المصالح المشتركة، غير أنها ليست سعيدة بالمقاومة الإسلامية، وليس من الواضح أن مواقف روسيا تتطابق مع إيران بشأن بشار الأسد".
وبحسب ما نشرت مواقع إيرانية عديدة عن كلمة جعفري، فقد أوضح أن "المقاومة السورية تعتمد على بشار الأسد ولا يمكن تجاهل ذلك، الأسد يؤمن بجبهة المقاومة والوقوف ضد المتغطرسين والغرب، ولا نرى بديلا عن بشار الأسد ونعتبره خطا أحمر وتجاوزه ممنوع".

ويعكس كلام المسؤول الإيراني الواقع إلى حد بعيد، إذ أن الاحتلال الإيراني يستند بالضرورة إلى وجود وبقاء الأسد كحاكم صوري يحكم "قاسم سليماني" باسمه، وهذا ما لا تراه موسكو ضرورة مطلقة، فهي حريصة على (المؤسسات الأمنية والجيش) وليس على الأسد بشخصه، كما أشارت إلى ذلك غير مرة. كما أن سعي إيران للحصول على منفذ بحري على المتوسط من المرجح أن يؤجج الصراع، فهناك محمية روسية هي الأغلى والأهم بالنسبة لموسكو من كل مناطق وبؤر التوتر والصراع الطائفي، فهل ستأخذ المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري هذا الخلاف الممكن على محمل الجد، وتعمل على توسيع الشرخ وإيجاد أسباب تطويره؟..

مقالات ذات صلة

روسيا تبدي استعدادها للتفاوض مع ترمب بشأن سوريا

تقرير.. ارتفاع معدلات الفقر لنحو 91 بالمئة شمال غرب سوريا

أبرز ما جاء في أستانا 22 بين المعارضة والنظام والدول الضامنة

الحسكة.. "قسد" تعلن نهاية حملتها الأمنية في الهول

بدء اجتماعات مؤتمر أستانا 22 في كازاخستان

إسرائيل تستهدف شحنة أسلحة قادمة من العراق إلى سوريا