بلدي نيوز – (صالح العبدالله)
تصرّ الميليشيات الإيرانية على عدم إخراج المدنيين والمقاتلين من أحياء حلب المحاصرة، في الوقت الذي قبلت فيه روسيا اتفاقاً منذ يومين، يقضي بإخراجهم منها، فما الذي أجبر روسيا على ذلك؟
تضافرت أمورعدة كان لها الدور الأبرز في الضغط على روسيا والنظام لقبول خروج المدنيين والمقاتلين من حلب، بعد إدراك الفصائل أن الخروج من الأحياء المحاصرة يحمي آلاف المدنيين الذين تعرضوا لإبادة جماعية من قبل النظام وميليشياته التي ارتكبت مجازر عدة شملت القتل بالقصف ورمياً بالرصاص إضافة إلى الاغتصاب و الحرق أثناء تقدمها إلى الأحياء الشرقية في المدينة.
أهم هذه الأمور هو الضغط الإعلامي الكبير من وسائل الإعلام السورية المناصرة للثورة، إضافة للكثير من وسائل الاعلام العربية والعالمية التي نقلت مأساة حلب على مدار اليومين الماضيين، حيث ظهرت الحقيقة بالأدلة الدامغة لما يرتكبه النظام وروسيا والميليشيات الطائفية من جرائم ضد الإنسانية.
ومن الأمور أيضاً هو الحراك السلمي الشعبي سواء السوري أو غيره، داخل سوريا وخارجها، حيث خرجت مظاهرات عدة في مختلف المناطق المحررة للوقوف مع أهالي حلب، بالتزامن مع وقفات احتجاجية أمام سفارات روسيا ومقرات الأمم المتحدة في العالم، قام بها سوريون ومن أبناء الدول نفسها التي قامت فيها الوقفات، كان أبرزها في تركيا وعدد من الدول الأوربية كألمانيا والنمسا وفرنسا.
والجديد في الأمر هو خروج مظاهرات حاشدة في بعض الدول العربية كان لها تأثير قوي في الضغط العالمي من أجل إنقاذ حلب، فخرجت مظاهرة حاشدة في الكويت نددت بما يرتكبه النظام وحلفاؤه في حلب، كما نددت بالصمت الدولي، كما خرجت مظاهرات في العاصمة الأردنية عمان حيث اكتظت شوارعها بالمتظاهرين أغلبهم من الأردنيين للمطالبة لإنقاذ المدنيين في حلب.
وهناك نوع آخر من التفاعل الدولي وهو التضامن عن طريق إلغاء الاحتفالات كما حصل في دولة قطر التي ألغت كل مظاهر الاحتفالات بيوم عيدها الوطني تضامناً مع حلب.
وأطفأت باريس أضواء برجها الأشهر في العالم، تضامناً مع محاصري حلب، وتنديداً بالجرائم الروسية وجرائم النظام وميليشيات إيران.
لم يكن الضغط الإعلامي والمظاهرات الشعبية وحدها من أجبرت روسيا على قبول إخراج المدنيين من حلب، بل كانت هناك تحركات على المستوى الدبلوماسي من بعض الدول كتركيا التي أجرى رئيسها اتصالات مكثفة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن من أجل قبول الاتفاق، وكان لألمانيا دور مشابه عندما هددت روسيا بعقوبات اقتصادية في حال تعنتت برأيها ولم تقبل بإخراج المدنيين، ناهيك عن تحركات أخرى لبعض الدول كفرنسا وقطر وغيرها.
على الرغم من كل هذه الأمور حاولت إيران عرقلة الاتفاق من خلال استهدافها للحافلات التي تريد إخراج المدنيين من حلب، إضافة لاستمرارها وقوات النظام بالقصف الهمجي على الأحياء المحاصرة، ما دفع روسيا لتهديدهما مباشرة.
وأكد مصدر خاص لبلدي نيوز أن روسيا هددت النظام وإيران في حال استهدافهما للحافلات التي تقل المدنيين، كما ستقصف مواقعهما في حال أقدمتا على ذلك.
وأضاف المصدر، سيتولى جنود روس عملية حماية الحافلات التي تقل المدنيين ومقاتلي المعارضة إلى حين خروجها من مدينة حلب.