من هي "المعارضة المعتدلة" التي قد تحظى بمضاد الطائرات؟ - It's Over 9000!

من هي "المعارضة المعتدلة" التي قد تحظى بمضاد الطائرات؟

بلدي نيوز – (منى علي)

مجدداً، يعود لغط "مضاد الطيران" ليطفو على السطح ويغلب على أهمية ومسار الأحداث في سوريا، القصة التي تعتبر أقرب إلى الحلم منها إلى الواقع، ما زالت تتصدر الأحداث والعناوين بين الفينة والأخرى، ربما لأنها الأمل الأخير أو الوحيد لقلب الموازين وتغيير المعادلات بشكل يكاد يكون جذريا على الأرض.

هذه المرة استندت الآمال إلى حدث واقعي غير عادي، صدر عن القوة الأكبر في العالم، عندما أصدر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، باراك أوباما، أول أمس الجمعة قراراً يقضي بالسماح بتزويد المعارضة السورية "المعتدلة" بإمدادت أسلحة أمريكية، ما يعني ضمنياً السماح بتزويدها بمضاد الطيران، وهو الطلب الذي ما فتئت المعارضة بشقيها السياسي والعسكري تكرره على مسامع أمريكا والداعمين بلا كلل أو ملل منذ سنتين على الأٌقل.

إلا أن الناطق باسم الخارجية الأمريكية، أكد بوضوح، أن واشنطن لن تزود المعارضة السورية بمضاد الطيران، على الرغم من قرار الكونغرس والرئيس الأمريكي، تاركاً الباب مواربا للدول الحليفة الأخرى لفعل ذلك إن أرادت، ولكن الجميع يعلم أن هذه "الإرادة" مرتبطة إلى حد كبير بالإرادة والإدارة الأمريكية للصراع.   

وربما كان الموقف الأغرب هو اعتراض تركيا، الحليف الأقوى للثورة السورية، على احتمال التسليح هذا، ليأتي ما يبرره بتصريح الناطق باسم ميلشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بأنها ستحظى بحصة من هذه الصواريخ إن تم توريدها للمعارضة بالفعل، وما يجعل التصريح واقعيا ومقلقاً لأنقرة، هو الحقيقة الماثلة على الأرض، والتي تفيد بأن واشنطن جعلت من "قسد" حليفها الأول والأقرب في سوريا، واعتمدت عليه كليا في حربها ضد تنظيم "الدولة"، وأرسلت "مستشارين عسكريين" لتدريب قواته، وأقامت قواعد عسكرية وجوية في مناطق نفوذه.

المقدم المنشق، محمد حمادو، أعرب عن اعتقاده بأن "المضادات الجوية بالأصل موجودة لدى (قسد) حتى قبل إلغاء القيود على تسليح المعارضة"، ولكن "هكذا سلاح فعال لاشك أنه سيقلب الموازين لصالح من يحوزه لذلك فإن استخدامه يكون في المكان والزمان المناسبين ويعود تقدير ذلك للقوى التي دعمت بالمضادات"، وفق المقدم حمادو.

وتابع في حديث خاص لبلدي نيوز: "في حال سيتم تسليم فصائل المعارضة مضادات جوية أعتقد سيتم تسليمها للفصائل التابعة لغرف الموم والموك (الفصائل المدعومة من واشنطن)".

وفيما بدا تقليلاً من احتمال وصول هكذا سلاح، قال المقدم المنشق "سيصل هذا السلاح بطريقة أو بأخرى للقوى المتشددة"، معللاً قوله بتجارب سابقة حول أسلحة أخرى، وفق قوله.

فالمخاوف إذاً لا تقتصر على أنقرة التي تعتبر وصول مضاد جوي لميلشيات "قسد" يهدد العمليات العسكرية برمتها، ويقطع الطريق على عمليات "درع الفرات"، ويهدد الأمن القومي التركي، بل تتجاوز المخاوف حدود تركيا لتجد لها مكاناً لدى بعض "المعتدلين" من الجيش الحر الذي خبروا في تجارب سابقة كيف استولت جماعات على أسلحة ومعدات زعموا أنها لحماية مكتسبات السوريين وثورتهم، إلا أن ذلك لم يظهر في حلب على الأقل، جسب رؤية الضابط المنشق.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا