بلدي نيوز – (خاص)
مطار "التيفور" العسكري أو كما يسميه البعض مطار "طياس"، هو أحد أهم المطارات العسكرية في وسط سوريا، والذي يقع في قلب البادية السورية شرقي مدينة حمص.
أهمية المطار خلال الحرب الحالية تنبع من موقعه الاستراتيجي شرقي حمص وغربي حقل شاعر، الذي سيطر عليه تنظيم "الدولة" مؤخراً خلال سيطرته على مدينة تدمر، حيث يعتبر هذا المطار المسؤول عن العمليات الجوية في المنطقة شرقي حمص، وتنفذ الطائرات المقلعة منه عمليات في معظم أرجاء سوريا، باتجاه الرقة ودير الزور وحماة وريف دمشق وحلب وغيرها.
يعتبر المطار قاعدة مهمة للطائرات المروحية والنفاثة الروسية، التي نشرت بعد الدخول الروسي إلى سوريا بسبب موقعه الاستراتيجي المهم، فقبل الحرب كان المطار يعتبر مطاراً استراتيجيا، بحكم موقعه المتوسط داخل الأراضي السورية، ونشر النظام لأهم الطائرات الاعتراضية فيه وبخاصة طائرات ميغ 25 الأسرع لدى النظام، والتي خرجت من الخدمة مع بداية الحرب، وتحولت لكتل من الخردة مكدسة في مطارات النظام.
حوامات روسية
مع بداية معركة تدمر نشرت روسيا في المطار مجموعة من طائراتها المروحية في المطار، من نوعيات مي24 وكاموف 52 ومي 28، والتي دمر التنظيم 4 منها على الأقل بقصف صاروخي على المطار، الأمر الذي اعتبر الضربة الأكبر لروسيا منذ دخولها لسوريا، إضافة لإسقاط التنظيم عدة طائرات من الحوامات المنشورة في المطار في ريف حمص الشرقي.
وتعتبر محاولة التنظيم لدخول المطار ليست الأولى، فقد حاول التنظيم الدخول للمطار سابقاً أكثر من مرة، تعود بعضها لعام 2014، حيث فجر عربة مفخخة على إحدى بوابات المطار، ونفذ عدداً من العمليات المختلفة في محيطه.
نظرياً يسهل الدفاع عن المطار بسبب الصحراء التي تحيط به، وإمكانية كشف أي تحركات في محيط المطار من مسافات بعيدة، الأمر الذي يعني أن التنظيم ليس لديه فرصة كبيرة لمفاجأة النظام، لكن عامل الصدمة والسرعة هو العامل الأساسي في أي عملية للتنظيم على المطار، حيث نفذ التنظيم عدة عمليات بالمفخخات على محيط المطار الذي تتوارد الكثير من الأخبار حالياً أنه مؤهل فعلياً للسقوط في حال استمر التنظيم بالهجوم عليه، خصوصاً مع سحب النظام لمعظم عناصره باتجاه حلب، ووجود فراغ كبير في القوات في المنطقة، يبدو أن تنظيم "الدولة" يستغله بقوة.
ماذا يعني سقوط مطار التيفور؟
إهانة روسيا بالمقام الأول، فهي عجزت عن الدفاع عن تدمر، وها هي الآن تخسر أهم قاعدة عسكرية لها في الصحراء السورية، إضافة لتصدع صورتها العسكرية في المنطقة، وهي التي جاءت بعدتها وعديدها لفرض حلولها.
أما بالنسبة للنظام فمطار "التيفور"، فهو نقطة الدفاع الأهم عن مدينة حمص، وسقوطه يعني أن خط الدفاع عن حمص أصبح ضعيفاً جداً وقد لا يستطيع عناصر النظام الدفاع عن المدينة التي قد يصلها التنظيم ويدخلها، خصوصاً أن النظام يركز قواته في حلب، الأمر الذي سيدفع النظام لأمر من أمرين، الأول الاستعجال والضغط على الثوار في مدينة حلب بهدف إنهاء المعركة سريعاً، والأمر الثاني هو تبريد جبهات حلب بهدنة أو إيقاف للمعارك لفترة محددة حتى يتسنى للنظام سحب قواته باتجاه ريف حمص، ثم العودة إلى حلب بهدف السيطرة عليها بالكامل مرة أخرى.